الموضوع: تسائلني عني؟؟!!
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
30

المشاهدات
10384
 
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا

اوسمتي


ريم بدر الدين is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
4,267

+التقييم
0.68

تاريخ التسجيل
Jan 2007

الاقامة

رقم العضوية
2765
12-29-2010, 08:39 PM
المشاركة 1
12-29-2010, 08:39 PM
المشاركة 1
افتراضي تسائلني عني؟؟!!
تسائلني عني..

أًنثى شغوفةٌ بالضوءِ و العطر و اللون أنا...
أرقب ولادة النهار هكذا أحب ،أشهد بدء الطريق و ذرا الجبال و ارتحال الغيم و نسيم الصبا هكذا أهوى ، أفاجىء في غلس الفجر الطيور في وكناتها قبل أن تطلق صباح الزقزقة هذا ديدني.
أحب أن أمسح الندى عن أكمام الورد و أحداقه مع انبلاجة النور.
أحب أن ألملم خيوط الشمس قبل أن تسخن و أضفرها في جديلة ترتمي على كتف المجرة.
أحب أن أرى تنور الأشياء بتدرج ألوانها من حلكة الأسود حتى شقاوة زهري شفق الصباح و انتهاء باتخاذ كل ذي لون لونه عندما يتم النور دورته الكاملة .

أنثى أنا تعتني بطقوسها في مساحات من مدى و ندى و سعة فكر و قلب ،كثلج أبيض نظيف،كبللور نقي شفاف لا يستر وراءه زيفا أو خبثا
عندما أهداني فصل البرد بياض الثلج و قسوته و خبت نار الموقد كان الوحش الأبيض يرامقني ببلادة وهو يحتل إفريز النافذة بثقة من يعرف أن المكان له ، ليلة العيد تلك وقفت عند الباب ، لفظت الشمعة أنفاسها الحرى الأخيرة و تركت قبلتها المودعة الأليمة على صفحة يدي ،عم السكون و الظلام و الخواء و اندمجت ألوان الأشياء في أصلها الأسود .صفعتني برودة محاولة أن تردني داخلا .
أشعة مشاغبة دافئة شقت ستور الغيم الكثيف ، اقتحمت ساحاتي و شغلت ساعاتي ..
في برهة من الزمن عندما اشتعل أوار الحاجة لها ،حبا منحَتني فكانت هبة كريمة غمرَتني بدفئها
لم أتصور يوما أنني قد أختبر هذه الحالة من الوجد و الوله و الشوق و الضعـف أيضا
غَيَرَت لي ملامح روحي و ما اكترثت..
نَسَفَت قواعدي الداخلية وما عبأت ..
و ما زلت هنا ...أنثى أنا
برغم كل شيء هنا ...نسيج وحدي أنا ...لست كأي أنثى و لن أكون
فراشة تقترب من اللهب وفيه هلاكها الأكيد ربما .. لتسير على خطى إيكاروس في درب عمره آلاف السنين مزدحم بأرواح من مروا قبلي ، أوفر مسافة وردة لمن سيمرون من بعدي
أعلمهم كيف تكون صلاة الحب أيقونة لا تمل من ذكرها الجداول
أخبرهم كيف يكون العطر سفيرا يقتحم الأجواء دون جواز سفر .
هنا فقط كنت أنثى وعت ذاتها ، عاشت كينونتها ، شبت بها بهاءات جديدة تمنحها أقصى البهجة و كل الأمل .