الموضوع: الأدب العبري
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:42 PM
المشاركة 6
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: الأدب العبري
لقد كان الأدب الإسرائيلى من أهم المرايا التى عكست انتصار حرب أكتوبر، والزلزال النفسى والاجتماعى الذى ضرب الوعى الجمعى الإسرائيلى ففى
رواية التعرف على امرأة، للروائى الإسرائيلى" عاموس عوز"
يرد ذكر حرب أكتوبر بشكل غير مباشر. يوئيل رافيد، بطل الرواية التى تدور أحداثها فى
ال 80، جاسوس متقاعد،
يقرأ مذكرات رئيس الأركان السابق دافيد بن أليعيزر، ويصل للنقطة التى يمتدح فيها رئيسه وضابط تشغيله فى الاستخبارات:
لأنه كان من القلائل الذين حذروا من خطر اندلاع الحرب قبل وقوعه
ا تعرف على امرأة ص 90.
هنا يصر الأدباء الإسرائيليون على أن الحرب كانت متوقعة، لكن القيادات العسكرية، والسياسية لم تكن تريد أن تعرف ذلك

هناك روايتان مهمتان أيضا تلعب فيها حرب أكتوبر دورا محوريا ::
1- رواية العاشق للأديب" أ.ب. يهوشواع "
2- ورواية بيت شخص آخر" لإسحاق أورباز"

، ورواية ريش لحاييم بئير التى تحكى قصة الصداقة المتينة التى تجمع بين طفل، ورجل غريب الأطوار، ويقال إنه مجنون يدعى" مردخاى لادر".
الصداقة تنشأ بينهما فى القدس بالخمسينات، على الرغم من معارضة والدى الطفل.
ولكن الطفل أصبح كاتم أسرار مردخاى لادر الذى يحلم بتكوين جيش يوزع الغذاء.
وهو حلم مستوحى من فكرة لفيلسوف يهودى نمساوى يدعى" جوزيف بوبار"
الذى سعى للتمييز بين الاحتياجات الأساسية للإنسان، وبين الكماليات،
وطالب أن تتولى الدولة توزيع الغذاء على الأفراد،
وأن يتولى المهمة جيش نظامى تشرف عليه.
لكن الصلة بين الطفل ولادر تنقطع عندما يدخل مستشفى للعلاج النفسى بسبب فكرته العجيبة، ولا يكف الطفل الفضولى عن البحث عن لادر.
ويهتم كذلك بمعرفة ما حدث لصديقه فى آخر حياته، خاصة أن شائعة
انتشرت فى القدس تقول إنه تزوج من فتاة يمنية الأصل، وأنجب منها طفلا.
وعند انتهاء حرب أكتوبر، وبعد عشرين عاما،
وفى هذه الظروف المأساوية تأكدت الشائعة.

والقصة كلها، تدور على خلفية أن الطفل الصغير كبر، وصار جنديا فى الحاخامية العليا بالجيش، وكلف هو ورفاقه بمهمة جمع رفات الجنود الإسرائيليين من الضفة الشرقية للقناة. أثناء محادثات فصل القوات التى دارت بين مصر وإسرائيل عند الكيلو 101 وواصل جنود الحاخامية بحثهم عن المفقودين نهارا، والقيام ليلا فزعا من الكوابيس.

وفى أحد الأيام رن التليفون الذى يحمله الجنود فى منطقة فايد، ومن على الطرف الآخر جندى يطلب مساندة عند الفنارة، وتمنوا أن يكونوا قد عثروا على آخر المتغيبين،
وعندما وصلوا إلى المكان، اكتشفوا أنه ليس أحد المفقودين،
ولكنه قتيل آخر انضاف للقائمة الطويلة.
ثلاثة سائقين على شاحنة عسكرية إسرائيلية نزلوا
للاستحمام فى البحيرة رغم التحذيرات التى تقول إن الشواطئ ملغمة.
وخرج اثنان منهما ينزفان دما، وأحدهما انقطعت رجله، أما الثالث فقد لقى حتفه.
وقام الراوى وزميله بانتشال جثة القتيل من المياه،
وصورته ستبقى مطبوعة فى ذاكرتهم للأبد، بطنه مبقورة، وساقاه متهرئتان، لكن خصلات الشعر التى تتدلى على وجهه الأسمر، تنطق بالحياة. ريش ص 247.
وعندها يتبين للراوى أن القتيل هو ابن صديقه القديم مردخاى لادر، وينسدل الستار على الشائعة التى تقول إن لادر أنجب طفلا قبل أن يصاب بلوثة عقلية
ويختفى من القدس فى ال 50 هذا الابن سجل نفسه فى السجلات العسكرية باسم جوزيف بوبار لادر، لكن أمه غيرت اسمه إلى يوسف شيلح،
قتل كما هو متوقع على شاحنة نقل عسكرية، تنقل الغذاء، ليكون آخر دليل على فكرة جيش الغذاء النظامى الذى دعا أبوه إليه.
وبوفاة الابن ماتت الفكرة، وتلاشت السلالة.
لكن الراوى يؤكد أنه مات بلا داعى، كان من الممكن إنقاذه،
لقد نزل إلى حقل ألغام بحرى، دون أن يراعى الأوامر العسكرية،
لقد ورث الجنون عن أبيه، شأنه شأن دولة إسرائيل كلها،
التى كانت تعلم أن حرب أكتوبر 73 كانت حربا حتمية،
ولكنها رفضت كل المبادرات، وأصرت على المشى فوق الألغام بإرادتها الكاملة.

محمد عبود
جريدة العربي

،،