عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
31

المشاهدات
16570
 
سحر الناجي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


سحر الناجي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
2,001

+التقييم
0.37

تاريخ التسجيل
May 2009

الاقامة

رقم العضوية
6969
08-14-2010, 06:30 AM
المشاركة 1
08-14-2010, 06:30 AM
المشاركة 1
افتراضي ومضى شهيق عن صوتي ..!



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

** ومضى شهيق عن صوتي
هو دأبك .. كعهد لا ينقشع عن وقت مستبد , وأنت .. سيده ..
تجوس بي الظلام ولا سُدى من ذبول الضوء في قنديل السَحر .. شتان ما بين أن أرى النور وأن أستشعره ..
أنا المضربة عن الشوق في هنيهات صلفك .. المتوعدة لخفقاتي بالنذير إذا ما راودها طيفك ..
أنا الشمس في إنكسارها قرمزية على وجه الغروب .. أنا الشهقة .. أتأفف في صوت بحار أضناه الموج وهمهمات الأعاصير.. أتثاءب في دهشة وليد يغويه النعاس بعد زحام اليقظة ..
أنا .. الهديل الساقط في حقيبة الصمت ..
" أنتِ أنيسة وحشتي .. أنت سكني وسكينتي "
حنانك يذكرني بأني وخيمة الغضب فحانينك , ترفق يا من يتضاءل إشتعال سخطي في برودة طقوسه ويذوي ويمسي رمادآ تذروه البسمات الطازجة ..
لم يعد لرحيق الماء أي شأن بتراب التنهيد .. أبتلع جرعة من كأس يغويني إلى الجوار بحبات طل تتراكض على حوافه .. ألوك الماء .. أمضغه ثم أزلقه إلى جوفي مرارة ..
قلبي ينحدر ببلل للحنين , يسقط إلى عمق السكوت في مكان سحيق .. وعلى مرقاة التلاشي يتشبث بالهواء كي يعاود خفقانه في أدغالي الواجمة ..
" إذا كان يريحك فراقنا فافعلي "
ضعفي .. وانهمار للوجيب يربكني ريثما تتسرب تلك الراجفة والمقتصة بأطرافي .. رعشة تعصف بدمي .. فأفر إلى نافذتي التي تشير علي وجلة بصيص من ضوء شارد على الطريق .. أطرق من جديد ولا أطيعها ..المساحات اللامنظورة وحدها تتسع لتمدد شرودي .. وكلما لامست ذاكرتي غيابك .. يلسعني الضجيج فألقي وجهي نحو طوء ظننت أنه يعج بالصمت ..
" أطلبي .. تدللي .. فأنا لا يشغلني شئ عنكِ "
ما شأنك بي , وأنت المسافر على تراب المدى وتخلع ظلك على رصيف الزمن .. أجل .. ما شأنك بي ..
أدس غصة وراء نظرة فرت مني إلى السقف .. قلبي يغزل البكاء على جانحة زلزلتني فتسللت لواذا إلى محاجري .. قلبي جرح أرعن في غيابك لا أجيد الشفاء منه .. واللوعة حين تستهل الليل بصراخ كالعويل وتقف على سفح الروح منتظرة وافد الفجر كي تحيله إلى عتمة .. هذا شطر الجنون ..
" أعدك أن أكون بقربك أنا وقلبي "
أينك .. حين صدحتُ بآهة كوجع الخشوع في القنوت !
أينك .. وزمني الآت برح مبتور الوقت حين يستعير حضورك طيفا ويغيبه القهر ..
دونك الحمم تستلقي على مدارج صلفك .. دونك والبركان يكاد يشتعل ..وضعت وعيي في قالب زجاجي وعلقته بلورة متشظية على مشجب الوهن ..لأجلك .. أنت .. فقط , بت بلا وعي ..
" إنتظريني أرجوكِ .. سآتي قريبا "
لا أحبك حين تبهرني بمثلك .. تبارزني وكأني من قاد الجيوش إلى عالمك واستعمره ..
لا أحبك أبدآ وأنت تماطل بعشقك .. تمتطيه وتمطه .. وتضعه على مقاس قلبك فقط ..
مضى شهيق عن صوتي .. عن الجدار الجاثم على وعيي .. وحائط بلا كوى..
أمنح روحي مفرا من التعلق ببارقة تحمل وجهك .. أنثر من صدري حبات من الهواء المتدحرجة على متن صوتي كالجمر .. فتات وجدي يفضي بي إلى ألم مكسور ..متعسف الوجع وينتحل رائحة السقوط ..والبنفسج في دوحي ينفش رحيقه بوطأة الذبول , حتى عشبي الأخضر تنكشه حشائش منزوية في الركن وتلطخه إنكسارا ..
" أريد أن أحدثك عن رحيلي وسفري .. أريد أن أخبرك بالكثير "
أشمر ثغري الملبد بالخرس .. هزيلة تلك التهيدة بلا مأوى حافية تدوس على عبوسي وتمضي بين أفواج الفراغ .. وموكبك أخاله يأتي على غيمة وأراك بوضوح في زقاق السماء ..
أُضفر حنيني ثم أمشطه وأطلقه كخيوط تخنق بقايا فألي - - عمري أعلن للتو إنغلاقه عن تجربة طازجة ..أستطيع أن أحس بروحك ولا أتلذذ بطعم العقل في غصتي.. أجل .. لا سُدى من هول يتبختر ولا يكف عن إغاظتي
" أنا مقصر معك , أعذريني فأنا مشغول "
أف للشمس حين تشاكسني بخفوت الضوء لتحتمي بغيمة عابرة .. أرنو إلى إفاقة تتعلق بنحري المنكس عرجا لأبعثرها قربان للحواس -
يتجهم نعاسي ليقظة اختلجت ادراكي ثم قفزت على سوانح وجهك بآهة متهدجة بالبوح .. الصمت يلوذ بي إذ تتقمصني رجفة أينعت في اطرافي .. ورعشة مرت على جسدي ورحلت ..
أنصت لصهيل الشمس الناعسة .. لتكويرها الذي يتمطى كسلا بالضوء .. حينها ألملم أصداف الخمول من ساحلي الذي وطأته أقدام الضجر .. ألملم قامتي وأقودها إلى مرقدي ..
هكذا بت بسببك .. دوما لا أنام إلا عند زقزقة الفجر ..
تحايا نجمية ..