عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2015, 01:04 PM
المشاركة 509
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية - 29 ـ الأخوة كارامازوف،للمؤلف فيدور دوستويفسكي.يتم الام في سن 16 والاب في سن 18

- الإخوة كارامازوف هي رواية للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي

- عموما تعتبر تتويجا لعمل حياته..

- دوستويفسكي امضى قرابة عامين كتابه الاخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة «الرسول الروسي» وانجز في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1880.

- دوستويفسكاي ينوي ان يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان قصة حياة رجل عظيم من الإثم، ولكن ما لبث ان فارق الحياة بعد اقل من اربعة أشهر من نشر الإخوة كارامازوف. في أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي».

- عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين.

- منذ اصداره، هلل جميع أنحاء العالم من قبل المفكرين متنوعة مثل سيغموند فرويد، والبرت اينشتاين، ومارتن هايدغر،، بينيدكت السادس عشر باعتبار الأخوة كارامازوف واحده من الانجازات العليا في الأدب العالمي.

- هذا التحقيق قد وجه شكوكه في نواح أخرى عدة، ولا سيما في اتجاه الأبناء الآخرين (الشرعيين) للرجل القتيل.

- و كان موقف دوستويفسكي من الجاني في (الأخوة كارامازوف) يبدو واضحا باتجاه المطالبة بالقصاص.

- في السنوات العشر الأخيرة من حياة الأديب الروسي العظيم "فيودور دستويفسكي" بدأت الحياة تبتسم أخيراً؛ فقد انتهى من تسديد ديونه، وبدأت نوبات الصرع التي كانت تصيبه تقلّ بشكل ملحوظ، وبرغم معارضته للسلطات الروسية؛ فقد وُصف بأنه "كاتب روسيا الأول"، وقد تمّ اختياره عضواً للأكاديمية، وقد تخلّص من مرض القمار الذي كان ملازماً له، ويعيش بطمأنينة مع زوجته المحبة "آنا جريجوريفنا"، وصار يجني قطاف التعب الذي بذله طوال السنوات الماضية من روايات عميقة تكشف الحياة بدقة داخل المجتمع الروسي المعقد، بالإضافة إلى مقالاته الناقدة الذكية، في العديد من المجلات المعروفة.

- الآن يُفكّر "دستويفسكي" في كتابة مشروع روائي جديد كانت بذوره تنمو وتورق في ذهنه على مهل، وكان هذا المشروع ينوي أن يكون في سلسلة روائية ضخمة؛ لكن للأسف لم يخرج منها إلا روايته العظيمة، والتي تعدّ جوهرة التاج في سلسلة أعماله (الإخوة كارامازوف).

- إن من يقرأ الرواية لا بد أن يتهيّأ أولاً إلى أنه سيدخل عالماً سوداوياً معقداً، يتميّز به كاتبنا عن غيره، يغوص في أعماق النفس البشرية، ويستخرج منها أجمل ما فيها وأسوأ ما فيها أيضاً، ويعرضه على الملأ دون وجل، وعائلة "فيودور كارامازوف" -محور الرواية- خير مثال لكيفية عمل الشرّ، وكيف ينطلق، وكيف يصيب هدفه؛ لكنها -في النهاية- ليست عملاً بوليسياً تقليدياً، بل هي عمل أدبي فائق الجمال والتعقيد والطول.

- فجأة، قُتل الأب "فيودور كارامازوف"! الرجل المنحل، والذي كانت حياته عبارة عن سلسلة من الأحداث المتواصلة، والتي تُؤكّد أنانيته، وانحلاله، وكراهيته لأولاده، واهتمامه الجارف بملذاته الشخصية.. الرجل العجوز المكروه قد وُجِد صريعاً يغرق في دمه، وكان لا بد أن تتجه أصابع الاتهام إلى أحد ما.

- كان "فيودور" أباً لثلاثة أبناء: "ديمتري"، وهو شاب طائش، متسرّع، يتكلّم كثيراً، وينطق بالكلمة دون تفكير، ثم يفكّر في معناها أو لا يفكّر، لكنه في حقيقته طيب القلب؛ بينما أخوه "إيفان" على النقيض تماماً؛ فهو مفكّر مثقف، ولا يخطئ -على الأقل بشكل قانوني- ولم تمنعه ثقافته بأن يكون ملحداً، لا يؤمن بشيء؛ فهو يقول مثلاً: "إذا لم يكن الله موجوداً، فكل شيء مباح"، وهي جملة شهيرة كانت السبب في حدوث الجريمة بالفعل؛ إلا أن الأخ الثالث "أليوشا" القسّ يتمتع بصفاء القديسين، وطهارتهم، وبدا من الواضح أن القاتل هنا هو أكثر المندفعين والمتهورين في العائلة، وهو "ديمتري"، الذي لا يكفّ عن إعلان بغضه لأبيه جهرة ودون تحفظ!

