عرض مشاركة واحدة
قديم 05-23-2014, 05:50 PM
المشاركة 134
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
علي بن محمد السنوسي*
1.نسبه و مولده:
هو: علي بن محمد بن يوسف بن أبي بكر بن يوسف بن محمد السنوسي يعود نسبه في الأسرة السنوسية المعروفة ببلاد المغرب العربي و التي وصفها محمد بن علي السنوسي بقوله: السنوسيون أسرة كبيرة معروفة في الغرب العربي يتصل نسبها بإدريس الأكبر ..............) أما مولده فتكاد المصادر التي بين أيدينا الآن تتفق على أن ولادته كانت بمكة المكرمة في سنة 1315 هجرية/1897 م

2.نشاته:
نشأ علي بن محمد السنوسي في مكة المكرمة في حجر أبيه محمد بن يوسف السنوسي و لما توفي أبوه توجه تلقاء جازان إلي صديق والده السيد محمد بن علي الإدريسي و كان عمره عندئذٍ ثلاث عشرة سنة إذ وصله في سنة 1328 هجرة /1910 م و لم يلبث السنوسي طويلاًًًً بجازان و إنما تركها في سنة وصوله إليها متجهاً إلي زبيد و قد ناله بر الإدريسي و عطفه حيث ذكر السنوسي أن صديق أبيه السيد محمد بن علي الإدريسي قد قام برعايته و رعاية أخيه عند وصولهما إليه و انه زودهما في سفرهما بمائتي ريال و استوصى بهما خيراً عند أصحابه بتهامة اليمن .


3.تعليمه الأولي و رحلته في سبيل العلم:
يبدو أن علي بن محمد السنوسي قرأ القرآن الكريم و تعلمه بمكة المكرمة قبل خروجه منها و لو لم تتم له هذه القراءة الأولية للقرآن الكريم لما تسنى له الخروج في سبيل العلم من جازان إلي زبيد بتهامة اليمن في العام الذي وصل فيه .
و يفرض المنهج العلمي التقليد المألوف عند العلماء في تهامة الذين يرون أن الطالب من بينهم أو ذويهم لا ينال مكانة علمية تبلغ بها إلا إذا هاجر في سبيل العلم إلي مراكز الفكر الشهيرة مثل : الحرمين الشريفين و اليمن. و قد لبث السنوسي في زبيد حوالي سبع سنوات قضاها في الدروس و التحصيل .
عاد السنوسي إلي جازان سنة 1334 للهجرة/ 1915 للميلاد و قد أثرت تلك الرحلة في تكوين شخصية السنوسي العلمية و مكنته بعد عودته لتهامة من تولي أمور : القضاء و التعليم و الخطابة .

4.زواجه:
تزوج عام 1337 هجريه/ 1918 و دفع عنه المهر السيد محمد بن علي الإدريسي أربعمائة ريال.

5.مشايخه:
في زبيد:
الشيخ سليمان الأهدل و أحمد بن أدريس .
في جازان:
من أبرزهم: السيد محمد بن علي الإدريسي و الشيخ محمد صالح عبد الحق .

6.تلاميذه:
تدل المصادر على وفرة الدارسين الذين تخرجوا في حلقة الشيخ علي بن محمد السنوسي
و لعل من أشهرهم: علي بن محمد عيسى و علي بن بن محمد بن صالح عبد الحق و محمد بن أحمد بن عيسى العقيلي و محمد زارع عقيل و عبد القادر علاقي و محمد بن علي السنوسي.

7.مؤلفاته:
لعل أشهر مؤلفاته المطبوعة المنشورة تلك الرسالة الموسومة بنقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة السماط الممدود في رباط المحبة و العهود ما بين الأدارسة و آل سعود ) و قد نشرت لأول مرة في مجلة المنهل.

