الموضوع: ++ لماذا أعيش ++
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
8869
 
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي


أحمد فؤاد صوفي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
1,731

+التقييم
0.31

تاريخ التسجيل
Feb 2009

الاقامة

رقم العضوية
6386
10-08-2010, 08:31 PM
المشاركة 1
10-08-2010, 08:31 PM
المشاركة 1
افتراضي ++ لماذا أعيش ++

++ لماذا أعيش ++



كل منا الآن يعيش لرغبة عنده . . جعلها لحياته هدفاً . . فهذا يعيش لولده. . وهذا يعيش لزوجته . . وذاك يعيش لتنمية ثروته . . وآخر يعيش ليحافظ على مركزه . . وهكذا . . .


نجد رجلاً قد تناسى والديه لأنهما يعيقان تقدمه أو يؤخران وصوله إلى أهدافه . . أو إنه بسببهما تنقص ثروته . . ونجد آخر قد تناسى مبادءه . . فلا مانع لديه من بعض الاحتيال وبعض الكذب . . اللذان يعجلان ويضمنان له تنفيذ مآربه . . والوصول إلى غايته وهو – برأيه - لا يؤذي أحداً . . وهذا رجل جليل مركزه . . عظيمة ثروته . . يؤذي من حوله . . وهو يقول بقناعة راسخة . . لكل منا قدره . . أنا لا أؤذي أحداً . . بل إن


قدر من حولي أن يكون أذاهم عن طريقي . . وقدري أن أكون هكذا . . سيداً مسموع الكلمة . . ! !


علينا هنا ألا ننسى . .أن الولد الذي يعشقه والداه . .ويفديانه بروحهما . .هو من خلق الله . . والله أولى بحفظه ورعايته . . وما هما إلا وسيلة لتنفيذ إرادة خالقهما في هذا الولد في حفظه ورعايته . . وهما . . ومهما قدما من جهد . . فهل بإمكانهما ضمان صحة ولدهما . .أو ضمان رجاحة عقله . .أو ضمان رزقه . . أوبالأحرى ضمان حياته . . ! !


والتاجر . . الذي نسي أهله . . أبويه . . أقاربه . . وجند نفسه ونذرها في تطوير تجارته . . وزيادة غناه . . كي يشار إليه بالبنان . . وكي يتمنى كثيرون أن يكون قدوتهم . . ! ! ماذا بوسعه أن يضمن ! ! حياته كلما نام . . أم بقاء ثروته كلما استيقظ . .


إن كل شيء لهو بيد الله . . فلو ذهبت الثروة . . فماذا يبقى لهذا التاجر . !! ولد يلعنه . . ! ! أم والدة غاضبة عليه . . ! !


إن كل ثروات الدنيا لا تساوي كلمة حنان واحدة من أم لولدها . . وكل جمال العالم لا يساوي غضْبة واحدة من أم على ولدها . .


مابال الناس مبادؤهم قست . . ! ! وعقولهم خفَّت . . وإدراكهم غاب . . قطعوا بأيديهم أرحامهم . . وهم مازالوا على صلواتهم يحافظون . . وعلى صيامهم مواظبون . . ولزكاتهم مانحون . . ويظنون أن الدين هو هكذا . .


أما يدركون أن كل ما يُـفعل لغير وجه الله فالنار أولى به ! ! وأنه من لم تنهه صلاته عن الفاحشة فلا فائدة منه ولا موجب – لتعبه – وخسارة وقته ومن لم ينهه صيامه عن السوء . . فلماذا يجوع ! !


إن أمامنا هدف واحد هو التقوى . . التقوى في مفهومها الكبير . . ومعناها العميم . . أن نتقي - ماقدرنا - ما أمرنا الله أن ننتهي عنه . . ونتبع - ماقدرنا - ما أمرنا الله أن نفعله ونجاريه . .


كل فعل يبدأ بإسم الله . . أي لأجل الله . . ونحن وسيلة لهذا الفعل . . وعملنا هو لله . . وله فقط . .


فعندما ندرس . . نجد ونسهر الليالي . . ليس لتحصيل علامة عالية . . وليس ليقال عنا من أهلينا أو مدرسينا كلاماً حسناً . . ولكننا ندرس حتى نفهم ماندرسه فهماً كافياً . . عسى الله أن يبارك لنا في علمنا كي نستخدمه للخير ولصالح الأمة . .


وكذلك عندما نقرأ كتاباً . . فنحن لا نقرؤه استمتاعاً به فقط . . بل كي نستفيد مما ورد فيه . . من تجاربه . . كي نتبع خيره . . وننأى عن معايبه . . وبالنتيجة كي نرقى بأنفسنا إلى مراتب عالية من مراتب الأخلاق . .لكي نتبع مآثر الأنبياء . . ونستحق أن نكون من البشر . .


وعندما نتاجر . . نشتري ونبيع . . لا نغش . . ولا نحسِّن في بضاعة معيبة. . لا نعطي بيانات كاذبة . . لا نطمع بربح فاحش . . حتى لو سنحت لنا الفرصة . . وكل ذلك لتقوية ذاتنا على ذاتنا . . وتعويداً لها . . خروجاً من لذائذ فانية . . لا بد أن تنتهي . .وجرياً وراء مكاسب خالدة يوم الحساب . . وعندما نرزق بالولد . . يتحتم علينا أن نربيه تربية حسنة . . لا ليقال أن إبن فلان تربيته عالية . . ولكن لنجهز هذا المخلوق الجديد كي يكون عبداً صالحاً نتباهى به يوم القيامة . .


هذا هو الهدف . . ولا هدف غيره . .


إنها إذن المدينة الفاضلة . . النابعة من المجتمع الفاضل . . التي يستمر حلمنا بها . . ولا يتوقف . . حتى يتوقف الزمان . .


والخير في هذا العالم . .يجب ألا ينتهي . .وهو لايمكن أن ينتهي . .


وروحنا هي نفحة من روح الله . . فكيف يمكن للخير أن ينتهي . .!


نرجو الله أن يبقى معنا . . ولا يكلنا لأنفسنا طرفة عين . . وأن يعيننا على فعل الخيرات . . واتباع الإحسان واصطياد الحسنات . . عسى أن نكون يوم الفزع الأكبر من عتقاء النار . . ومن أحباب الله . . إنه سميع مجيب .



** أحمد فؤاد صوفي **