عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-2013, 03:54 PM
المشاركة 2
طارق أحمد
شاعر و قاص و ناقد سوداني

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
أما كان غصنُ الشعر يا غصنُ مورقا ... وكــــان إذا هـــبّ الـقـصـيدُ مُـصـفّـقا

وكـــان الـتـجـلّي والـجـمـالُ يـشـدّنا ... ويـلـهـمُـنا الأشــعـارَ حــتـى نـحـلّـقا

هذا يا أستاذنا أشرف أيام الأذن التي تتذوق الحرف و إيقاعه , ألا رحم الله ذلك الزمان ..
و تقول لهذا الجيل الذي لا يسمع :


لـنـا مـن قـطوف الـبوح فـيها شـهيّة ... ومـــــا زال فــــي أفـيـائـهـا مـتـعـلّـقا
ولــيـس لــنـا حـــقٌّ بـهـجـر حـروفـها ... ولـيـس الرضا بالبعد رأيا ومـنطِقا

و لكنك أستاذ أشرف تعلم السبب :

فـكـيـف افـتـرقنا عــن (رواء) وأهـلـها ... وكـيـف لـهـذا (الـفـيس) صـار مـفرّقا

الفيس و ما أدراك ما الفيس ضياع الوقت بلا جدوي .. و ما حدت عن الحقيقة حين قلت : أن الفيس أداة التواصل حلّت محل القصيدة التي كانت في الأصل عين التواصل و التواصل الروحي قبل البدني ..
و هذا التواصل قد حكته القصيدة أيام كان الشعر مورقاً غصنه :


فــكــم كــاتـبٍ فـيـهـا تــوهّـج فــكـرُهُ ... أضـــــاء لــيــالـي أنــســهـا مـتـألّـقـا
وكــم شـاعـر رسـْـم الـجمالِ خـيالُه ... وفــــاضَ غــرامــا بــالـهـوى مُـتـدفّـقا
حــنــانـيـك يـــــا دار الأحـــبــة إنـــنــا ... تـركـنا بــك الإصـبـاح بـالروح مـشرقا ..

لله درك أستاذ : أشرف علي هذا العطاء الجميل الذي حكي عنا و عن واقعنا المرير .. و لله ما أحوجنا لمثل هذا الشعر العذب الجميل الذي يحمل بين طياته مضموناً جميلاً يعالج قضايا الواقع المعاش ..و جمال المعني ألهانا عن عذوبة الصياغة و جمال الفن ..
شكراً لك أستاذ : أشرف و إلي المذيد من مثل هذا الشعر ..


أحمل قطراتٍ من ماء .. أجوب بها الصحراء ..
لا بيت يظلني و لا نماء .. و أظل في شوقٍ و شقاء ..
أظل في شوقٍ للماء .. و أظل من نفاده في شقاء ..