عرض مشاركة واحدة
قديم 11-25-2019, 04:21 AM
المشاركة 20
العنود العلي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي رد: ...وبسم الزهر من أخلاقي


لما أفاقَ الشوق من سكَراته
وقف الصباح بحضرة الإشراقِ

سكن الوجود مساوماً أحزانه
وتلا فؤادي نغمة الأشواقِ

وتشبَّث الحزن النحيل بهامتي
كتشبثِ الأطلال بالأحداقِ

أنكرتُه والشمس تنوي هجعةً
تتقمَّص الغيماتِ في الآفاقِ

والبرق حينئذ يسطِّر أحرفاً
بين السحاب بريشة الإبراقِ

الرعد يملي ما يسطِّر جهرةً
والأرض في شوقٍ إلى الإطراقِ

فكأن صوت الرعد في إيحائه
للبرق شوقي ساعة الإيفاقِ

فأتى بريد الغيث في طيَّاته
للأرض يحمل عَبرةَ الإشفاقِ

والغصن ميَّاسٌ يدلل بعضه
بعضاً وينشر خيرة الأعباقِ

وثماره الينعى تلوح كأنها
أترابُ غيدٍ في حمى الأوراقِ

فمضى فؤادي للخمائل تاركاً
صدري وحيداً واكتفى بعناقِ

وهفا بشوقٍ بعد ذلك واحتوى
بلدي بشوقٍ واسع الآفاقِ

حبي لها قدرٌ تحلَّلَ في دمي
لا جملةٌ خُطَّتْ على الأوراقِ

بدني تسقَّى من ينابع حبها
حتى تورِّقُ أيما إيراقِ

أنَّى تقال حرارة الشوق التي
إن أضرمت بين الضلوع رفاقي

أَسِوى غصون الدوح تطفئ حرَّها
إن رام حزني والأسى إحراقي

إن الغصون بلونها ونضارها
فرحي وبَسْمُ الزهرِ من أخلاقي
في غضون شهقة مريرة لسحابة أجهدها الريح
سقط الندى على كفيك أستاذي كحروف وقصيدة
والشوق مداد من نار ينفث الجوى على أوراقك تارة
ومرة أخرى يعيد ترتيب الأبجدية لنقرأ هذه الجميلة
تقبل مروري أستاذي مع فائق التقدير

وحيدة كالقمر