عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 07:46 AM
المشاركة 43
حميد درويش عطية
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد
( الأبدان المتميزة )
-------------------------------------

إن هناك تلازما واضحا بين عالم النفس والبدن :
مثلا :
الخوف من شؤون القلب ، ولكن هذا الخوف ينعكس على البدن ، وعندما يخجل الإنسان ينعكس ذلك على الوجه :
فإن من كلام العرب المعروف :
" حمرة الخجل ، وصفرة الوجل "
أي الحمرة عند حصول الخجل ، والصفرة عند حصول الخوف

إن في عالم التسافل ، النفس المنشغلة بالشهوات ، هذه الآثار الشهوية تنعكس على الأبدان ..
وفي عالم السير العلوي ؛ - السير الملكي لا البهيمي : حيث أن هناك حركة نحو البهائم في الإنسان ، وحركة نحو الملائكة ..
إن التسافل والتوجه لعالم البهائم ؛ فهو أضل من الدواب كما قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا } ..
وإن التوجه لعالم العلو ؛ أصبحت الملائكة خادمة له - .. في عالم العلو الذي ينشغل بالمعاني الإلهية السامية ، أيضا جسمه يتفاعل مع حالته القلبية .

ومن هنا نلاحظ أن المؤمن له صفات بدنية :
{ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ } ..
الجلود تلين والقلب يلين ، القلب يذكر والعين تدمع ..
فالمؤمن حتى جسمه جسم متميز : عينه ثرية بالدمع { تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا } ..
إذن ، هذا البدن بدن مبارك عند الله عز وجل ..
أحد المؤمنين بعد سنوات كُشف قبره ، فوجدوا أن جسده مازال سليما طريا ..
إن تحلل جسم الإنسان بعد الموت ؛ سنة إلهية .. وبالتالي ، فإن رب العالمين إذا منَّ على العبد بعد موته بسلامة بدنه ، وبقاء أعضائه سالمة ؛ فهذه كرامة ، ولطف إلهي بالعبد .

إن الإنسان الذي يدمن طاعة ربه ، ويتوجه إلى ربه توجها بليغا مركزا متصلا ؛ جسمه لا كجسم سائر الناس ..
ومن هنا لا نستبعد آثار البركات في هذا البدن ..
بعض المؤمنين عندما يضع يده على بدن مريض ، نلاحظ أن الله – عز وجل - يبارك في هذه اللمسة ، ويكون لها أثر .

فإذن ، إن المؤمن كما أن روحه روح متميزة ، روح عالية ؛ كذلك لبدنه تميز في عالم الأبدان ..
( أرواحكم في الأرواح ، ونفوسكم في النفوس ) ..

21 / 9 / 2010