عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2010, 07:10 PM
المشاركة 4
عبدالسلام حمزة
كاتب وأديب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


جـ - والدعوة :

هي السعي لنشر دين الله - عقيدة وشريعة وأخلاقا ، وبذل الوسع في ذلك ، ويتحقق هدف الدعوة إلى الله بالعلم والعمل والقدوة ، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،

والإصلاح والاستقامة والإخلاص والتجرد ، وهذه الأركان أكثر ما تتوفر في العلماء .

إشكالات مفترضة ، وجوابها :

وهنا لا بد من الاستدراك ، قبل أن أفصل في بعض النقاط المهمة في المسائل التي تلي ، حيث قد يرد سؤالا عند بعض الناس :

أولا : هل يعني هذا أنه لا يدعو إلى الله إلا عالم ؟

بالطبع لا ، بل على كل مسلم عرف شيئا من الدين ، وتبصر به : أن يدعو إليه بعد التبصر ، وفقه المسألة التي يدعو إليها . وإنما أقصد أن الذي تتوجه إليه النصوص

الشرعية ، والذي عليه عمل السلف .

أن قيادة الدعوة ، وريادتها ، وتوجيهها لا بد أن يكون من العلماء ، وفي العلماء ، وأقصد : أن العلماء لا بد أن يتصدروا الدعوات في كل أمر ذي بال ،

ولا بد أن نجعلهم هم القادة ، وهم المرجع ، والموجهين في الدعوة إلى الله - سبحانه وتعالى - ولا يكونوا مجرد مستشارين عند الحاجة

كما يفعل كثير من (أصحاب الدعوات) .

فالعلماء لا بد أن يكونوا هم المتصدرين للدعوة ، وإن لم يكن الأمر كذلك ، فإن في الأمر خللا لا بد من استدراكه ، وخطأ لا بد من تصحيحه ، بل إن لم يكن الأمر كذلك

فإن الدعوة ستنحرف لا قدر الله وتعصف بها الأهواء .

ثانيا : ربما يقال : إن العلماء لم يرفعوا راية للدعوة :

فأقول : هذا الإشكال لا يصح ، لأنه نابع عن قصور في النظرة للعلماء ، فالمنصف يجد أن العلماء - في الجملة - قاموا بما يسعهم من واجب التبليغ

ونشر العلم والنصح للأمة والولاة والعامة ، كل منهم حسب ما يستطيع ، وحسب ما يرى من أساليب يتأدى بها الواجب ، ويجب أن لا نتوقع منهم الإشادة ب

جهودهم أو الدعاية لأنفسهم . ذلك أن الأصل في أهل العلم : (أنهم يسعى إليهم لأخذ العلم عنهم ، ولا يسعون إلى الناس ) .

والأصل في أهل العلم : أن يكون لهم سمت أساسه التواضع ، وأن يكون لهم حق على الأمة ، كما أن الأصل في العلماء : أن لا يرفعوا فوق رؤوسهم رايات ،

ولا يرفعوا شعارات ، ولا يطلبوا الانتماءات إليهم ، ونحو ذلك مما هو من لوازم بعض الدعوات المعاصرة .

فالعلماء يُقصدون ، ويجب أن يلتف حولهم عامة الناس ، وطلبة العلم بخاصة .

رفع الرايات والشعارات للدعوات من قبل من لهم شأن في الأمة - ليس من هدي السلف ، فمن رفعه الله بالعلم والتقوى وجب على الأمة أن ترفع قدره .

وأقصد : إن إخضاع العلم للدعاية أو للشعارات أو الانتماءات لم يكن من خصال السلف ، بل هو من خصال أهل الأهواء والفرق ، أما أهل السنة :

فهديهم السنة والجماعة - وهي ليست شعارا يرفع ، إنما هي سبيل المؤمنين ، وصراط الله المستقيم وسنة سيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - .