الموضوع: لاشيء....
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-27-2020, 03:41 PM
المشاركة 4
نورة الحسن
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي رد: لاشيء....

[ 1 ] ..

بَعْدَمَا تَتَعَرّى وَجُوه الفِكْر .. وَأَجْسَاد الحَقِيقَة أَمَامنَا .. نَوَدّ وَقْتَهَا البَصْق عَلَى الأَوْقَاتِ .. التِّي تَركنَا أَنْفُسَنَا فَرِيسَة .. بَيْن أَيَديهم القَذَرَة .. هُم لَا يَسْتَحِقُوا سَوَى هَذَا التّقْدِير .. !

.. / المَلائِكَة تَذْهَب سَرِيعًا .. لتُلقنّنَا دَرْسًا فِي إِشْتَهَاءهَا .. كَمَا أَنّهَا لا تَمْكُث فِي أَرْضِ العُهْر ..

..

/ لَحَظَات الجُنُون .. هِي الّلحَظَات التِّي .. نَعِيش فِيهَا الحَيَاة.. حَتّى بَعْد أَرْتَكَابِنَا لَحَمَاقةِ الجُنُون .. نَكُون فِي أَمْسِّ الحَاجَةِ .. لأَرْتَكَابِهَا أُخْرَى وَأُخْرَى .. نَحْنُ نُهَرّب كُلِّ شَيءٍ .. تَحْت وَطَأةِ الجُنُون وَلَحَظَاتِه .. ، الجُنُون الحَقِيقي هُوَ الذّي نَرْتَكِبه .. وَنْحن فِي أَشَدِّ العَقْلِ .. ! ، ظُلِم الجُنُون فِي هَذَا الزّمَن ، كَمَا ظُلِم العَقْل .. يَبْدُو أَنّه زَمْن المَظْلُومِين .. !

.. / السُّخْرَيةُ تَرْيَاق أَمْرَاض الأَلَم وَالحَسْرَة .. تُسَكّن وَلا تَبْتُر .. تُزِيد وَلا تَقْتُل .. لَمْ أَر فِي حَيَاتِي تَرْيَاق .. يُزِيد الوَجَع .. وَيُلَحن الأَهَات .. سَوَى السُّخْرَية .. ، أَلْيَس هَذَا زَمْن السُّخْرَية .. ؟ أَسْخَرُوا كَثِيرًا مِنْ الزّمْنِ .. قَبْل أَن يَسْخُر مِنْكُم للأَبَدِ .. فَالقَوّةِ الغَاشِمَة لا تُقَابَل بَالقَوّةِ فَقَط .. !


.. / نَحْنُ خُلِقْنَا خَارِج الزّمَنِ .. وَبكُلِّ غَبَاءٍ نُحَاوَل التّنَفُّسْ .. ! ، وَقْتَهَا يَكُون للغَبَاءِ قِيمَة .. كَمَا للحُمْقِ قِيمَة الأَن .. فِي حَيَاتِنَا ..

.. / مَا نَحْتَاجُه مِنْ الحَيَاةِ لَيْسَ قُبُلات عَابِرَة نَسْتَلَذ بهَا وَتُدَاعِب شَفَاهِنَا .. ، وَلَيْسَ صَفعَات مُوجِعَة .. تُدمِي وجُوهِنَا .. مَا نَحْتَاجُه مِنْكِ يَا حَيَاة .. حَيَاةْ ، لَيْسَ إِلا .. ، وَهَذا سَيَكُون ثُقْل عَلَى كَاهِلكِ ، لَذَا فَأَنْتِ دَائِمًا تُلْقِيه جَانبًا .. فَكَمْ أُشْفَق عَلَيِّكِ بحَجْمِ أَشْفَاقِي عَلَيِّ . !
هَل نَحْن مَنْ نَصنَع الحَيَاة .. أَم هِي مَنْ تَصْنَعنَا .. كَمَا تُرِيد ..
هَل نَحْن مَنْ نَبْكِي .. أَم فَقَط أَعْينَنَا ..
هَل نَحْن مَظْلُومِين أَم ظَالَمِين .. دَائِمًا

.. / كَيْف سَنَنظُر للنَصْفِ المَملُوء .. دُوْن أَن نَلْمُس النّصْف الفَارَغ .. ، كُلّ مَاهُو لُا يُرَى أَصْدَق بَكَثِير .. مَمّا يُرَى .. ، حَمْقَى مَنْ تَصَوّرُوا أَنّ التّشَاؤُم .. تَرْبُطَه عَلاقَة بَيْن المَملُوءِ وَالفَارِغ .. ، هِي زَاوَية رُؤيَة .. نَابَعَة مِنْ مَوقفٍ أَو عَدّةِ مَوَاقِف .. ! ، الأَلْوَان القَاتَمَة .. دَائِمًا مَا تَكُون ذَات قِيمَة وَعُمْق .. ، مَا بَيْن التّفَاؤُلِ وَالتّشَاؤُمِ .. لَحْظَة لَو أَدْركنَاه جَمِيعًا .. لَنَظَرنَا للأَشْيَاءِ .. نَظْرَة تُرَابَيّة .. !

.. / خُلِقَت اللُّغَة .. لكِي نَتَحَايِل عَليهَا .. بأَحْجَيةٍ تُنَافِي مَا يَتَدَفّق .. بَيْن حُبيبَاتِ دَمَائِنَا .. ، أَبْلَه مَنْ يَعْتَقَد أَنّ اللُّغَة لا تُعَرّي صَاحِبهَا .. وَقْتَمَا يُرِيد هُوَ أَرْتَدَاءهَا .. كَقَنَاعٍ .. ، أَجْمَل مَا يُمْكن أَن تَرَاه فِي هَذَا الزّمَن .. هُوَ أَبْلَه يُحَاول التّقَنُّع بالكَتَابةِ .. وَقْتَها فَقَط يَكُون للسُخْرَية مَذَاق .. !

.. / بَعْد المَوتِ لَا يُوجَد سَوى الذّكْرَى وَبَعْض الأَلَمِ .. ، فَللمَوتِ سَكَرَات لَيْسَت فَقَط عَلَى المَيّتِ .. بَل عَلَى كُلّ مَنْ يَعِيش بجَوَارِه .. ، مَوْتُ الحَيَاة .. أَعْتَدَى أَنْوَاع المَوْت .. فَللمَوْتِ أَيْضَا أَنْوَاع .. كَالحَيَاةِ .. !

.. / الّلحظَةُ التِّي تَمُرّ لَا يَأْت غَيْرِهَا ، قَانُون صَارِم .. وَلكنهُ مُفِيد للأَشْيَاء التِّي بَيْن أَيْدِينَا .. ، فَلابُد أَن نَمْتَص رَحِيقَهَا .. قَبْل أَن تَمُوت بَيْن أَيْدِينَا .. ، قَبْل أَن تَذْهَب خَلْف غيْمَةِ الحَيَاةِ .. ، قَبْل أَن تُقْطَف بِمَنْجَلِ الفُرَاقِ .. أَنّه حَقًا قَانُون مُؤلِم .. كَمَا الحَقِيقة صَفْعَة مُؤلَمَة قَويَة .. وَلكنهَا حَقِيقَة .. فِي النّهَايةِ .. !