الموضوع
:
العلماء هم الدعاة
عرض مشاركة واحدة
09-13-2010, 07:10 PM
المشاركة
4
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 2
تاريخ الإنضمام :
Mar 2010
رقم العضوية :
8997
المشاركات:
2,945
جـ - والدعوة :
هي السعي لنشر دين الله - عقيدة وشريعة وأخلاقا ، وبذل الوسع في ذلك ، ويتحقق هدف الدعوة إلى الله بالعلم والعمل والقدوة ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
والإصلاح والاستقامة والإخلاص والتجرد ، وهذه الأركان أكثر ما تتوفر في العلماء .
إشكالات مفترضة ، وجوابها :
وهنا لا بد من الاستدراك ، قبل أن أفصل في بعض النقاط المهمة في المسائل التي تلي ، حيث قد يرد سؤالا عند بعض الناس :
أولا : هل يعني هذا أنه لا يدعو إلى الله إلا عالم ؟
بالطبع لا ، بل على كل مسلم عرف شيئا من الدين ، وتبصر به : أن يدعو إليه بعد التبصر ، وفقه المسألة التي يدعو إليها . وإنما أقصد أن الذي تتوجه إليه النصوص
الشرعية ، والذي عليه عمل السلف .
أن قيادة الدعوة ، وريادتها ، وتوجيهها لا بد أن يكون من العلماء ، وفي العلماء ، وأقصد : أن العلماء لا بد أن يتصدروا الدعوات في كل أمر ذي بال ،
ولا بد أن نجعلهم هم القادة ، وهم المرجع ، والموجهين في الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - ولا يكونوا مجرد مستشارين عند الحاجة
كما يفعل كثير من (أصحاب الدعوات) .
فالعلماء لا بد أن يكونوا هم المتصدرين للدعوة ، وإن لم يكن الأمر كذلك ، فإن في الأمر خللا لا بد من استدراكه ، وخطأ لا بد من تصحيحه ، بل إن لم يكن الأمر كذلك
فإن الدعوة ستنحرف لا قدر الله وتعصف بها الأهواء .
ثانيا : ربما يقال : إن العلماء لم يرفعوا راية للدعوة :
فأقول : هذا الإشكال لا يصح ، لأنه نابع عن قصور في النظرة للعلماء ، فالمنصف يجد أن العلماء - في الجملة - قاموا بما يسعهم من واجب التبليغ
ونشر العلم والنصح للأمة والولاة والعامة ، كل منهم حسب ما يستطيع ، وحسب ما يرى من أساليب يتأدى بها الواجب ، ويجب أن لا نتوقع منهم الإشادة ب
جهودهم أو الدعاية لأنفسهم . ذلك أن الأصل في أهل العلم : (أنهم يسعى إليهم لأخذ العلم عنهم ، ولا يسعون إلى الناس ) .
والأصل في أهل العلم : أن يكون لهم سمت أساسه التواضع ، وأن يكون لهم حق على الأمة ، كما أن الأصل في العلماء : أن لا يرفعوا فوق رؤوسهم رايات ،
ولا يرفعوا شعارات ، ولا يطلبوا الانتماءات إليهم ، ونحو ذلك مما هو من لوازم بعض الدعوات المعاصرة .
فالعلماء يُقصدون ، ويجب أن يلتف حولهم عامة الناس ، وطلبة العلم بخاصة .
رفع الرايات والشعارات للدعوات من قبل من لهم شأن في الأمة - ليس من هدي السلف ، فمن رفعه الله بالعلم والتقوى وجب على الأمة أن ترفع قدره .
وأقصد : إن إخضاع العلم للدعاية أو للشعارات أو الانتماءات لم يكن من خصال السلف ، بل هو من خصال أهل الأهواء والفرق ، أما أهل السنة :
فهديهم السنة والجماعة - وهي ليست شعارا يرفع ، إنما هي سبيل المؤمنين ، وصراط الله المستقيم وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - .
رد مع الإقتباس