عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
5

المشاهدات
1601
 
إمتنان محمود
من آل منابر ثقافية

اوسمتي


إمتنان محمود is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
56

+التقييم
0.03

تاريخ التسجيل
Sep 2018

الاقامة

رقم العضوية
15674
06-28-2019, 03:05 PM
المشاركة 1
06-28-2019, 03:05 PM
المشاركة 1
افتراضي الجزء السابع _الأخير_ (متفكك)
الجزء السابع
وعى

“الكائن البشرى هو جزء من الكل, الذى نطلق عليه الكون, جزء محدود فى الزمان و المكان. هو يجرب نفسه, أفكاره ومشاعره, كجزء منعزل عن البقيه.. نوع ما من الخداع البصرى لوعيه. هذا الوهم هو كالسجن بالنسبه لنا... مهمتنا يجب أن تكون تحرير أنفسنا من هذا السجن بتوسيع دوائر تعاطفنا لنحتوى كل الكائنات الحيه و الطبيعه بأسرها فى جمالها.”
_ألبرت أينشتين.


“شيئان ليس لهم حدود: الكون و الغباء البشرى, وأنا لست متأكد حول الكون.”
_ألبرت أينشتين.
__________________________________________________ _

66-كونر

يستعيد كونر الوعى بلا شئ سوى ارتباك ضبابى عن المكان الذى يجب أن تكون فيه أفكاره .. وجهه يؤلمه, وبإمكانه الرؤيه فقط من عين واحده. يشعر بضغط على عينه الثانيه.
هو فى غرفه بيضاء. يوجد نافذة منها يستطيع رؤيه ضوء النهار. هذه دون شك غرفه مستشفى, وذاك الضغط على عينه بالتأكيد ضماده. يحاول أن يرفع يده اليمنى لكن يوجد وجع فى كتفه, لذا يقرر أنه لا يستحق العناء بعد.

فقط الآن يبدأ فى جمع الأحداث التى أحضرته هنا. كان على وشك أن يُفكك.. كان هناك انفجار.. كان هناك تمرد.. ثم ليف كان يقف بجواره.. هذا كل ما بإمكانه تذكره.

تدخل ممرضه للغرفه:”إذا أنت أخيرا مستيقظ! كيف تشعر؟”
“جيد,” يقول, بصوت أكثر من النقيق قليلا.. يبلع ريقه,” كم المده؟”
“كنت فى غيبوبه مستحثه طبيا لأكثر من اسبوعين بقليل,” تقول الممرضه.

اسبوعين؟ مع حياة عاشها يوم بيوم لفتره طويله, فأسبوعين يبدوان كأبد. وريسا.. ماذا عن ريسا؟ :”كان يوجد فتاه” يقول,” كانت على سطح التشوب .. عيادة الحصاد هل يعرف أى شخص ما حدث لها؟”
تعبير الممرضه لا يفضح أى شئ.” بالإمكان الاهتمام بكل هذا لاحقا.”
“لكن..”
“لا لكن, حاليا أنت تحتاج وقت لتشفى , أنت تصنع أفضل مما توقع أى شخص يا سيد مولارد.”
فكرته الأولى أنه أخطأ سماعها, ويتحرك بعدم ارتياح:” عذرا؟”
تنفش مخداته:” فقط استرخ الآن ياسيد مولارد, دعنا نهتم بكل شئ.”
فكرته الثانيه هى أنه قد تفكك فى النهايه. تم تفكيكه, وبطريقه ما .. حصل شخص ما على عقله بالكامل. هو بداخل شخص أخر الآن.
لكن بينما يفكر بالأمر, يعرف أنه لا يمكن. فصوته مازال يبدو كصوته. حين يمرر لسانه على أسنانه.. تلك الأسنان هى التى يتذكرها.
“اسمى كونر” يخبرها,”كونر لاستر.”

تتفحصه الممرضه بتعبير لطيف, لكن مدروس..بطريقه قد تكون مقلقة:”حسنا” تقول,” هكذا قد حدث, وُجدت بطاقه هوية بصورة متفحمة فى الحطام. خصت حارس فى التاسعه عشر اسمه الفيس مولارد. بكل التشوش بعد الانفجار لم يكن حقا دلاله على من يكون من, والكثير منا اتفق أنه سيكون من المؤسف أن تذهب تلك البطاقه سدى, ألا تتفق.” وتميل لتعدل زاويه سرير كونر حتى يجلس بأريحيه”,الآن اخبرنى” تسأله,”ماذا كان اسمك مجددا؟”