8.صفاته و مكانته:
أفاض محمد بن علي السنوسي في الحديث عن أبيه سواء في الصحف و الدوريات أم في المقابلات الشخصية و الأحاديث الشفهية.
فقد قال عنه: ( فقد كان طيب القلب دمث الخلق جوادا ليس للمال عنده قيمة)
و قال في صفاته الجسمية: ( كان رجلاً طويلاً متين العضلات سبط الأنامل مستدير الوجه آدم اللون له لحية خفيفة)
و لم يهمل محمد السنوسي هيئة أبيه و ملبسه إذ قال : ( و كان في العهد الإدريسي يلبس ثوباً و جبة و عمامة ألفية . و في العهد السعودي لبس : المشلح و العقال و تنطق بجنبية مذهبة و تلد سيفاً . و كان يركب الفرس و يسابق في حلبات الطراد)
و أضاف محمد السنوسي إلي ذلك قوله: ) و من أبرز الظواهر فيه أنه كان يتكلم العربية الفصحى في حديثه العادي و في حديثه الجاد و في مجالسه الخاصة و الرسمية )
و قال عنه: ( يجمع إلي رصانة العلماء ظرف الشعراء فهو عالم ديني إلي جانب كونه شاعراً أديباً )
و من الواضح أن علي بن محمد السنوسي كان يحتل منزلة اجتماعية مناسبة فقد كان يؤثر في مشاعر الناس بشعره و يلفت إليه انتباههم حينما كان يلقي قصائده الحولية في مواسم الأعياد و نحوها فكان يضيف إلي جمال العيد الاجتماعي جمالاً أدبياً خاصاً يظل المجتمع الجازاني يتحدث عنه طيلة أيام العيد في أنديته و سماره . ناهيك عن المنزلة التي كان يحتلها علي السنوسي بحكم عمله في القضاء ة مكانته العلمية إلي جانب الحظوة التي كان يوليه إياها الإدريسي ثم و ولاة الأمر السعوديون من بعد.

9.وفاته:
اتفقت المصادر التي تحدثت عن الشيخ علي بن محمد السنوسي على تحديد زمن وفاته إذ ذهبت جميعها إلي أن سنة 1363 للهجرة / 1943 للميلاد هي سنة وفاته .
فقد قيل في مجموع : ( شعراء الجنوب ) : إنه : ( توفي رحمه الله تعالى عام 1363 هجريه)
و قال عنه ابنه محمد بن علي السنوسي : ( توفي والدي عام 1363 هجرية و كان عمره 48 سنة لأن ميلاده عام 1315 للهجرة) و لكن هذين المصديرن رغم الثقة بهما لم تحددا الشهر و لا اليوم اللذين مات فيهما السنوسي .
و قد رثاه ابنه محمد بن علي السنوسي بقصيدة مطلعها:
كلنا رائح على الموت غادٍ= و عيون القضاء بالمرصاد .

من شعره:

