عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2012, 02:34 PM
المشاركة 4
د نبيل أكبر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
بالنسبة لتأويل سؤال إبراهيم عن إحياء الموتى فلي التعليق التالي:




لماذا أقول بأن الطيور تعني ذرية إبراهيم المباركة ؟ السبب أخي كما وضعته في المقال أن إبراهيم سأل ربه تعالى أن ((يريه)) ولكنه تعالى فعل عكس ذلك ولم ((يريه)) كيفية إحياء الطائر الميت إذ أمره بوضع الطير بعيدا عنه على رؤوس الجبال.


سؤال بسيط لمن ينكر كلامي: هل للإنسان أن يشاهد عملية إحياء الطيور وهي بعيدة متفرقة على رؤوس الجبال؟




بالاضافة فاختيار أربعة من الطير يعني تشتت النظر وعدم التركيز على عملية الإحياء.

[color="rgb(255, 0, 255)"]
فإن لم يجب تعالى على السؤال كما جاء في التفاسير ولم ير إبراهيم عملية الإحياء فإما إن الله تعالى لم يجب، أو إن السؤال لم يفهم كما ينبغي وهو ما أقول به.





وبالنسبة لكلمة "صرهن" فلا أجد أنها تتحمل معنى التقطيع والذبح إذ هي وعلى العكس تعني مجملا التجميع وأعتقد أن اللغة العربية هي مرجعنا وليس أقوال البعض الذين أقحموا معنى الذبح والتقطيع والفرم ونتف الريش في الكلمة كي يحلوا إشكالية فهم الآية.



القصة من وجهة نظري كما أظهرته بالحجج أبعد ما يكون عن الإيمان بقدرته تعالى على إحياء الأجساد بعد الموت.



في الحقيقة حتى كثير من الكافرين يعلمون بوجود حياة وقصاص بعد الموت وقد سألت بعض من قابلتهم من النصارى وحتى البوذيين والوثنين عن الحياة الآخرة وكانوا كثيرا ما يوقنون بحياة أخرى وإن كانت التفاصيل تختلف عما هو عندنا.


فهذا الاعتقاد لا يحق بالناس العاديين فكيف يحق لأبي الأنبياء؟
فيمر البعض بفترات ضلال شديدة، لكنهم حتى في هذه الفترات يعلمون جيدا أن الله تعالى سيعيدهم للحساب من جديد.


بل حتى الآية التي ذكر فيها "النمروذ" والتي استدللت بها:


ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين (البقرة:258)


فإبراهيم يتكلم مع الكافر لإثبات القدرة الإلهية لإحياء الأجساد الميتة فرد الكافر بحجة مادية فرد عليه إبراهيم بحجة مادية بنفس الطريقة التي يفهما الكافر ...






أما إن المعنى الظاهري لآية الطير مقبول عقليا فلا أجده كذلك كما فصلته في المقال وخصوصا أن إبراهيم سأل ربه تعالى أن ((يريه)) ولكنه تعالى فعل عكس ذلك ولم ((يريه)) كيفية إحياء الطائر الميت إذ أمره بوضع الطير بعيدا عنه على رؤوس الجبال.


فالله تعالى يضرب مثالا لإحياء الأمم الضالة وهذا أولى بأن يكون سؤال إبراهيم.



ولو نظرنا إلى سياق الآيات نجد أنها تتحدث عن حياة الأمم الميتة بعد الضلال. فمثلا الآية السابقة للطير تتحدث عن إحياء قرية يهودية:


أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مئة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير (259) وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم (260) مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم (البقرة:261)

فسؤال النبي عزير لم يكن عن إحياء الأجساد في قريته، بل عن إحياء القرية ككل وعودتها للحياة وازدهارها وذلك بعودة الناس والحياة إليها.


لذا فقد أماته تعالى مائة عام لأن مائة عام كفيلة بعمران القرية مرة أخرى. وفي نفس الوقت أماته تعالى وحماره لنفس المدة ثم قال له كما أحييتك الآن بجسدك فقد أحييت القرية.


فهنا نجد ما يماثل المشبه والمشبه به. والمشبه هو إحياء القرية والمشبه به هو إحياء عزير وحماره.


وكذلك الحال في آية الطير التالية. فقد كان إبراهيم يسأل نفس سؤال عزير: لقد وعدتني ربي باستخلاف ذريتي (بعد رؤيا ذبح إسماعيل) ولكني لا أفهم كيف لأمة ميتة أن تدب فيها الحياة من جديد؟


فضرب له تعالى مثلا كما هو مثل عزير والمشبه هو الطيور الأربعة والمشبه به هو إحياء الأمم الميتة الضالة على يد الأنبياء من ذريته.


في الحقيقة لنا أن نسأل نفس السؤال الآن: كيف يمكن لأمة الإسلام التي تعرف حضرتك بوضعها الفكري والاقتصادي و ... و ... وفي نفس الوقت تعود لتحيا من جديد وتنافس الأمم المتقدمة؟ كيف؟


فهذا سؤال مشروع إذ إننا لا نسأل بسبب عدم إيماننا بل نسأل عن كيفية إحياء هذه الأمة.


وكان هذا سؤال إبراهيم المشروع.



وكل عام وأنتم والأمة بخير
[/color]