عرض مشاركة واحدة
قديم 09-25-2013, 09:04 PM
المشاركة 22
أحمد سليم بكر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي الحلقة الثالثة عشر
الحلقة الثالثة عشر
السيدة التى ذهبت للضابط حسام فى مكتبه هى والدة سميرة ، كان يريد أن يسألها عن بعض الأشياء التى تخص أبنتها التى علمت بمقتلها ، فبدأت السيدة بالتحدث بعد أن رشفت من كوب الماء الذى أمامها ، نظرت إلى النافذة و أخذت تهمس فى حزن .... أبنتى ، لقد أحبت الحياه أحبت أن تكون سيدة مجتمع ، تمتلك السيارة و الشقة التى هى فى أرقى أماكن القاهرة ، و تمتلك الأموال التى تستطيع بها تحقيق ذاتها ، و لكن وسط كل هذا نسيت أن لكل هذا ثمن و لطالما جلست لأذكرها به فتنكرت عنه و إنها لن تفكر به أبدا ، لأنه و بكل بساطه سيمنعها عن تحقيق أهدافها ، العيون المليئة بالحسرة و القلب الذى طغى عليه الألم حتى أفقده هويته ، و سياج الظلام الذى منع النور من الوصول ، و فقد الأمل فى لقاء من هو عزيز على قلبك ، و وسط كل هذه المشاعر ها هو الشعور بالحسرة على عدم القدرة فى فعل أى شئ لرجوع الماضى ليظل حاضرا ، وسط هذا الألم ينظر لها حسام فى غاية الأسى ، و لكن أكملت رغم كل ما بها من مشاعر حزن مأسورة فى داخل أغلالها الدفينه ، أكملت أبنتى كل ما تمنته و لكنها تنازلت عن الكثير من مبادئها فى وسط هذا الزخم الذى نلاقيه فى أيامنا التى لا نعرف إلى أين مدارها ، و لكن حتى تتفهم حديثى هى حاولت أن تكون منتسبة بصورة أو بأخرى لأى حدث جل ذكرة ، و بدأت فى التقرب إلى نساء أعالى رجال المجتمع ، أما كصحفية أو زميلة نادى ، و بدأت فى دخول عمق اللعبة التجارية السياسية ، و لكن صديقتها كانت لا تحمل نفس الكم من الطموح الغير محددة هويته و من أين سيأتى و كيف ، فالأخرى دائما ما كانت مقيدة بمبادئها القويمة التى جعلت منها مارد فى وجه رجال قد طغوا و طغى بهم ضميرهم ليكون كلا منهم طاغوت يهدد مسار كل من يعيش بين أركان الوطن ، و أستوقفها حسام هنا ، إذن لماذا قتلوها ؟ ، فأجابته هذا ما لا أعلم عنه شئ ؟ ، فهز رأسه و أخبرها بأنه شاكر لها و أنه يريد أن يعرف لماذا تحدثت هكذا عن أبنتها ؟ ، فأكدت أنها لم تتحدث سوى بالحقيقة و ليس بغيرها على الإطلاق ، و أن شعورها بنقص ما فى أداء دورها ، قد يشعرها بأنها السبب فى كل ما جرى لها ، فأخبرها بأنها مثال قد يكون السير حذوه الأن ليس سهل على الإطلاق ، أنتهت المقابلة و ذهبت السيدة ، ليقف هو و يخرجها و يعود إلى مكتبه مرة أخرى ، و يقف أمام النافذه كالعادة واضعا يداه فى جيوب بنطاله وهو ينظر للناس المارون هنا و هناك ، و يتفكر فى كل ما بهم ، و كل ما يحملونه فى داخل نفوسهم بل كل ما يخفونه عمن يعيشون معهم و حولهم ، أيا منا يعرف ، أيا منا يعيش حياة حقيقة .... أيا منا واقف على هذه الأرض ؟ .
