أيتها الغنجُ
حورية الروح
من تسبح في فلكي
لكِ مسائي ولكِ نهاري
لكِ أُنشد لحنا وأعزف وترا
مدي يديك من شبّاككِ
لكي أصحبُكِ
ونحلّق سويةً
"إلى أرضٍ أبدية"
لموطني وأنهاري
وتلك الكناري في كياني
وذلك وادي تجمّع الندى
كبحيرة متلألئة الكساءِ
أيتها الغنج الحسناء
ذات القلب الوضاء
بصوتك أسمعُ لحنَ زرياب
وبصيرتكِ كرؤية يمامة الزرقاء
أبحثي عني
هنا أسكني
ولا تتحركِ تأملًا لي
أبصري، لأنتقل إليكِ كي أراكِ
أيتها الغنجُ
كدأبكِ أنا
أحب القمر في كماله
أراه لأنه يراكِ
ويعكس صورتك كالضياء
أميلُ رأسي يمينا
وأرسمُ بدركِ على ابتساماتي
متهللًا بإيمانك،
وما تحويه صلابة كيانه
ونبراس كوكبك الدري
الذي يضئ أيامي
حتى لا أرى ليالٍ دُجى
ولا يغمض لي جفنُ الهوى
أيتها الغنج كأميرة قشتالية
وشعرك منبته أراضي شامية
وريقك من نهر جنتكِ الكونية
أنت غنجٌ
وبستان الأريج
أغني بأبجديتي
سحر جمالكِ
تأملي حندج
لأرض البتراء
يجوب ويندب
حظهُ من النعماءِ
هو أنا بوصفه
وحله وترحاله
فتشبهتُ كحاله
وانتميت حق الانتماء
حندج أنا
أجوب الديار
للبحث عن حسناء
لم أجدها في الرؤى
ولا أمامي تتجلى
وخزٌ في القلب
كاد بالإفناءِ
أمسكته بيدي
ضممته ليسكن
كهدوء الحكماء
ففي هذه الأثناء
تقودني أزماني
وتسيّرني رياح
طلسم هوجاء
بقبس الضاد
جزلاً في البيداءِ
وترانيم غناء
فكوني أيتها الحسناء
ألق هذا المساء

بتاريخ
24 . 2 . 1433هـ