عرض مشاركة واحدة
قديم 05-28-2014, 08:29 AM
المشاركة 1169
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع ....العناصر التي شكلت الروعة في رواية 54- فردوس الجنون احمد يوسف داوود سوريا



- في رواية الأستاذ » أحمد يوسف داود « الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب بعنوان : » فردوس الجنون « صبوة مجنونة للحاق بحلم سوريالي يستطيع رسم الواقع بغير أدوات هذا الواقع ..

-وأظن أن الكاتب أراد أن يخط ملحمة غنائية تشاكل رواية حيدر حيدر في : » وليمة لأعشاب البحر « الرواية التي هي سرد ومكابدة لبطل وشخصية صراعها موجود في كل صفحة وفي كل حركة ..

- واللغة نفسهاعند حيدر حيدر تتحول في رأيي إلى » بطل « ! إن اللغة عند » حيدر « تتحول إلى كابوس يقضّ مضجع الذين حولوا الشخصيات المنفية إلى أرقام .. !

- لكنّ هذه اللعبة خطيرة ولا يمكن تقليدها بسهولة ..

- ثم , إن الروح الشاعرية عند » حيدر « تغطي و » تجمّل « فنياً الخروقات في كل صراع وشخصية لم يصل إلى ذروة هذا التناقض الذي على الرواية أن تسطّره , وعلى الراوي أنْ يجيد حبكه واللعب عليه من خلال الكلمات .. !

- النشيد هنا عند الروائي » أحمد يوسف داود « مع أن البطل الوحيد - الراوي - يكاد يكون واحداً في الروايتين !

- بطل أحمد يوسف داود منفي في لبنان وفي ميليشيات التهريب ..

- في رواية » فرودس الجنون « هناك شخصية مركزية واحدة تتفرع عنها الشخصيات الأخرى , أو هي تخلق نقيضها لتكون كاملة كرواية , لكن أبطالها يتحدثون بالنيابة عن الراوي - المؤلف الذي يتقمص دور الجنون ليبرز عورات هذا العالم ..

-ولأن الروائي الكاتب يدرك سلفاً أنه لا يستطيع تقديم كل هذه الكمية من الجنون في رواية حتى لو بلغت صفحاتها الألف , فإنه يعترف » لحظتها , تبين لي مدى سذاجة روايتنا هذه قياساً إلى الجنون الفعلي الذي احتل العالم « . ص12 .. !

- وفي الصفحة التي تلي نقرأ : » كنا نجد هذا العالم أمامنا كلمااخترعنا وهماً روائياً كي ننساه .. وجدنا أنفسنا واقعين في مطبّات من الجنون البارد « ص13 ..!

- والمؤلف يجد أنه من الصعب تغيير قواعد اللعبة هذه عندما يجد أنه لا يستطيع أن يخترع جنوناً يليق بسفالة هذا العالم ..

- وهنا علينا أنْ ندقق قليلاًبالشخصيات في الرواية وفي صراعها ..

- مع منْ تتصارع هذه الشخصيات إذا كان خالقهاالروائي يقرّ بعجزه عن تغيير اللعبة , الأمر الذي لا ينبغي أن يؤيده النص الجديدالذي يسرد طرفاً من الجنون : » ممنوعٌ عليك أن تضع ولو لمسة صغيرة جديدة في قواعدالجنون « ص 17 ..

- وهذا الهمّ يكاد يصبح كابوساً يؤرّق المؤلف الذي يعود إليه بعدعشر صفحات قائلاً : » إنّ إحدى سقطات روايتنا هذه أيها السادة , هي أنّ الجنون فيهايبدو لنا - نحن أبطالها - سخيفاً إلى درجة محزنة .. إننا نُبدي أسفنا أمامكم , على أننا لم نستطع أنْ نكون فيها مجانين حقيقيين بالقدر الذي ترغبونه ..! « ص27 ..!

- في رواية » فردوس الجنون « يوجد حدّ أدنى من السوريالية , وهذه في رأس قفزة ملائمة في العصر الفاوستي الجديد , لكي نبرهن أننا لم نعدْ بحاجة إلى الروح , وكل ما يصبوإليه الأبطال في الروايات وخارج الروايات هو تحقيق الجزء الأسفل من فلسفة أبيقور ..!

- تبقى اللغة في » فرودس الجنون « شخصية حاضرة لتذكر بالشاعر المؤلف , واللغة هناتستر ولا تعري .. ونحن تنقصنا المعايير النقدية لنفرق في الألفية الثالثة ما بين شخصية » واقعية « وأخرى يرسمها خيال » الشاعر « , الأمر الذي يجعل الصراع أقلّ توتراً , والجنون أقلّ فائدة , والصراع على الوصول إلى النهايات القصوى في » الحدث « وفي » التشويق « أكثر عقلانية , في الوقت الذي يجب فيه على اللغة أن تسقط من دورها كورقة توت ,

- وهذا أمر لم يقصّر فيه الراوي - المؤلف ..

- لكن الجنون يحتاج إلى سوريالية , وهذه تحتاج إلى جنون اعترف الكاتب بأنه جاء ساذجاً وبسيطاً ..

- لكنها رواية تسرد جزءاً من التاريخ المعاصر لشرقيّ بلدان المتوسط ..

-فردوس الجنون للشاعر والروائي أحمد يوسف داود , هي رواية شيقة , وجذابة , وشاعرية , وكثير من التخيل الذي يعكس الواقع بلغة الحالم ,

- وهناك لوحات مسرحية كاملة يمكن تطويرها في المستقبل لكي يكتمل الجنون الأصلي في شرق المتوسط .. في شرق لم تمرّ عليه لمسات » فاوست « , ولا يريد أنْ يصدّق بأن » العقل « مصيبة حتى في رواية ..!‏