عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2013, 02:35 AM
المشاركة 48
محمد غالمي
كاتب وقاص مغربي
  • غير موجود
افتراضي


تحية صادقة لأستاذنا الكبير محمد غالمي

حقيقة أن تشارك قامة سامقة من طينة الأستاذ محمد غالمي في المعرض فهو تكريم وتشريف بالغ الأثر للأخت صفاء الشويات و كذا لكل المشاركين في المعرض بإبداعاتهم ونصوصهم سواء حظيت بالعرض أو تنتظر فرصتها للظهور ، هي أيضا إعلاء لهذا المنبر الشريف و إكبار لمجهوداته للرقي بمبدعيه و إنتاجاتهم الأدبية . أستاذي الفاضل تقبل تقديري .

من العنوان صنع لنا أستاذنا الحياة من الموت ، صحوة ضمير و استفاقته في لحظة جموح الدمار و انتشار الخراب و طغيان الثأر والجشع .
كارمن نموذج إنساني لمن غرر به و وتم حشره في لعبة قذرة ما إن تجلت خيوطها حتى انتفض وجدانه و استرجع ذاكرته ، وموضع نفسه في الحدث ليجد نفسه رهينة كيد و خداع جرفته خيوطه المنسوجة بدقة مستغلة سذاجة الشباب والجهل بألعاب الكبار .
كارمن هو تلك الروح الإنسانية التي تسائل صناع الموت والغزاة و أهل الطغيان ، وتعري تلك الذرائع الواهية التي يبررون بها عدوانهم ، روح محبة للسلام و الأمن ، هل يحتاج إلى تدمير المباني و حرق الزرع والنسل و و تشريد الأسر لكي يحضر الدواء لأمه العليلة و يؤمن حياة كريمة لاخته اليافعة و لنفسه . هذه المفارقة ليست عادلة حسب ميزان إنسانيته ، صدمه واقع الحرب المخالف لتلك الوعود الجوفاء ، استقبال بالورود واحتفالات بمقدم الحرية ، ليجد صدورا عارية تستقبل الرصاص بفخر و تموت من أجل الوطن ، وجد من يفتدي عرضه بنفسه و ماله و حياته ، وجد أناسا تملؤهم العزة صنعوا ويصنعون الحضارة الإنسانية ، وجد واقعا مخالفا لما شحن به ذهنه من لقطات هليودية ، وجد ثقافة و عمارة و تاريخا و إنسانية ، عندها قرر الاصطفاف إلى جانب المظلوم محاولا إحياء إنسانيته المفقودة .

نطالي نموذج لانسان تملكه جنون القوة ، إنسان مستعد لمحق كل المبادئ من أجل ثقافة عدوانية (مادية) مفادها أن الغاية تبرر الوسيلة ، إنسان يفكر في الترقية على حساب آهات الضعفاء ، و الإغتناء على حساب قوت الفقراء آدمي في صورة وحش فتاك ، مستعد لتصديق الوهم على حساب المنطق ، كل همه شهوة بطن وفرج و جنون عظمة وقوة . إنسان دجنته الدعاية فأضحى عبدا لمقولاتها ، إنسان عطل الفكر و التدبر و القراءة السليمة للواقع . إنسان فقد إنسانيته .

النص يحيي تلك الآمال الجميلة ، أنه يوما تعود فيه الإنسانية إلى رشدها وتقفز على تلك الحواجز الوهمية التي صنعتها قلوب مريضة مهووسة بالاستبداد والعدوان و تصدح دعايتها بالعدل والتسامح والحرية نفاقا .
النص يفتح نافذة في الجرح العربي الذي يزداد عمقا يوما بعد يوم .
النص قوي في أفكاره ولغته و حبكته ونهايته المفتوحة .

شكرا لك سيدي .




الأخ العزيز ياسر: تحية صادقة من صميم الأعماق ورمضان كريم أعاده الله بالصحة والطمأنينة والعيش الرغيد عليك وآلك، وجميع أقطاب منابر ثقافية، وعلى رأسهم الفاضلة صفاء على ما بذلته من الجهد في سبيل الرقي بهذا المنبر الأثير..
الأخ الكريم.. عادة لا يتحدث الكاتب عن مشروعه الإبداعي حتى يترك المجال للقارئ العادي والمتميز ليرصد الوقائع ويتتبع سيرورة الأحداث مستنبطا ما يمكن استنباطه. والحق فقد كنت فعلا متميزا بما وضعته من المقاربات وما جلوت عنه من أبعاد دلالية، فإليك والأخت صفاء أجدد اعتزازي وتقديري وكامل محبتي..
محمد غالمي