الموضوع: خبز / قصة قصيرة
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
3

المشاهدات
4185
 
موسى الثنيان
من آل منابر ثقافية

موسى الثنيان is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
26

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jun 2012

الاقامة

رقم العضوية
11222
04-14-2013, 09:45 AM
المشاركة 1
04-14-2013, 09:45 AM
المشاركة 1
افتراضي خبز / قصة قصيرة
خبز



وأنا انتظر دوري عند تنّور الخبّاز، أراقب الوجوه التي ملّت الانتظار، والبعض الآخر الذي راح يتحدّث عن أخبار السّاعة التي لا تنتهي... أراقبُ أرغفة الخبز التي تخرج من التّنور ذات التّضاريس والدّخان الذي يتموّج منها... ريال واحد يساوي أربعة أقراص فقط، وفي بعض القرى ستة أقراص، وفي بعضها الآخر خمسة... تبلغ لذّته أقصاها عندما يكون طريًّا ساخنًا، وأما بعد ذلك فإنه يفقد بعضًا من لذّته... ولكنه يظلّ لذيذًا سائغًا حلوًا... مع مرق اللحم أو مع الجبن... أخرج من المخبز وأمشي في طرقات القرية وأنا آكل من القرص الذي يبدو أنه يدعوني من انتفاخه وسخونته لأكله، فبدأت أهشّم تضاريسه العالية بمقاريض أسناني، وقد يحدث- وأنا أمشي- أن أدعو المارة ليشاركوني في تناول الخبز، فالخبـ... يمرّ بي أحدهم - تفضّل، أبا محمد يأخذ نتفة من الخبز مبتسمًا، وقد يحصل أن نتحدّث معًا واقفين وسط الزّقاق والنّاس تمرّ جيئة وذهابًا، بعضهم يقدّم لك التّحية وآلاف الدّعوات دون أن يأخذ .. ثم مَرّ بي الحاجّ جلال، فأخذ نتفًا أخرى من القرص نفسه، تتقلّص دائرة القرص وتزداد دائرة المحبة، خبزي للجميع، والخبزُ الكلّ إلى الكلّ، هكذا دأبنا، عادتنا، نحن أهل القرية. عندما وصلت للبيت كان رغيف خبز قد تقلّص، تسألني زوجتي عن الرّغيف النّاقص؟! لأقول لها: في مائدة القرية...