علياء تنزل من شقتها و تسير حيث الطريق الرئيسى و لكن لماذا لا تركب سيارتها الخاصه هذه المرة ، الخطوة تلو الأخرى ، ها هى واقفة ، أشارت لسيارة أجرة بالوقوف فتوقفت ، و صعدت السيارة ، و سارت ، ها هى تنزل من السيارة فى مكان لا أجد فيه سوى مرسى نيلى مهجور ، و بعض الشجر الكبير المتاكلة أغصانه ، و لكن تذكرت لم أخبركم أنها تحمل نفس الحقيبة التى أخرجتها من مكتبها و تأكدت بأن ما بها من مستندات موجود ، و الأن أرى رجلا ضخم الجثة أتى من الخلف يرتدى بنطال أسود و سترة سوداء و نظارة سوداء و قبعة سوداء ، و لا يظهر أنها تشعر به ، أحذرى ، قد أخرج سلاح و صوبه ناحيتها و ضغط على الزناد فخرت على الأرض ساقطة ، لترتطم رأسها بحجر كبير بعض الشئ و تفقد الوعى و يسيل الدم منها ، و لكن .... من كريم ؟! ، ماذا يفعل هنا هذا الفتى ، أتى راكضا نحو هذا الرجل و ضربه من الخلف بشده ، لكنه لم يؤثر فيه و ألتف نحوه و ضربه و لكن كريم تفدى الضربات و ظل يضرب ضربات خفيفة و لكن الرجل ضربه ضربه شديده و أخذ الحقيبة و لكن كريم أمسكها منه بقوة و سرعة لم أعرف من أين أتى بهم فقذف بها بعيدا ليركب هو سيارة تابعه له أتته مسرعه و يهرب لأنه رأى أن هناك سيارة ستأتى من بعيد ...... علياء راقدة على أحد أسرة المشفى فى حجرة خاصة ، و كريم يجلس أمامها ، و تبدأ هى فى فتح عينيها ، فتجده أمامها فتحاول فتحهما جيدا ، و سألته ماذا حدث ؟– سؤال تقليدى - ، فقص لها أنها خرجت من منزلها و كان هو واقف بجانب العمارة فحاول أن يحدثها و لكنها كانت سريعة و لم يلحق بها حيث لم تقف كثيرا حتى ركبت سيارة أجرة ، فتعجب لهذا الأمر ، فأستقل سيارة أجرة كذلك من خلفها و سار ورائها و عندما نزلت فى مكان لم يسمع به من قبل ، نزل هو أيضا ، و توقف بعيدا خلف شجرة ، ليرى ماذا ستفعل فوجد رجلا ضخما يأتى من خلفها و يمسك سلاح و يصوبه نحوها ، فركض نحوها لكنه قد فعل و ضغط عليه ، فوقعت و أرتطمت رأسها فى حجر و نزفت دما كثيرا و لكن العناية الألاهية قد أتت بسيارة لتحنوا علينا صاحبتها و تركبنا معها إلى المشفى و أنزلتنا هنا و دخلت بك سريعا و أتى الطبيب و قرر إجراء عملية لإخراج الرصاصة من الكتف الأيسر ، و عمل اللازم ، و قد تمت العملية بنجاح ، وها هى معه و تتحدث ، و أخبرها أيضا بأن الحقيبة معه لم تفارقه منذ حدث ما حدث ، و كأنه لا يريد أن يسأل من هم الأن و سيتركها لتشفى حتى يعرف من هم و ما فى هذه الحقيبة ، و هل لهم علاقة بطارق ؟ ، و لكنها أخبرته بأنها تريد إخبار الضابط حسام ليأتى سريعا ، و لكن يجب أن يخفى الحقيبة فى مكان أمن جدا فهى تعتمد عليه بعد الله فى هذا الأمر ، فأخبرها بأنه سيفعل كل ما تريد و لكن بدى عليها الأرهاق فطلب منها أن ترتاح ، فأخبرته بأنه يجب أن يطلب الضابط هاتفيا حتى يأتى فورا ، و قد حدث ، و أتى الضابط و قابله حسام فى المكان المخصص بالأستقبال ، و سأتركهما سائرين فى ممرات المشفى و سط الحجر و أرقامها و خطوطها الملونه ليعيد كريم القصة سرادا تفاصيلها لحسام ، و ها هما على بابا الحجرة ، فيطرقه كريم مرتين فتسمح له من داخل الحجرة بالدخول ، فيدخلا ... فيبدى حسام تمنيه بالشفاء السريع و أنه سيحاول أن يعرف من قد فعل ذلك و لكن يجب أن تتحدث بكل ما لديها حتى يستطيع أن يحميها و يساعدها ، فأخذت نفسا عميقا و بدأت فى قص ما لديها من أسرار قابعه فى أحشائها ...........
