عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2010, 10:52 PM
المشاركة 16
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* كرسي ..


قال باهتمام اشتقه من خيال أبيض بعد أن ابتلع ريقه : لقد قررت أن أشتري لكِ هدية ..
قالت بعفوية : هدية .. لي أنا ؟
قال : نعم ..
وسألها : ألا تريدين أن تعرفي ماهي ؟
أجابته بخجل : ماهي ؟
قال : كرسي ..
ضحكت .. وملأت المكان من حوله بزقزقة ضحكتها .. بعد هنيهة قالت : كرسي .. أأنت جاد ؟
قال : أنا جاد .. وليتك تعلمين لما أُريد جلبه لك ؟
قالت : لماذا ؟
قال يشرح لها : الكرسي جميل ورائع ولا يليق إلا بك , كما أن فيه ميزة الارتفاع عن الأرض بقدر المستطاع ..
قالت مندهشة : لا أفهم , لمَ تريد أن تبتاع لي مقعدا يجعلني مرتفعة عنك وعن البشر ؟
تنهد وقال : لأن مكانتكِ عندي عالية ..
وأردف : أريدكِ أن تتربعي عليه بعد أن أُلبسكِ التاج .. وأتوجكِ ملكة على قلبي يا قلبي .. فأنتِ ملكتي
وهمس يشق لها عن آخر خلجاته في صدره :

- فأنتِ ليس بالأرض مكان لك .. أنت ملاك من البشر ومكانكِ في العلو بعيد عن الناس ..



وأنا قررت وبحياء أن أثني على كلماتك وأهديك عاطر الشوق والمحبة

بحروف من سراج قلبي لباهرة الحضور .. أتوجك ملكة على كرسي الكلمات

فهل تقبلين هديتي؟؟

حبي وودي حجمه ملؤه السماء .. تحيتي

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)