عرض مشاركة واحدة
قديم 05-26-2014, 02:44 PM
المشاركة 158
عبده فايز الزبيدي
من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حسين العُقْدي
هو الشاعر السعودي حسين حميد العقدي ، من مواليد 1984 في مدينة ( أبو عريش) الواقعة شرق منطقة جازان،

تخرج من الثانوية العامة في عام 2004 ,إلتحق بكلية العلوم الصحية في نفس العام،

و في 2006 وقبل تخرجه من الكلية بعام واحد تم فصله بسبب إجراء إداري روتيني

وبعد بطالة دامت 7 (سبع ) سنوات حصل على وظيفة في إمارة منطقة جازان في قسم الإتصالات الإدارية


*بدأ الكتابة في المنتديات والملتقيات الأدبية منذ عام 2009 و التقيت به في عام 2013 للميلاد في منتديات رابطة الواحة الثقافية ، كأحد الشعراء الصاعدين .

_لديه ديوان مخطوط


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


من شعره:


1. قصيدة ( انْتِحَابَة)

أَسْكُبُ الدَّهْشَةَ في كَأْسِ الرَّتَابَة=بسُؤَالٍ تَحْتسي العينُ جَوابَهْ

يافؤادًا يَصْطَلِي حُبّاً عَقيمًا=كيف أنجبتَ من النَّار سَحابَة؟

كيف خَبَّأتَ بأضْلاعي حَنِينًا=عَاشَ مَصْلُوبًا على جِذْعِ انتحابَة؟

مِنْ بقايا الأمسِ أقْتَاتُ ظِلالي=وغدي يَمْتَاحُ من وجهيْ الكآبَة

شَهْوةُ الموعدِ قد عَرَّتْ عيوني=بيدَ أنًّ الغيبَ قد وارى كتابَهْ

تَحْفِرُ الأوهامُ في لوحي المسجَّى=قَدَرًا يَنْثرُ في جَرْحِيْ تُرَابَهْ

كُلَّمَا أَسْكَرتُ أنفاسي بوهمٍ=عَرْبَدَ الواقعُ في روحي المُذابَة

أيُّها الحُبُّ الذي ابْتَزَّ وجودي=إنَّ هَذَا القَلْبَ قد ملَّ عَذَابَهْ

إنَّما الأحزانُ سَيْلٌ من لَهِيبٍ= لمْ تَزلْ خَدَّايَ تَجْتَرُّ الْتِهَابَهْ

فكأنَّ الجِفْنَ قوسٌ قد تَمطَّى=فوقَ عينٍ سَهْمُها أَشْعَلَ قَابَهْ

دَمْعةٌ هوجاءُ تَجْتَاحُ طريقي=والمدى المشلولُ يزدادُ رَحَابَة

أينما سِرتُ أرى وجهًا طريدًا=لبسَ البَحْرَ ولم يَخلعْ ثيابَهْ

أسألُ الأمواجَ عن ديرٍ عَتيقٍ=عَمَّدَتْهُ الشَّمْسُ فارْتَدَّ صَبَابَة

يارياحًا أَذَّنَتْ بين ضلوعي=إنَّ شَيخَ الحبِّ قد أغْلَقَ بَابَهْ

هل يُصَلِّي الرَّمْلُ في مِحْرَابِ رجلي=رِحْلَةً أُخْرَى وَقَدْ خِفْتُ الحِرَابة؟

لستُ أدري غَيرَ أنَّ العُمْرَ فرضٌ=قَدْ تَقَضَّى جُلُّهُ إلا اغْتِرَابَة

سوفَ أتْلوها على شَاطِئِ حُلْمِي=جَاهِرًا بالموتِ لا أُخْفِي رُهَابَهْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ


2. قصيدة ( بَينَ ضِدَّين)

ثلاثونَ رؤيا تَصْطلي ألفَ مَسْغَبَةْ = ومازالَتِ الأغْلالُ تَطْهُو تَرَقُّبَهْ

فَهَلْ كَانَ وَجْهُ المَوْتِ أَوَّلَ صَفْعَةٍ = تَغصُّ بها كَفُّ الوجودِ المُغَيَّبَةْ؟!

بلى,-واسْتَدَارتْ مُضْغَةُ الآهِ في فمي = كَلَثْغَةِ طِفْلٍ مَجَّ حَرْفًا لِيَشْرَبَهْ-

أنا مَفْرقُ النورينِ في مَجمعِ الدُّجى = تَعرَّى نقيضي مُنْذُ ألْبَسْتُهُ الشَّبَهْ

إلى أينَ أمضي؟ لَمْلَمَ الشَّكُّ غَايتي = فأيْقَنْتُ أنِّي وجْهَةٌ مُتَشَعِّبَةْ

تَحَرَّرْتُ مِنْ ذاتي فَقَيَّدْتُ جُلَّها = وأفْرَغْتُ ذنْبي في الضِّفافِ المُؤَنِّبَةْ

سلي آلَ هذا اليَمِّ -في حَضْرَةِ العصا- = متى كانَ نَسْفُ العِجْلِ إنْ حلَّ مَنْقَبَة؟!

دعوني أخوضُ الليلَ كي أعْرِف السَّنا = ولا تكشفوا كُنْهي إذا جَنَّ مَثْلَبَةْ

سآوي إلى المرآةِ مِنْ بعدِ سَوْءَةٍ = فأغْسِلُ وجهي بالسَّنا كي أُشَذِّبَهْ

أنا رُوحُ هذاالطِّينِ في هيْئَةِ الرَّدى = حَمَلْتُ جراحَ الماءِ وابْتَعْتُ مِخْلَبَهْ

تيَبَّس خوفي دَفْقَةً بعد دَفْقَةٍ = فَجاوزتُ أقداري قضاءً بمَتربةْ

فَقيرٌ إلى الأحلامِ إلا ثلاثةٌ = أسُدُّ بِها عُمْري وأجْتَرُّ أعْذَبَهْ

تَوَضَّأتِ الأوجاعُ بي ثُمَّ أذَّنَتْ = لفرضِ الهوى تِلَكَ الجهات المُنَقَّبَةْ

أُمِيطَ المدى عنِّي فَصَلَّتْ جوارحي = فلاتسألوا قلبي متى سَنَّ مَذْهَبَةْ

هو الحبُ سوطُ مارقٌ يجلدُ الصَّدى = لَوى صَوتُهُ نَبْضَ العيونِ المُكَذِّبَةْ

رعى الله أنثى آمَنَتْ بي خَطِيئَةً = إذا اسْتَغْفَرَتْ مِنِّي أرى النَّاسَ مُذْنِبَةْ

قَبَضْتُ حنيني باسِطًا خَلْفَها المَدى = كَكَفِّ عَجوزٍ رَدَّها البُخْلُ مُجْدِبَةْ

وبي رِدَّةٌ كُبْرى متى, كيف , نلتقي؟ = لَقَدْ شاخَتِ البُشْرَى فجَاءتْ مُخَيِّبَةْ

أحبكِ بلْ أحياكِ يا بذرةَ الحشَا = فَكُونِي بأمر اللهِ روحي المُعَذَّبَةْ

أعيدي إليّ العُمرَ أو فارْحَلي بهِ = فإنَّ حياتي بين ضِدَّيْنِ مُتْعِبَةْ

ــــــــــــــــــــــــــــــ

3. قصيدة ( بَينَ مَوتين) :

صَفَعَ اليَأْسُ قَلْبَهُ فاستدارا؟=أمْ بكى حُرْقَةً فأدْمَى المَدارا؟

مالِهذا الدُّجى يُمَزِّقُ وَجْهي=ثُمَّ يشكو إذا ذَرَفْتُ النَّهارا؟

أيُّها الكَونُ لَمْ يَعُدْ فِيكَ غيري=فانْتَحلْني لعلَّني أتوارى

كُلُّ شيءٍ هُنا يُمَارِسُ بَعْضًا=مِنْ وجُودِي فَهَل أهَابُ انْدِثارا؟

مُنْذُ خَمسينَ طَعْنَةً لم أصَلِّي=بِدْعَةَ الخَوفِ خِفْيَةً أو جِهَارا

مُرْغَمٌ أعشقُ الخلودَ كأنِّي=أكْرَهُ المَوتَ كَيْ يَكونَ اخْتيارا

نُقِشَ القادِمونَ بين عيوني=في طَرِيقٍ طَمَسْتِها إدْبَارا

أنتِ شكّي أمِ اليَقِينُ؟ أجِيبي=أوْ دعيني أُغادِرُ المِضْمَارا

قَد خَسِرْنا مَصِائرًا وكَسِبْنا=وِزْرَ أُخْرى تُنَاهِزُ الأقْدارا

ذاتَ غَيبٍ فِيهِ الوجودُ تَعَرَّى=ألبَسُونَا مِنَ الغرامِ إزَارا

سَرقوا حلمنا الجميلَ ونادوا=أيُّها العاشقونَ عُودوا ابْتِدَارا

ليتَ شعري -وطائرُ الشعرِ أُنثى-=هَلْ سَئِمْنا الكَرى أمِ الأوكارا؟

هل رَجَعْنا وظِلُّنا قَابَ قَوسٍ=مِنْ سنا المَوعِدِ الذي بَاتَ نَارا؟

هذهِ الرحلةُ العجوزُ عَقيمٌ=صَكَّتِ الرِّيحُ وَجْهَهَا والبِحَارا

غَرِقَ اللَّوحُ بَيْنَنا فَوَقَفْنا=بينَ مَوْتَينِ نَحسبُ الأعمارا

رِيشةٌ مِنْ فَمِ السَّماءِ تَهادتْ=في سُكونٍ فأحْدَثَتْ إعصارا

كيف جئنا؟, تَفَجَّرَ الصَّمتُ حَتَّى=أُرْهِقَتْ دَهْشَةُ العيونِ انْتِظارا

فإذا الرَّمْلُ صَحْوةٌ مِنْ حَريقٍ=تَزْرَعُ القرَّ في كؤوسِ السكارى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
4. قصيدة ( النَّبَأ ):

هو النبأُ العظيمُ فلا تراعي=وهزّي بالهوى جذعَ اليراعِ

ستسْقط أحرفي رطباً جنياً=بهِ يحظى المؤمِّلُ بانتفاعِ

أمديني بوحيكِ واتركيني=أُؤَصّلُ للورى سُننَ اتباعي

وآيةُ مطلعي تابوتُ شعرٍ=يضيقُ به المدى عند اتساعي

وأشراطُ السكينةِ أن صمتي=يصبُ على فمي صخبَ التداعي

يسيّرني الخلودُ إلى التلاشي=ويرغمني الفرارُ على الصراعِ

أقارعُ في المعاركِ ألف سيفٍ=ومن كفي تلوحُ عصاةُ راعِي

أهشُ بها على وجعي وحزني=وتحملني إلى كل المساعي

إذا انبجستْ بضربتها عيوني=يحاصرُ دمعُها العاتي شراعي

وإن ألقيتها يوماً تَدَلَّتْ=على صدري وهَمَّتْ بابتلاعي

هو النبأُ الذي يروونَ عني=أم الحبُ القديمُ لوى ذراعي؟

أجيبيني فإنكِ نصفُ عقلي=ونصفٌ ضاع في يومِ الوداعِ

أليس الشعرُ نبراسَ التَجَلِّي=وإلهاماً تنزّلَ بارتفاعي؟

فما بال القصائدِ ضَلَّلَتْني=فَآمرتِ الجنونَ على اقتلاعي؟

ترانيمٌ وأرواحٌ وذكرى=ومبخرةٌ ونَعَّابٌ وناعِ

وأصواتٌ تُعَرْبِدُ فوقَ رأسي=وتسعى في دمي مثلَ الأفاعي

ووجهٌ كالسنا ما لاح إلا=توارى جلُّهُ تحتَ القناعِ

ولي في مَجْمَعِ الجرحينِ قلبٌ=بدى للعينِ كالطفلِ المُراعِ

إذا ما فَرَّ من بين الحنايا=سَتُدْرِكُهُ المواجعُ في النخاعِ

دعيني الآن أهربُ من جنوني=فإنّي قد سئمتُ من الضياعِ

سئمتُ البحثَ عن حلمٍ شريدٍ=تلاشى بينَ خوفك واندفاعي

غرامكِ لم يكنْ إلا ظلالاً=لوجهٍ قد أُذيبَ على رِقاعي

ملامحهُ الكئيبةُ شكلتني=حروفاً من حنينٍ والتياعِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

5. قصيدة ( المَصير )

جَثَامِينٌ تَسِيلُ مِنَ القَوَافي=على نَبْضٍ تَجَمَّدَ في شغافي

كأنَّ البحرَ يرفلُ في الأيامى=فيصْفَعُ وجْهَ أرْمَلةِ الضِّفافِ

وكَفُّ الريحِ تكنسُ ماتبقَّى=مِنَ العَدَمِ المُحنَّطِ في لحافي

أراودُ مُقْلَتي الحيْرى طويلاً=فإنْ زاغتْ هُديتُ إلى اختلافي

أُعاتبُني فأغضبني وأمضي=شريدًا هائمًا بينَ الفيافي

فأيُّ الراحلينَ أنا إذا ما=تلاقينا وخُنْتُ عُرى التَّصَافي؟

لقد نُزعَ الغطاءُ وبانَ نصفي=فبانَ أحبتي قبل انكشافي

تَعَرَّتْ سوءةُ الدُّنيا أمامي=فحاصر عُهْرُ أفكاري عفافي

أَ تقترفُ المساءَ بناتُ نعشٍ=وخلفَ جنازتي شمسُ اعترافي؟

عرَفْتُ الآنَ بلْ أيْقَنْتُ أنِّي=نَذير النَّاسِ لستُ نذيرَ قَافِ !

فلا شَجرٌ توضأ من نزيفي=ولا مطرٌ يُصَلِّي في جفافي

أيا أرضَ الكنانة إنَّ سهمي=أصاب حشاشتي قبل الْتفافي

برابعةِ الهدى موتٌ تمطّى=وفي سيناء ثالثةُ الأثافي

أرى جيشًا يسيِّرُهُ هواهُ=وشعبًا ظاهرًا والحقُّ خافِ

وقاهرةُ المعزِّ تلوكُ ذُلّاً=وتَجْرَعُ لعْنَةَ المُلْكِ الزعافِ

أقيلوا كلَّ أحلامي العذارى=فقد مَزَّقْنَ أثوابَ الزّفافِ

دعوني أسْتَريحُ من المنايا=بإرهاقِ المُنى أو بانحرافي!

هنا أرضُ الشآمِ فأينَ مني=محاريبٌ تحنُّ إلى اعتكافي؟

وأذَّنَتِ المدافعُ في رباها=فحيَّ على المقابرِ و المشافي

سنتلوا ما تيسَّرَ من عذابٍ=وتركعُ دمعةٌ خلفَ المنافي

ويمحوا اللهُ آلامَ الثكالى=ويكتبُ ذنبَ أشباه الخِرافِ

بني قومي -وقامَ الدهرُ يشكو-=أميطوا بالوصالِ قذى التَّجافي

أراكم لا أرى إلاّ سرابًا=تَحَلَّلَ من دمي قبل الطوافِ

وكلبُ بني النُصيرِ يسوقُ شعبي=فَنَلْتَحِفُ الهلاكَ بلا ارتجافِ

سلامٌ ثورةَ الأحرارِ سيري=بأمرِ اللهِ مَجْرَاكِ ائتلافي

فهذي غَضْبةٌ للحقِّ أوْهتْ=قوادِمَهم وأحْرَقَتِ الخوافي

فمن حمصِ العدية سار جيشي=يدكُّ حصونَ عُبْادِ القِحَافِ

فأذهبَ سكرةَ الحِقْدِ المُسجَّى=وعتَّقَ كأسَ نصرٍ مِنْ سلافِ
ـــــــــــــــــــــــــــ

6. قصيدة ( المَلْحَمَة)

في سحْنَتِي أُشَيِّدُ المنَصَّةْ=بِنَظْرَةٍ وشَهْقَةٍ وغَصَّةْ

أُحَنِّطُ الرَّقِيبَ في عيوني=وتَحْتَسِي مَشَاهِدي مقَصَّهْ!

