عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2016, 10:15 PM
المشاركة 8
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
هل القدر موكل بالمنطق؟
وما دور الانسان في تحقيق مستقبله؟
نقول كلام كثير لا نلقي له بال فهل ندرك خطورة ما نقوله فعلا؟
الم يدخل سيدنا يوسف السجن حينما قال " السجن احب الي"؟ فهل افكار يوسف ادخلته السجن؟

القدر موكّل بالمنطق زار النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من المسلمين قد مرض مرضًا شديدًا
فسأله: هل كنت تدعو الله بشيء ؟
فقال: كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجّله لي في الدنيا.
قال: سبحان الله، لا تطيقه?
هلاّ قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وورد في الإسرائيليات:
أن يوسف عليه السلام لما طال عليه الوقت في السجن قال: يارب جعلتني في السجن طويلاً.
فقال الله: أنت سألت السجن فأعطيناك، ولو سألت العافية لعافيناك .
وقد ورد في القرآن على لسان يوسف عليه السلام: {قال ربّ السجن أحبُّ إليّ مما يدعونني إليه} !
تذّكر كم مرة قلت جملة مشابهة ؟
"والله أموت ولا أسوي كذا "
" تنقطع يدّي ولا إسوي كذا "
البلاء موكل بالمنطق . صح عن ابن مسعود كما قاله الشيخ الالباني - رحمه الله -
و صح عن إبراهيم النخعي : أنه قَالَ: «إِنِّي لَأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ إِلَّا مَخَافَةُ أَنِ ابْتَلَى بِمِثْلِهِ» رواه ابن أبي الدنيا و غيره .
والذي يظهر - والله تعالى أعلم - أن سبب أن يقع الرجل فيما تكلم به راجع إلى ثلاثة الأمور

الأول: هو ظن بربه . و ذلك لما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة . قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ) فمن تكلم البلاء و ظن أن ربه سيوقعه فيه ، فقد يقع فيه.

الثاني: أن يقول هذا الكلام سخرية من الغير ، و قد صح عن ابن مسعود أنه قال : : «لَوْ سَخِرْتُ مِنْ كَلْبٍ خَشِيتُ أَنْ أُحَوَّلَ كَلْبًا» رواه هناد في "الزهد " وغيره وجاء عن طائفة من السلف نحوه

الثالث: أن يقول هذا الأمر و يظن أنه يمتنع عنه لقدرته . قال ابن رشد في البيان و التحصيل ( 18/ 276):
( قال مالك : كان ابن مسعود يقول إن البلاء موكل بالقول .
قال محمد بن رشد : يريد أن الرجل إذا قال لا أفعل كذا وكذا معتقداً أنه لا يفعله لقدرته على الامتناع منه قد يعاقبه الله عز وجل بأن يوقعه فى فعل ذلك . وبيان هذا التفسير قوله فى غير هذا الحديث : إنى لا أقول لا أعبد هذا الحجر ، إن البلاء موكل بالقول ، ) ومن هذا ما جاء في تذكرة الحفاظ للذهبي (1/ 32):
( ضحاك بن عثمان عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار قال كنت أقسم نفسي بين ابن عباس وابن عمر فكنت أكثر ما أسمع بن عمر يقول: لا أدري، وابن عباس لا يرد أحدا فسمعت ابن عباس يقول عجبا لابن عمر ورده الناس ألا ينظر في ما يشك فإن كانت مضت به سنة قال بها وإلا قال برأيه قال: سمعت بن عباس وسئل عن مسألة فارتج فيها فقال: البلاء موكل بالقول.)

و قد استطرد ابن القيم رحمه الله في ذكر بعض الاسباب الأخرى كما في كتابه "تحفة المودود" منها أنه قيلت على لسان عمر في بعض القضايا فوقعت ، وعمر رضي الله عنه مؤيد مسدد ، ومنها أن بعضهم تمنى أماني سيئة فوقعت ..
والله أعلم
قال الإمام الماوردي: القدر موكّل بالمنطق

منقوول