الموضوع: صفحتي الهادئة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-12-2013, 12:39 PM
المشاركة 7
ياسر علي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
قمت في الصباح الباكر ، أصبحت عاديا تماما ، بعد الاستحمام وحلاقة وجهي أمعنت النظر في المرآة ، ملامحي لم تتأثر كثيرا ، اصفرار خفيف على بشرتي ، زرقة شاحبة تحت جفوني ، إنها علامات التعب والخمول ، ارتديت ملابسي ، وتناولت فطوري ، توجهت عند الطبيب كي يسمح لي بفسحة خارج المستشفى ، فابتسم قائلا : " مزيدا من الصبر ، يمكنك أن تخرج من غرفتك إلى الحديقة ، لكن حذار من شرب السجائر والتعرض لأشعة الشمس ."
على العشب الأخضر ارتميت مستظلا بشجرة برتقال تحمل كريات لا تزال خضراء وإن كان بعضها يتمازج فيه اصفرار واخضرار وهي تستعد لمعانقة لونها البرتقالي الجذاب ، أزهار مختلفة الألوان على طول الرصيف مهذبة مصفوفة كجنة حاكم ، تداعبها نسمات خفيفة وهي تحتضن بشوق أشعة الشمس الذهبية ، مياه النافورة تتصاعد إلى السماء راسمة دوائر أخاذة تتسابق الطيور لالتقاط قطراتها الطائشة ، نفخ المنظر في روحي عذوبته ، فرق قلبي و رهف إحساسي ، فأحسست بشيء ما ينقصني ، مشاعري فاضت شعرية وجمالا هذا الجمال يذكي شغفي بالحياة ، هذا البهاء ما خلق إلا لرفقة ، هذه المناظر الخلابة تجعلك تبحث عن أنيس وجليس معه ترتشف لذتها ورونقها ، تذكرت عائشة ، فانتصب شعر رأسي وقمت في الحال إلى غرفتي وقد تعرق جبيني ، وتملكني خوف كبير ، والغضب ينفخ أوداجي ، أريد أن أنسى ، أريد أن أعيش ، ما السبيل إلى ذلك ؟ ما السبيل إلى مسح ذاكرتي ؟ كيف أبدأ حياة جديدة ، تذكرت سناء فخف حزني و قلقي ، إنها رحمة من السماء ، سفينة نجاة ، ليتها بجانبي الآن ، فأعرف رأيها ، ترى هل تقبل ؟ من يدري ؟ استسلمت لهمومي وأحزاني رغم وصايا الطبيب بعدم الاستغراق في التشعبات المملة والأوهام ، قضيت يوما طويلا في غرفتي ، واستسلمت للنوم بمجرد حلول الليل .