يفهم كونر الأمر. ويغلق عينيه ويأخذ نفس عميق ويفتحها مجددا:” هل لدى اسم أوسط؟”
تراجع الممرضه المخطط:”روبرت.”
“اذا اسمى هو إى روبرت مولارد.”
تبتسم الممرضه وترفع يدها لتصافح يده:”سعدت بلقائك يا روبرت.”
كرد فعل يمد كونر يده اليمنى نحوها , ليجد وجع خافت فى كتفه مجددا.
“آسفه” تقول الممرضه:” خطأى,” وتصافح يده اليسرى بدلا,” ستشعر بألم فى كتفك قليلا حتى يشفى الزرع تماما.”
“ماذا قلت للتو؟”
تتنهد الممرضه:”أنا وفمى الكبير. يريد الأطباء أن يكونوا دائما من يُبلغوا, لكن القطه قد خرجت من الحقيبه الآن,أليس كذلك؟ .. حسنا, الأخبار السيئه هى أننا لم نستطع أن ننقذ ذراعك,ولا عينك اليمنى, والأخبار الجيده هى , كونك إى روبرت مولارد, كنت مؤهلا لزراعه طارئه.. لقد رأيت العين,لا تقلق, إنها ملائمه بجدارة. أما بالنسبه لذراعك, حسنا, الجديده أكثر قوه من اليسرى, لكن بعض العلاج الطبيعى قد يساوى بينهم فى وقت قصير.”
يترك كونر الأمر يغوص بداخله, يلعب فى أرجاء عقله.. عين. ذراع. علاج طبيعى..
“أعرف أنه كثير لتعتاد عليه” تقول الممرضه.
للمره الأولى ينظر كونر ليده الجديدة.
يوجد ضمادات تغلف كتفه, وذراعه فى حماله. يثنى أصابعه, ينثنوا. يلف معصمه, يلتف.. تحتاج الأظافر للقص, ومفاصل الأصابع أسمك من خاصته.
يمرر إبهامه عبر أطراف أصابعة, حاسه اللمس تماما كما كانت. ثم يدير معصمه أكثر قليلا, ثم يتوقف..
يشعر بنوبه هلع تسرى به, واحده تؤدى إلى عقده فى عمق داخله.
تبتسم الممرضه بينما تنظر للذراع:” الأجزاء غالبا ما تأتى بشخصياتها الخاصه” تقول,” لا شئ لتقلق بشأنه, انت بالتأكيد جائع. سآاتيك ببعض الغذاء.”
“أجل,” يقول كونر.” الغذاء. هذا جيد.”
تتركه وحيدا مع الذراع, ذراعه..
ذراع تمتلك وشم جلى لسمكه قرش النمر.
_______________________________________
67-ريسا

حياة ريسا كما تعرفها انتهت فى اليوم الذى فجر فيه المصفقون التشوب شوب.. و الجميع فى الأخير قد عرف أنهم كانوا المصفقون,و ليس كونر.
الدليل كان دامغ. خاصه بعد اعتراف المصفق الذى نجى.

فعلى عكس كونر, ريسا لم تفقد وعيها. حتى بالرغم من كونها مثبته تحت دعامة فولاذيه, لقد بقيت مستيقظه تماما. بينما كانت مستلقيه هناك فى الحطام, بعض الألم الذى شعرت به حين وقعت الدعامه عليها اختفى. لم تعرف ما إن كانت علامه جيدة أم سيئة. مع ذلك فدالتون كان فى ألم شديد, كان مرعوب. هدأته ريسا وتحدثت معه, أخبرته أنه لا بأس.. وأن كل شئ سيكون بخير. ظلت تخبره هذا حتى اللحظه التى مات فيها.

عازف الجيتار كان أكثر حظا. كان قادرا على إخراج نفسه من تحت الأنقاض, لكنه لم يستطع أن يحرر ريسا, لذا رحل, بعد أن وعدها أنه سيرسل المساعدة.
من المؤكد أنه نفذ وعده لأن المساعده أتت أخيرا بالفعل. أخذ الأمر ثلاث أشخاص لرفع الدعامه , لكن واحد فقط لحملها خارجا.

الآن هى ترتاح فى غرفه مستشفى, مُكتفه فى جهاز غريب الشكل يبدو أقرب لجهاز تعذيب أكثر من سرير. مغربله بدبابيس معدنيه كدميه فودو بشرية.
الدبابيس مثبته فى أماكن محدده بسقاله صلبه. بإمكانها رؤيه أصابع قدمها, لكنها لا تقدر على الشعور بها. من الآن وصاعدا, فرؤيتهم ستكون كافيه.
“لديكى زائر.”
تقف ممرضه بالباب, وحين تتنحى جانبا.. هو شخص دامى ومضمد, لكن حي للغاية. تمتلئ عيناها فورا بالدموع, لكنها تعرف أنها لا يجب أن تترك نفسها تبكى بحرقه ,مازال يؤلم بشده أن تبكى بحرقه.

