عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2010, 07:38 PM
المشاركة 10
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


ثانيا : قلة وجود العلماء والمشايخ ، والمتفقهين في الدين ، المتضلعين في العلوم الشرعية بينهم ، في أكثر الدعوات المعاصرة مع أن وجود

أهل العلم المتفقهين في الدين شرط من شروط الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - خاصة في الدعوات الكبرى ، التي ينضوي تحت لوائها جماعات

وفئام من الناس ، فهذه لا ينبغي أن يفقد فيها العالم ، أو أن يكون العالم فيها مغمورا ، أو لا يتصدر الدعوة .

ثالثا :
قصور النظرة في فهم قدر العلماء والمشايخ ، وبمنزلتهم عند كثير من أتباع هذه الدعوات . فمن هنا وجد من بعضهم اتهام للعلماء بالقصور

أو التقصير أو قلة الوعي ، أو أي نوع من أنواع التنقيص لتبرير عدم صلة الدعاة بالعلماء . بل إن بعض الدعاة يرفع نفسه ودعوته على

حساب الكلام في أعراض العلماء ، وهذا الأمر- وإن كان كشفه مؤلما- لكن لا بد من ذكره ، ولا بد من السعي لعلاجه .

رابعا : توريط بعض شباب الأمة بالانتماء للشعارات والقيادات الدعوية ، وليس لأهل العلم والعلماء ، بل أصبح الانتماء للشعار والجماعة

الدعوية أكثر منه للسنة والجماعة وأهل العلم .

خامسا : فصل الشباب عن مشايخهم وعن علمائهم ، ومن ثم حجبهم عن النظرة الشرعية الشمولية للدعوة إلى الله- سبحانه وتعالى -

وغاياتها ومناهجها ، وحجبهم عن الاهتداء بهدي أئمة السنة قديما وحديثا .

بل إن بعض الجماعات تربي شبابها على جوانب من مناهج السلف تخدم أهدافها ، أو تخدم الجماعة وشعاراتها ، وتغفل الجوانب الأخرى

والسنة والعلم وسير أهل العلم ، وهذه من أساليب أهل الأهواء وأهل البدع ، يأخذون من الأئمة ما يحلو لهم من قول أو فعل ،

ويتركون الباقي . وهذا خلل في النظرة وخلل في المنهج .

سادسا : نتج عن الفصل بين الدعاة والعلماء : كثرة الشعارات والأهواء والانتماءات والافتراقات والعصبيات للجماعات أو للأشخاص مع العلم

بأن الأمة لا يجمعها على السنة والخير إلا علماؤها ، ومهما بالغت الفرق ، أو مهما بالغت الجماعات والدعاة في أي مكان وفي أي زمان للسعي

إلى جمع المسلمين دون الاسترشاد بأهل العلم ، ودون أن يجعلوا العلماء قادة وموجهين ومرشدين وأئمة للدعوات ، فإن الشمل لن يجتمع .

نعم لن يجتمع شمل الأمة إلا بالالتفاف حول علمائها ، مهما بلغت الدعوات من السعي إلى وسائل الجمع وأساليبه .

وهذا الخلل سبب رئيسي في كون الجماعات تتنافر ولا تتفاهم ، وتفترق وتفرق أكثر مما تجتمع وتجمع . . وواقعها شاهد على ذلك .