عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2021, 08:46 PM
المشاركة 60
ناريمان الشريف
مستشارة إعلامية

اوسمتي
التميز الألفية الثانية الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الأولى الوسام الذهبي 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: [ المستطرف في كل فن مستظرف - الأبشيهي ]
وقال بعض السلف رضي الله عنهم: العلوم أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنجوم للأزمان، والنحو للّسان، وقيل: العالم طبيب هذه الأمة والدنيا داؤها، فإذا كان الطبيب يطلب الداء فمتى يبرىء غيره.

وسئل الشعبي عن مسألة فقال: لا علم لي بها، فقيل له: لا تستحي، فقال: ولم أستحي مما لم تستح الملائكة منه حين قالت لا علم لنا، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم» ، وروي: كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.

وقال علي كرم الله وجهه: من نصّب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، وقيل: مؤدب نفسه ومعلمها أحق بالإجلال من مؤدب الناس ومعلمهم.

وأنشدوا:

يا أيّها الرّجل المعلّم غيره ... هلّا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السقام وذي الضّنى ... كيما يصحّ به وأنت سقيم «1»

ونراك تصلح بالرشاد عقولنا ... أبدا وأنت من الرشاد عديم

فابدأ بنفسك فانهها عن غيّها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما تقول ويهتدى ... بالقول منك وينفع التّعليم

لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

وقال بعضهم:

إنّي رأيت الناس في عصرنا ... لا يطلبون العلم للعلم

إلّا مباهاة لأصحابه ... وعدّة للغشّ والظّلم

نظر رجل إلى امرأته وهي صاعدة في السلم، فقال لها:

أنت طالق إن صعدت، وطالق إن نزلت، وطالق إن وقفت، فرمت نفسها إلى الأرض، فقال لها: فداك أبي وأمي إن مات الإمام مالك أحتاج إليك أهل المدينة في أحكامهم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «هلاك أمتي في شيئين: ترك العلم وجمع المال» .

وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال فقال: العلم بالله، والفقه في دينه، وكررها عليه، فقال يا رسول الله:

أسألك عن العمل، فتخبرني عن العلم، فقال: «إن العلم ينفعك معه قليل العمل، وإن الجهل لا ينفعك معه كثير العمل» .