  • قالتْ : و ساجعةُ الرُّبى تترنمُ=سَحََرا و سمَّاريْ جميعاً نُوَّمًُ
  • ما لي أراكَ مِنِ التَّفكُرِ واجِماً؟ =لا تشتكي وجَعاً و لا تتكلمُ
  • فأجبتها و الدّمعُ فوقَ محاجِري=مُتبسِّماً ما حالُ مثلي يُعْلمُ !
  • قالت: و رَبِّكَ و العجائبُ جَمَّةٌ = شتَّى و أغربها البكا وَ تبسّمُ
  • كيفَ ابتسامُك لي و دمعك هاطلٌ ؟=هذا يؤكدُ ليْ بأنَّك مُغْرمُ
  • و جَذبتها نحوي و قلتُ مُغالطاً: =ما كُلُّ منْ يشكي الغرامَ مُتيَّمُ
  • قالتْ و قدْ طافَ الكرى بجفونها : حتَّى متى تروي القريضَ و تنْظمُ ؟
  • و أراكَ تقتحمُ البحورَ فرُبّما=يهوي بك التَّيارُ و هْوَ مُطَمْطمُ
  • فارْبأ بنفسكَ أنْ تَكونَ لألسنٍ=هدَفاً تُمزِّقُهُ النُّبَالُ و أسْهُمُ
  • فأجبتها منْ بعدِ حينٍ : إنني= رجلٌ سجيتهُ الغنا و تَرنُّمُ
  • و الشِّعرُ جيّاشٌ بقلبي ما لَهُ=من دافعٍ و هُوَ الأبيُّ المُصْدِمُ
  • و رأيتُ نفسي كلَّما نَهْنَهْتها=شَمخت و ظلَّتْ في حِماهُ تُحَوِّمُ
  • قالتْ: و أينَ حِماهُ ؟ قلتُ بديهةً: = حيثُ الخِلافةُ و اللِّوى و المخيَّمُ
  • قالتْ : و بَيَّنْ ليْ , فقلتُ مُبادراً:= مَلِكٌ أضاء به الزَّمانُ المُظْلمُ
  • قالتْ : و زِدني الوَصْفَ قلتُ صَراحةً =سُلطاننا عبد العزيز الضَّيْغَمُ
  • عَلَمُ الزَّمانُ و حَبْرُهُ و عِمادهُ=عملاً و عِلماً و الإمامُ الأعظمُ
  • و مُجَددُّ الدِّينِ الحنيفِ و شَمْسُهُ=و سِراجُهُ و الحُجَّةُ المُتَكِّلمُ
  • يَومَ النَّدى فهْوَ الفُراتُ لواردٍ=عذبٌ و يومَ البَأْسِ نارٌ تُضْرَمُ
  • فَجَرِيْحُهُ لا يُستطالُ لهُ البقا=و قتيلهُ حنَقاً عَلَيْه يُصَرَّمُ
  • يَسْبي الملوكَ و تِلكَ عادةُ قوْمِهِ=و جدودهِ مِنْ قبلِ ما يَتَعلَّمُ
  • آباؤهُ راضوا الزَّمانَ و ذََلَّلوا=صَعْباً و حازوا العِزَّ و هْوَ مُقَسَّمُ
  • مَلكوا المَشَارقَ و المَغاربَ و ابتنوا=فيها الصّياصي بالقنا و هُمُ هُمُ
  • ما زالَ ناديهم مناخاً للنَّدى=فالرِّيُّ سلسالُ بِهِ و المطعمُ
  • و لَهُ إذا عُدَّتْ مَفَاخِرُ مُعْرِقٍ=في دوحة العُلياء فخرُ أفْخَمُ
  • و إذا غَزى فالرُّعبُ ينْصُرُ جيشهُ=مَددَاً و أمْلاكُ السَّما تتقدَّمُ
  • و لجُنْدهِ راياتُ فَتْحٍ في الوغَى=منْ حيثُ أقْبَلَ فهو سيْلٌ يَحْطِمُ
  • ما قَطُّ جَاولَ في المعاركِ خيْلَهُ=إلاَّ و كانَ لهُ السِّبا و المغنمُ
  • لا غرْوَ إنْ فرَّتْ جُموعُ عدائه=فالحقُّ يعلو و الأباطِلُ تُهْزَمُ
  • لا يستطيعُ بأنْ يَدُلَّ عدُوَّهُ=بمكانِ عسْكَرِهِ الغرابُ الأعْصَمُ
  • و لَرُبَّما أردى العِدا بديارها=بدهاهُ و الجيشُ الخميسُ مُخيِّمُ
  • و من المُحالِ بأنْ تَكونَ ببلدةٍ=أُمَراؤُهُ فيقيمُ فيها المُجْرمُ
  • وَ حَمى الجزيرةَ و استقام بحفظها=مِنْ بعْدِما كانتْ يُراقُ بها الدَّمَ
  • ما زالَ يُصْلحُ شأنها مُتَحَمِّلاً=عَنْها مَشَقَّةَ ما يَضُرًّ و يُؤْلُمُ