- وكان من الطبيعي أن يؤخذ "ديمتري" الذي تُؤكّد كل الدلائل أنه هو القاتل، قبل أن يتضح لنا أن القاتل الفعلي هو "سمردياكوف" الخادم، الذي كان ابناً غير شرعي للأب "فيودور"، والذي قتل والده بناء على مقالات كتبها "إيفان" تفوح بالإلحاد، ولأن الأخ الرابع يتأثّر بها، ويغرق فيها حتى النخاع، فكانت النتيجة وجود قاتل لا يتورّع عن سفك دم والده بكل أريحية؛ بسبب اقتناعه الشديد بهذا!

- هنا يثور السؤال: مَن هو القاتل الحقيقي؟ هل هو "ديمتري" الذي تمنّى موت أبيه، وإن كان لم يقتله بالفعل، وإن اتّهم بذلك؟ أم أنه القاتل بالتحريض، وهو "إيفان" الملحد، الذي غرس أفكاره ومبادئه في ذهن "سمردياكوف"؟ أم أن القاتل هو "سمردياكوف" القاتل الفعلي؟

- إن هذه الأسئلة التي يتم طرحها هنا من خلال بنيان الرواية الشاهق جعلت بعض النقاد يطرحون العديد من التساؤلات عن مقصد "دستويفسكي"؛ فهل هو يدعو للإيمان، أم الإلحاد؟ الأصالة أم التغريب؟

- إن "دستويفسكي" يعرض كل الاتجاهات والآراء، ولديه هذا الحنوّ على النفس البشرية الخاطئة، التي ترغب فيمن يمدّ لها يد المساعدة، والواقع أن نماذج الرواية تمثّل -بشكل أو بآخر- حياة "دستويفسكي" نفسه، فقد كان في بداية حياته صورة طبق الأصل من "ديمتري" المندفع، العصبي، والذي تحدوه آمال كبار، وعلى الرغم من سفهه وأخطائه، فإنه سليم الطّوِيِّة (حَسَنُ النِّيَة والضَّمير).

- لكن بعد خروجه من المعتقل، يدخل في غمار الاشتراكية الملحدة، ويعيش حياة خالية من الإيمان؛ حيث يسأل عن جدوى وجود الشرّ في العالم، ولو كان هناك إله لهذا الكون، فلماذا يوجد الشر راتعاً في النفوس، ومسبباً الآلام الكثيرة للناس الطيبين؟ وهو ما يتطابق مع شخصية "إيفان" بالفعل!

- وتأتي المرحلة الأخيرة في حياة "دستويفسكي" حيث عاد للمسيحية، ووجد أن خلاص العالم في الدين فقط؛ فإذا كان الغرب قد ترك الدين واهتم برفاهية الإنسان، فإنه بهذا يقضي عليه تماماً، فلا حياة بلا روح، ولا روح بلا دين، وهو ما تجلّى في شخصية القس الطيب "أليوشا" الأخ الأصغر، وحلم "دستويفسكي" في حياة أفضل لروسيا.

- ومن وجهة نظري أن "سمردياكوف" هو نموذج لشريحة من المتأثرين، أولئك الذين يقرءون، ويُطبّقون بلا تعقّل تحقيق أغراضهم أياً كانت؛ بينما يظلّ الأب المقتول هنا مجرد رمز للفساد كشجرة عجوز مجوّفة، تم الخلاص منها في لحظة هوجاء غير محسوبة، بينما يمكن أن تُترك وشأنها للطبيعة لكي تؤدّي عملها في النهاية.

- ولعل "دستويفسكي" كان يشعر بعقدة ذنب ناحية أبيه، الذي قُتل بالفعل على أيدي الفلاحين لظلمه وقسوته، ويُقال بأنه كان يتمنّى موته بالفعل، وعندما حدث هذا ظلّ يلوم نفسه بشكل مستمر، وربما هذا سبب إعجاب عالم النفس الشهير "فرويد" بكتابات "دستويفسكي".

- عندما صدرت الرواية، اتهم النقاد الليبراليون "دستويفسكي" بأن إيمانه بالله رجعة، مما جعله يقول: "لا.. أنا لم أؤمن بالله ولم أعترف به كما يفعل طفل، وإنما أنا وصلت إلى هذا الإيمان صاعداً من الشكّ والإلحاد بمشقة كبيرة، وعذاب أليم".