“لقد عرفت أنهم يكذبون” تقول,” لقد قالوا أنك مت فى الانفجار.. أنك كنت محبوس فى المبنى .. لكنى رأيتك بالخارج. لقد علمت أنهم يكذبون.”
“على الأرجح كنت سأموت” يقول كونر,” لكن ليف أوقف النزيف. هو أنقذنى.”
“هو أنقذنى أنا أيضا,” تخبره ريسا.” لقد حملنى خارج المبنى.”
يبتسم كونر:” ليس سئ بالنسبه لعشر صغير فاشل.”
من النظره على وجهه, ريسا تعرف أنه لا يعرف أن ليف كان من المصفقين.. الواحد الذى لم ينفجر. تقرر ألا تخبره. مازال يملأ الأخبار, سيعرف قريبا بما يكفى.

يخبرها كونر عن غيبوبته, وحول هويته الجديدة. تخبره ريسا عن أن القليل من هاربون هابى جاك تم القبض عليهم.. وكيف اندفع الأولاد عبر البوابات وهربوا.
تنظر لحماله ذراعه بينما يتحدثا. الأصابع الخارجه من الحماله بالتأكيد ليست لكونر. هى تعرف ما قد حدث بالتأكيد, وبإمكانها القول أنه واع للأمر.
“إذا ماذا قالوا؟” يسأل كونر.” حول اصاباتك, أعنى.. أنتى ستكونين بخير, صحيح؟”
تفكر ريسا فى طريقه اخباره, ثم تقرر أن تكون سريعه حول الأمر:” يخبرونى أننى مشلوله من الخصر لأسفل.”
ينتظر كونر المزيد, لكن هذا كل ما أعطته له,” حسنا.. هذا ليس سئ للغايه, صحيح؟ بإمكانهم إصلاح هذا.. هم دائما يصلحون هذا.”
“نعم” تقول ريسا:” يصلحونه باستبدال عمود فقرى متهشم بعمود فقرى لمتفكك. لهذا أنا رفضت العملية.”
ينظر لها بعدم تصديق, وهى فى المقابل تشير لذراعه:” كنت ستفعل نفس الشئ لو اعطوك الاختيار.. حسنا, كان لدى اختيار, واتخذته.”
“أنا آسف جدا يا ريسا.”
“لا تكن!” ,فالشئ الوحيد الذى لا تريده من كونر هو الشفقه,”ليس بإمكانهم تفكيكى الآن .. يوجد قوانين ضد تفكيك المعاقين.. لكن إن حصلت على العملية, سيفككونى لحظه ما أُشفى. بتلك الطريقه بإمكانى البقاء كجزء واحد” ,وتبتسم له فى انتصار,” إذا أنت ليس الوحيد الذى تغلب على النظام!”
يبتسم لها ويحرك كتفه المضمد, فتتحرك الحماله, كاشفه عن المزيد من ذراعه الجديد.. ما يكفى للكشف عن الوشم ... يحاول اخفائه ,لكنه قد تأخر.
تراه, تعرفه.. وحين تلاقى عين كونر, ينظر بعيدا فى عار.
“كونر....؟”
“أعدك,” يقول:” أنا أعدك أننى لن ألمسك أبدا بتلك اليد.”

تعرف ريسا أن تلك لحظه حاسمه لكليهما. تلك الذراع.. هى نفسها التى أمسكت بعنقها عرض حائط حمام. كيف تنظر لها الآن بأى شئ سوى التقزز؟ تلك الأصابع التى هددت بأشياء فظيعه, كيف بإمكانهم امدادها بأى شعور سوى النفور؟.. لكن حين تنظر لكونر, كل هذا يتلاشى بعيدا. يوجد هو فقط.
“دعنى أراها,” تقول.
يتردد كونر, لذا تمد يدها وبرفق تحركها أسفل الحماله:”هل تؤلم؟”
“قليلا.”
تمرر أصابعها عبر ظهر يده:” هل تشعر بهذا؟”
يومئ كونر.
ثم بلطف ترفع يده لوجهها ضاغطه كفته على خدها, تمسكها هكذا للحظه تم تتركها, معيده السيطره لكونر.

يُحرك يده عبر خدها, ماسحا بإصبعه دمعه .. و بنعومه يداعب عنقها, وتغلق عينيها... تشعر بينما يحرك أنامله عبر شفتيها قبل أن يُبعد يده بعيدا.
تفتح ريسا عينها وتمسك باليد فى يدها, محكمه عليها :”أنا أعرف أن تلك هى يدك الآن” تخبره,” رونالد لم يكن قط ليلمسنى هكذا.”
يبتسم كونر, وتأخذ ريسا لحظه لتنظر نحو القرش على ساعده. لا يسبب لها أى خوف الآن, لأن القرش تم ترويضه بروح الفتى..
لا.. بروح الرجل.