عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2016, 04:03 PM
المشاركة 3
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الاستاذ عدنان

تقول " ان التفات الشاعر الى أساليب البلاغة وفنونها ، ومستلزمات تطبيقها ، يفتح أمامه طريقا واسعة وميسرة ، ليستكمل عناصر الجودة والإبداع في النص ، لاسيما التفاتته الى فن التشبيه ، الفن الذي وجد فيه أهل البيان والفصاحة خير ملاذ لتحقيق مايهز النفوس ويحلق بالخيال صوب التجسيد الممتع ، حتى استحق عندهم اشرف مرتبة من مراتب البيان" .

ليس هناك شك في ان التشبيه له تلك الأهمية التي تصف لكني اجد بان اللجوء آلي استخدام الألوان والحواس والنقائض والأرقام والتشخيص لا تقل اهمية في رسم الصورة الشعرية.
فالالوان تجعل الصورة الشعرية وكانها رسمة ملونة.
والحواس توقظ في المتلقي الحواس فيتلقى النص بكل حواسه او بعضها فيتضخم الأثر.
والنقائض العنصر الابلغ في التأثير على الدماغ وكذلك الحركة.
والارقام لغة الكون وتجعل الصورة كونية .
والتشخيص يجعل النص حيويا وكذلك الحركة التي تبعث الحياة في النصوص.

وقد ابدع المتنبي في تسخير بعض هذه المحسنات البديعية ومنها النقائض والحركة. ومن أشعاره

ومالجمع بين الماء والنار فى يدي .. باصعب من ان اجمع الجد والفهما
واذا اتتك مذمتى من ناقص .. فهى الشهادة لى بانى كامل
فحب الجبان النفس اورده البقى . وحب الشجاع النفس اورده الحربا
اذا انت اكرمت الكريم ملكته . وان انت اكرمت اللئيم تمردا
يخفى العداوة وهى غير خفية .. نظر العدو بما اسر يبوح
فان قليل الحب بالعقل صالح .. وان كثير الحب بالجهل فاسد
ذو العقل يشقى فى النعيم بعقله .. واخو الجهالة فى الشقاوة ينعم
ومالجمع بين الماء والنار فى يدي .. باصعب من ان اجمع الجد والفهما

الرأى قبل شجاعة الشجعان .. هو اول وهى المحل الثانى

كما ابدع امرؤ القيس فمثلا تخيل مدى الأثر الذي تتركه الحركه في هذا البيتةعلى المتلقي :
مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً............كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