القبر
القبـــــــــــــــــــــــــر
يصحو الصُّبحُ قُبيلَ الظُّهرِ
والشَّمسُ تغيبُ مِنَ العَصرِ
ونجومُ اللَّيلِ قَدِ انطفأتْ
واعتزلتْ حفلاتِ السَّهرِ
والبدرُ مِنَ المغربِ يغفو
-إن جاءَ- بمنتصفِ الشَّهرِ
والغيمُ تَحجَّرَ في الأعلى
إذ نَفِدتْ قطراتُ المَطَرِ
عمَّ الدِّيجورُ على الدُّنيا
وتوارى النُّورُ عَنِ النَّظَرِ
ما عادَ الدِّيكُ يُؤذنُ في
أسماعِ القريةِ في الفجرِ
وربيعٌ تطردُ خضرتُهُ
الصُّفرةَ من ورقِ الشَّجَرِ
قصَّ البُستانُ خَمائلِهُ
جفَّ نَدى الصُّبحِ مِنَ الزَّهرِ
والسُّكَّرُ لملمَ نكهتَهُ
وكَسا المُرُّ مَسامَّ الثَّمَرِ
لا يجدُ العشاقُ مذاقًا
بتعاطي القُبلةِ بالسِّرِّ
لم يبقَ على الأرضِ مكانٌ
ننثُرُ فيهِ قمحَ الشِّعرِ
لا يجرحُ صمتَ الكونِ سوى
شهقِ الآهِ بِداخلِ صدري
أينَكِ!! عَنْ عيني صاحبتي
عافيتي سُفِكتْ بالصَّبرِ
أحتاجُكِ أكثرَ مِنْ روحي
فمتى تأتينَ مِنَ السَّفَرِ
قلبي العصفورُ غدا وحشًا
في كسرِ زُجاجاتِ العطرِ
بُعدُكِ لو خمرٌ يشربُهُ
لافتقدَ الوعيَ مِنَ السُّكْرِ
سَنةٌ كاملةٌ مُظلمةٌ
أرجَعَتِ العالمَ للصِّفرِ
أصبَحتِ الدُّنيا مقبرةً
وكأنَّ الكونَ بلا بَشَرِ
....
وأتاهُ بغفوتِهِ حُلمٌ
كنسيمِ الصَّيفِ على البحرِ
فرأى في الأفْقِ حبيبتَهُ
فاتنةَ الطَّلَّةِ كالقَمرِ
ألقتْ غيبًا بمسامعِهِ
آتٍ بعدَ زوالِ السَّحَرِ
ستكونُ الجنةُ موعدَنا
وتظلُّ مَعي أبَدَ الدَّهرِ
وصحا النَّاسُ على
جثَّةِ شابٍّ
ملقاةٍ فوقَ القبرِ
التعديل الأخير تم بواسطة ثريا نبوي ; 03-31-2022 الساعة 05:51 AM
سبب آخر: بناء على طلب الشاعر