  • رَاقَ الزَّمانُ بهِ و أصبحَ أهْلُهُ=في نعْمَةٍ تَتْرى و قَلَّ المُعْدِمُ
  • و قد استراحَ النَّاسُ حتَّى لم يكُنْ=ما بينهم يُلفى مريْبٌ يُتْهَمُ
  • و غدَتْ تُفَدِّيْه العِداءُ لأنَّها=وجدَتْهُ أفضَلَ مَنْ يَرقُّ و يَرَّحَمُ
  • بَخٍّ لموْلودٍ يُرَعْرعُ ناشِئاً=في ظلِّ دَوْلته يَشِبُّ وَ يَهْرمُ
  • وَ منْ العجائبِ كُلّ يومٍ عِنْدَهُ=رَفْعٌ لطلاَّب الحوائجِ تُخْتَمُ
  • لو غَرّهُ طَمَعُ الحُطامِ فلم يكن=يمضي إلي غير الخزانة درهمُ
  • و نوالهُ مطَرٌ يعمُ فكمْ بهِ=مَنْ بالمغاربِ و المَشارقِ ينعمُ
  • ما بيْنهُ و الفرقدينِ تفاوتٌ=بِعُلوِّ رتْبتِهِ فكيفَ يُكَلَمُ ؟
  • لولا تَواضعُهُ لما وصَلَتْ إلي =تَقْبيلِ جَبْهَتهِ الخَيَاشمُ و الفمُ
  • فَكِهٌ و لكن لا يَميلُ إلي الهوى=بحديثهِ يوماً و لا يتَلَعْثَمُ
  • و يَقُومُ للطِّفْلِ الصَّغير و سائلٍ=جَدْواهُ في وسط الطّريقِ و يُكرمُ
  • مُتَوَقِّدُ الأفكارُ إنْ عَنَّتْ له=دَهْماءُ يَقْطرُ من مراجلها الدَّمُ
  • فيرى الصَّوَابَ بما يُدَبِّرُ رأْيَهُ=مِنْ أمرهِ فكأنَّما هو يُلْهَمُ
  • يابْنَ الأئمة كيفَ تُدْعى بيننا= مَلِكاً و أنتَ لنا الإمامُ الأعظمُ
  • كُلُّ الملوكِ على إقامةِ أَمْرِها=عَدَلتْ عَنْ التَّقوى و أنتَ القَيِّمُ
  • و أقَمْتَ أمْرَ اللهِ فينا سالِكاً=لطريقهِ المُثْلَى الَّتي هِيَ أقْوَمُ
  • و اتت فِعَالُكَ شِبه وحيٍ بالَّذي=تَقضي بهِ بينَ الأنامِ و تَحكُمُ
  • في سيرةِ نبويِّةٍ و سياسةٍ=عُمَرِيَّةٍ ما زِلتَ فينا تُوْسمُ
  • ما مرَّ يومٌ لم يكنْ في ظرْفهِ=عَدْلٌ يُشادُ به و ظُلْمٌ يُهْدَمُ
  • و الشَّرْعُ في قُننِ المعالي شامخٌ=و الكُفْرُ منتكسٌ يَخُورُ و يبْغُمُ
  • و تبينَ الحقُّ المبينُ و طالما=كانت شهادته تُردُّ و تُكتمُ
  • هل تُنْكرُ الأيّامُ منكَ محاسناَ=أَوْليتَها حتّى غَدَتْ تتَبَسَمُ
  • أولم تكن عَرَبً الجزيرةِ قبل أنْ=وُلِّليتَ ذِمَّتَها تُهانُ وَ تُهْضَمُ
  • أبْدلتها بالذُّلِ عِزَّاً شامِخاً=و الخوفِ أمناً لا يُراقُ به الدَّمُ
  • و جعلتَ رأْيكَ في مسارحِ أَرْضها=جَيْشاً فوارسه المُغِيرةُ ديلمُ
  • ما عورةٌ إلاّ و أنتَ سترتَها=غضّاً و مثلك منْ يغضُّ و يحْلَمُ
  • ماذا نخافُ و أنتَ قَسْورةُ الورى=و سعودُ رايتُها و فيصلُ مِخْذَمُ
  • و إذا جرى ذِكْرُ المُلوكِ بمجلسٍ=فحديثنا أبداً بذِكْرك َ يُخْتَمُ
  • دُمْ راقياً عرْشَ العَلاءِ و والياً=أمْرَ البرِيِّةِ ما أهلَلَّ المُحْرِمُ
__________________
* انظر ملخصي لكتاب عبدالله أبو داهش (المفقود من شعر محمد بن علي السنوسي) و رابط الموضوع هنا:
- http://www.gunfdh.com/vb/showthread.php?t=85539
و هنا:
_ http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1123

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا