عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2011, 06:17 PM
المشاركة 59
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


سونيت 112



حبك وشفقتك، هما اللذان يمحوان التلوث الذي أصابني


وألصقته الفضيحة العامة فوق جبيني


ما الذي أحرص عليه سواء دُعيت طيباً أو سيئاً


ما دمتَ تغطي جانبي السيء، وتُظهر جانبي الحسن


....


أنت لديّ كل العالم، ولا بد لي أن أكافح


حتى أعرف سوءاتي وفضائلي بلسانك أنت


فليس هناك أحد أحسّه حياً، ولا أنا حيّ بالنسبة لأحد


ممن يمكنه أن يغير شعوري المتحجر من ناحية الصواب والخطأ


....


في هذه اللجج المتلاطمة، أقذف كل أنواع الحرص


بالنسبة لأصوات الآخرين، حتى أن حاستي الجامعة


توقفت بالنسبة لكل من الناقد والمنافق


فلتنظر إذن كيف أبرر لامبالاتي بالآخرين


....


لقد نَمَوتَ في فؤادي، قوياً إلى أبعد حد


حتى صرتُ أظن أن كل ما في العالم إلاك ميت إلى الأبد




ترجمة: بدر توفيق





CXII



Your love and pity doth the impression fill


Which vulgar scandal stamped upon my brow


For what care I who calls me well or ill


So you o'er-green my bad, my good allow


You are my all-the-world, and I must strive


To know my shames and praises from your tongue


None else to me, nor I to none alive


That my steeled sense or changes right or wrong


In so profound abysm I throw all care


Of others' voices, that my adder's sense


To critic and to flatterer stopped are


Mark how with my neglect I do dispense


You are so strongly in my purpose bred


That all the world besides methinks y'are dead





سونيت 113



منذ افترقت عنك، صارت عيني في عقلي


أما تلك العين التي تُوَجِّهُ خطوي


فقد تَنَحّت عن عملها وصارت نصف عمياء


تبدو كأنها ترى، لكنها مكفوفة عن الأداء


....


لأنها لا تُوَلِّل أيّ صورة إلى القلب


عن الطير أو الزهر أو الشكل الذي يلاقيها


أو المشاهد السريعة التي ليس للعقل دور فيها


أو الاحتفاظ برؤياها الخاصة التي تستجليها


....


لأنها لو رأت أقبح المشاهد أو أجملها


أرق الكائنات شكلاً أو أبشعها دمامة


الجبل أو البحر، النهار أو الليل


الغراب أو اليمامة


فإنها تصوغها في الصورة التي تشابهك


....


هكذا أصبحتْ لا تستطيع شيئاً آخر


لأنها صارت ممتلئة بك


وهكذا يرى عقلي بصدقه البالغ


صورة كاذبة لما تراه عيني




ترجمة: بدر توفيق




CXIII



Since I left you, mine eye is in my mind


And that which governs me to go about


Doth part his function and is partly blind


Seems seeing, but effectually is out


For it no form delivers to the heart


Of bird, of flower, or shape which it doth latch


Of his quick objects hath the mind no part


Nor his own vision holds what it doth catch


For if it see the rud'st or gentlest sight


The most sweet favour or deformed'st creature


The mountain or the sea, the day or night


The crow, or dove, it shapes them to your feature


Incapable of more, replete with you


My most true mind thus maketh mine eye untrue

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)