لاتَبْعَثُوا الجمْهُورَ مِنْ رُفَاتي=فَهَيْكَلي المَوْعودُ بَاعَ نَصَّهْ

كُلُّ الفُصُولِ تَرْتدي خريفي=ما عَادَ للرَّبِيعِ أيُّ قِصَّةْ

مُسَافِرٌ أسِيرُ في مَدَارٍ=جِهَاتُهُ تَرْمُقُني كَلِصَّةْ

أجُوعُ عَبْرَ رِحْلَةِ الحَيارى=فأعْصِرُ الظَّلامَ كَي أَمُصَّهْ

إلى متى أَفِرُّ مِنْ ظِلالي؟=كَمَنْ يَلُوكُ في الطَّرِيقِ شَخْصَهْ !

تَقَاسَمَوا ملامحي فشاهَتْ=وبَاتَتِ المرآةُ دُونَ حِصَّةْ

تسَمَّرَ الوجومُ في غنائي=فلمْ أجِدْ غَيرَ السُّكون رَقْصَةْ

يا أيُّها المُنَاطُ فَوقَ قَبْري=متى أنالُ في الحياةِ فُرْصَةْ؟!

تَتِمَةُ الزَّمانِ في نُشوري=فَهل أزِيدُ بالهُروبِ نَقْصَهْ؟

العينُ عِنْدَ الغَورِ قَد تلاشتْ=والنَّخْلُ في بَيْسَانَ مَلَّ خَرْصَهْ

ويُوشِكُ الدَّجْالُ أنْ يُرِينا=مِنْ أصْبَهَانَ طِينَهُ وجِصَّهْ

كَتَائِبٌ تَجَوسُ في حمانا=طَلِيقَةً تَدوسُ كُلَّ دِعْصَةْ

تَدُسُ في الفُراتِ مَجْدَ فُرْسٍ=قَابِضَةً مِنْ (مَجْدلِينَ) قَبْصَةْ

لَهفي على العراقِ كيفَ أضحى=مُعَمَّمًا حتَّى نَسِيتُ إصَّهْ

الجَيشُ في البلادِ بَاتَ يشْكو=تَشَرْذُمًا وآنَ أنْ نَرُصَّهْ

فَلْيَمْتَطِ الرِّجَالُ خَيَلَ سَعْدٍ=وتَلْبَسِ النِّسَاءُ ثَوبَ حَفْصَةْ

ولَنْ يَنَامَ الكونُ مِلْءَ عيني=حتى نُعيدَ قُدْسَهُ وَحِمْصَهْ

مَلاحِمُ الأبطالِ سوفَ تطهو=مَلامحَ الرَّخاءِ بَعْدَ خَمْصَةْ

يا تَلَّةً في مَرْجِ ذي تَلُولٍ=مازَالَ فينا بالسَّماءِخُصَّةْ

نَحنْ الألى تَنَزَّلَتْ علينا=(إنَّا فَتحنا),هل نَهابُ وَقْصَةْ؟

نَعِيشُ أوْ نَمَوتُ في شُموخٍ=وخَصْمُنا يَجْتَرُّ ذُلَّ رُخْصَةْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
7. قصيدة ( خَطِيئَةُ المِلْح!) :

