عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2010, 07:10 AM
المشاركة 31
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
آآه يا إيمان




[GASIDA="type=0 bkcolor=#000000 color=#FFFFFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]أَيُّ ذئبٍ خائنٍِ أيُّ قَطيعْ=أيُّ غَدْرٍ في روابيها يشيعْ؟
أيُّ جرحٍ في حماها نازفٍ=أيُّ مأساةٍ، لها وجهٌ مُرِيعْ؟
أيُّ عصرٍ، لم يزلْ قانونُه=يمنحُ العاريَ ثوباً من صَقيعْ؟
يمنحُ الجائعَ رَكْلاً في القفا=صائحاً في وجهه: كيف تجوعْ؟!
يمنَع العطشانَ من منبعه=وإذاحاوَلَ، أسقاه النَّجيعْ
أيَّها السائل عمَّا أشتكي=من لظى الحزن الذي بين الضُّلوعْ
لاتسلْ عن جَذْوةٍ أشعلها=ظالمٌ يقتل أزهارَ الرَّبيعْ
لا تسلني، واسأل الغَرْبَ الذي=يأمر اللَّيلَ بإطفاء الشموعْ
ينقض العَدْلَ بحقِّ النَّقض في=مجلسٍ يعجز عمَّا يستطيعْ
أسأل الغَرْبَ الذي واجهنا=منه قلبٌ بالأباطيل وَلُوعْ
قل له: مهلاً فقد بان لنا=فَشَلٌ في نُصرة الحق ذَريعْ
أنتَ للباغي يَدٌ ممدودةٌ=ليت شعري، أين أَخلاق «يَسُوعْ»؟!
أيُّها السائل عُذْراً، فأنا=أُبصر الأطفال من غير دروعْ
واجهوا الحرب كما واجهَها=إبنُ عفراءَ، وسعدُ بن الرَّبيعْ
وأرى دبَّابةً غاشمةً حولها=ألْفُ جريحٍ وصريعْ
وأرى سرْبَ قرودٍ خلفها=ووراء السِّرب خنزيرٌ وضيعْ
لا تسلني عن حقوقٍ لم تزلْ=بين تجَّار الأباطيلِ تضيع
لا تسلني عن يد راجفةٍ=لم تزلْ تَشري أساها وتبيعْ
لا تسلْ عن واحةِ الصَّمت التي=ضاقت التُّربةُ فيها بالجذوعْ
يالَها من ليلةٍ حالكةٍ=نسَيِتْ أنجمُها معنى الطُّلوعْ
رسم القصفُ لها خارطة=بعد أنْ مرَّ من اللَّيل هَزيعْ
كانت الأُسرةُ في منزلها=ترقب الفجرَ، وفي الأحشاءِ جُوْع
طفلةٌ مُنْذُ شهورٍ وُلدتْ=بين جدرانٍ مشتْ فيها الصُّدوع
أمَّها تنتظر الزوجَ على=شاطىءِ الذكرى بأحلام الرُّجوعْ
تُرضع الطِّفلةَ من ثَدْي الأسى=في مساءٍ فاقدٍ معنى الهجوعْ
أغلقت باباً على مزلاجه=بَصْمةٌ دلَّتْ على الجُرْمِ الفظيعْ
مَن تنادي، وإذا نادتْ، فمن=يكشف الغفلةَ عن هذي الجموعْ؟!
يا لها من ليلةٍ ماجت بها=وبما فيها من القَصْفِ الربوعْ
غارةٌ جوِّيةٌ أشعلها=ظالمٌ مُسْتَوْغِرُ الصَّدر هَلُوعْ
صارت الدَّارُ بها دارَ أَسَىً=واشتكى من جَدْبهِ الرَّوض المَريعْ
فشراب ُ الطفلِ ماءٌ آسِنٌ=وطعامُ الأمِّ فيها مِنْ ضَريع
أين منها مجلس الخوف الذي=لم يردِّدْ بَعْدُ أفعالَ الشروعْ؟!
غارةٌ جوِّيةٌ وانكشفتْ=عن ضحايا شربوا السُّمَّ النَّقيعْ
غارةٌ، وانكشفتْ عن وردةٍ=كان من أشلائها المِسْكُ يَضُوعْ
آهِ يا إِيمانُ من أُمَّتنا=لم تزلْ تَجْتَنِبُ الدَّرْبَ الوَسيعْ
صلَّت الفَرْضَ صلاةً جَمَعَتْ=كلَّ ما في نفسها، إلاَّ الخُشوعْ
أصبحتْ تسأل عن موقعها=بعد أن حطم رجليها الوقوعْ
حُسِمَ الأَمرُ وما زالتْ على=وهمها بين نزولٍ وطُلوعْ
كيف ترجو الخيرَ ممَّن يَقتفي=أَثَرَ المظلوم، بالظلم الشَّنيعْ
ويُرينا كلَّ يومٍ صورةً=حيَّة فيها إلى البغي نُزُوعْ
يمنحُ الأُمَّ التي أثْكلَها=قَسْوَةً تَسلُبُ عينيها الدُّموعْ
إنه الغَدْرُ اليهوديُّ الذي=لم يزلْ يضربنا الضَّرْبَ الوَجيعْ
آهِ يا إِيمانُ، يا راحلةً=قبل أنْ تُكملَ سُقياها الضُّروعْ
أنتِ كالشمس التي غيَّبها=ليلُها قَبْلَ بداياتِ السُّطوعْ
أنتِ كالنَّجمةِ لمَّا أَفَلَتْ=قبل أنْ يستكملَ الضوءُ اللُّموعْ
أطلقوا نحوَكِ صاروخاً فيا=خَجْلَةَ القَصْفِ من الطفل الوَديعْ
لا تظني أمتي خاضعةً=هيَ يا إِيمانُ، في صُلْبِ الخضوعْ
دَمُكِ الغالي بيانٌ صارخ=فارفعي الصوتَ، وقولي للجميعْ:
يا ضَياعَ العَدْلِ في الأَرض التي=تَرتضي أَنْ يُقْتَلَ الطِّفلُ الرَّضيعْ[/GASIDA]