فى يوم الحادثة و قبل ثلاث ساعات من وجود الجثة ، كانت قد أتت عفاف و سميرة و هما صديقتيها و جلسا معها فى منزلها و جلسة طويله ، حيث أن كان بينهم بعض الخلاف ، و للعلم أن عفاف أتت قبل سميرة بمدة ليست كبيرة لتعطى لى حقيبة ببها بعض المستندات لأخفيها ، و أبدت بأنها تشعر بالقلق ، و أتت من بعدها سميرة و حاولت جاهدة أن أخفف ما بينهم من خلاف و لكن أسلوبهم فى التعامل كان صعب جدا و فهمت أن الأمر جذرى و أن الأمر قد كان صعب جدا و كانت كل واحدة منهما تريد أن تترك الجلسة وتذهب إلى أن أتت والدتى و أخذت تحاول تخفيف الأمر و كل هذا المحدثات قد أدت إلى قليل من التخفيف و لكن أيضا الأمر كان صعب بينهم ، ثم سألت عفاف و هى تعرف طارق جيدا عنه ، فطرقنا الباب مرة بعد الأخرى و لكن لم يفتح أحد فعلمنا أنه ليس بالمنزل ، ثم أوصلتهما إلى السيارة و بعد نقاش طويل قبلت سميرة أن تركب السيارة مع عفاف و سارتا ، و من بعدها علمنا بالجريمة و أن عفاف قد ماتت ، و لكن فوجئت صباح أمس بهاتف من عفاف فتعجبت و لكن لم أستطع أن أتدارك الأمر و لم أقدر أن أرد من الدهشه ، و هى أيضا تحدت بسرعة و أبدت أنها تريد الحقيبة غدا و أعتطنى عنوان لم أسمع به قط ، و لكنى نفذت هذا صباح اليوم و حدث ما حدث ......
نعم يختلف ماضينا عن حاضرنا و لكن دائما ما يشبهه فخصالنا لا تتغير ولا تتبدل و نحن هنا ، سيظل من ليس له مكان فى البحث عن مكان ليأويه ، و من ليس له شئ أو شخص يعيش له سيستمر أيضا فى البحث عن أيا منهما ، لماذا ؟ ، لأن دائما ما نحتاج إلى شئ نعيش من أجله ، أو شخص نعيش لأجله ، أو مكان فى هذه الدنيا يأوينا لنعيش مع من يحبونا و من نودهم ، القضية ليست فى أين و متى سنصل إلى ما نريد أو من نريد ، لا يجب دائما علينا أن نعرف كيف السبيل للوصول ، اليوم ... غدا ... و البارحه ... زمن عشنها و سنعيشه و إذا عاد بنا الزمن لأخترناه كذلك لأنه الأفضل لنا بدون شك فى ذلك ، الأمل هذا ما نبحث عنه دائما لكى نعيش ...........
حدثها الضابط حسام عن أن من ماتت ليست سميرة و أنها عفاف ، فبدت عليها الدهشة ... كيف ؟ ، فشرح لها ما وصل له و كانت مفاجئه كبيرة عليها ، و سألته و كيف نعرف السبيل لها ؟ ، و لكنه وقف صامتا ..... ، فبدى عليها الإنفعال المتزايد ، و لكن كريم حاول أن يهدأ من روعها بأى صورة و فشل ، فى ذلك حتى بدى عليها الإغماء و أتى الطبيب و معه الممرضة التى أستدعت واحدة أخرى معها ، و فجأة أزداد الوضع صعوبه و أخرجاهما من الحجرة ، و جلسا خارجا ينتظران فى تعقب شديد لما سيحدث ، و فى الداخل كان الطبيب و ممرضتاه يفعلون ما يستطيعون ، حتى مرت بسلام ، نعم أنه الحب الذى لا حدود له ، فهى لا ترعف لها صديقه وفيه أكثر من عفاف و اليوم هى تغيب عنها و بعد أن علمت أنها ماتت و فقدت الأمل فى رؤيتها للأبد ، أتى بصيص من النور ليطلعها على أن الأمر مجرد أكذوبه و أنها تعيش حتى الأن و لكن لا يعرفوا أين هى ، فيالنا كيف نتحمل هذا ، منا من له من القلب ما يستطيع أن يرسخ فى نفسه مبادئ من الإيمان القويم ، و لكن منا أيضا من قد يفشل فى ذلك ، و منا من له من الأحساس ما لا يؤهله لتحمل كل هذا بهذا الشكل ، معانى كثرة بين جوانح قلوبنا .......
نعود لصديقنا الذى يجلس على أريكته فى الحديقة فى صباح اليوم التالى ، و لا يحرك ساكنا و كأنه قد فارق هذه الحياة بكل ما فيها ، إلى أن بدأ يحرك يداه و يدخل أصابع كل يد فى الأخرى و يرفعهما ليضعهما خلف رأسه ، و يعود لسكونه ، ثم يأخذ نفس عميق و يقوم من جلسته بعد فترة من سكون يشوبها ألم الحزن الظاهر فى عينيه ، نعم يريد الأمل و يريد الرجوع لماضى غاب و حاضر لا يعرف عنه شئ و مستقبل مبهم ......
حلقة أخرى قد نعرف فيها أكثر .... أنتظروا دائما مزيد من المشاعر الإنسانية الزائفة و كذلك الحقيقية فى بضع أجزاء منها .....