مِنْ نظرةٍ خرساء تَبْتَلعُ المدى=وُلِدَتْ حكايةُ موعدٍ لن يُشْهدا

قالتْ حديثًا لم تقلْهُ وإنّما=لمْلَمْتُهُ بَعْدَ الوَداعِ مِنَ الصَّدى

يا أيُّها الغرباءُ هل فيكم أنا؟,=صُلِبَ السؤالُ على فمي فَتَجَدَّدا

لادَهْشَةً أخرى تَصُبُّ ملامحي=في عينِ مرآتي فقدْ فُقِئتْ سُدى

وجْهي توضأ بالبَريقِ وخطوتي=تَتْلو الظِلالَ وما اقْتَرَفْتُ المَسْجِدا

فالحبُّ أكْبرُ مِنْ خَطِيئةِ عاشقٍ=يحيا على قيد الأسى مُتَمَرِّدا

في قَلْبِهِ ذكرى وبينَ عيونِهِ=حلمٌ مِنَ الغيبِ الزَّهيدِ تَجَمَّدا

في هذهِ الألواح قد وُلِدَ الهوى=مَيْتًا فَحَمَّلني الفَنَاءُ المَوْلِدا

أنا لَوْعَةُ السَفَرِ القَديمِ أنا الذي=وَقَفَ القطارُ بِنَبْضِهِ فَتَنَهَّدا

مِنْ ألفِ مِيعَادٍ وألفِ مَحَطَّةٍ=مازِلْتُ أفْتَرشُ الرَّحِيلَ الأسْوَدا

تَغْتالني الطُّرقاتُ حِينَ تَمرُّ بي=تَحْثو عليَّ المِلْحَ ,كيلا أنْفدا

والوردةُ الحمراءُ تَنْزفُ غَصَّتي=مَطرًا حريقًا .لاأريجَ ولا نَدى

سَكبَ الحنينُ على يَديَّ قَميصَها=فَشَمَمْتُ يُوسفَ والبَشيرُ تَبَدَّدا

والنّسوةُ اللائي انْتَحَبْنَ (جوارحي)=قَطَّعْنَ عَنْ أمَلِ اللقاءِ بِكِ اليَدا

عودي إليّ الآنَ يا كُلَّ الرؤى=يَعْقُوبُكِ المَكْلومُ حاصَرَهُ الرَّدى

واسْقي فؤادي خمرةَ الوجَعِ الذي=لَمْ أسْتَطِعْ تأويلَهُ فَتَجَعَّدا

فإذا رأيتِ الطيرَ تَخرجُ مِنْ فمي=كوني لِقَلْبي خُبْزَهُ والمَوْقِدا

هَذي رُفاتُ السِّجنِ تَرفلُ في دمي=حَتَّى سَقَطْتُ لدى العزيزِ مُمَدَّدا

سأموتُ وحْدي أو أعيشُ مُطاردًا=طَيفًا أذابَ جوانحي والفَرْقَدا

لاريحَ تقْذِفُني إليكِ حبيبتي=فَتَحَسَّسي قبري وِعِيشي المَوْعِدا

نوحي على تِلْكَ الجَثامينِ التي=سَتكونُ شاهِدةً على حُبي غَدا
ــــــــــــــــــــ

8. قصيدة ( دِيجافو):

نَزْفِي وحَرْفي والوجوهُ العابرَهْ=أنثى مُحَجّبَةٌ وعيني سافرهْ

كُلُّ المَشَاهِدِ رُبَّماأبْصَرْتُها=مِنْ قبلِ ميلادي فَجَاءتْ فاترهْ!

حتَّى القصائد كُلَّما نَمْنَمْتُها=حُيِّرتُ بين قريحتي والذاكرهْ

فإذا أتيتُ بمطلعٍ متماسكٍ=لاحتْ ملامحُ شاعرٍ أو شاعرهْ

أهوَ الجنونُ تَسَلَّلَتْ أشباحهُ=من ثقبِ أوهامي فشكّلَ ظاهرهْ؟

أم أنهُ غيبٌ يجليهِ الهوى=فأراهُ في حُللِ الجمالِ الفاخرهْ؟

أو ربما أن الحياةَ تثاقلتْ=فتسارعتْ عرباتُ جيشِ الآخرهْ؟

أو ربما.. عذراً سأصمتُ ساعةً=فلقد شعرتُ بريح نفثةِ ساحرهْ

إني لأبصرها وأقسم إنّها=تبدو كحبات الندى المتناثرهْ

تعدو فتسبقُ في المدى نظراتِها=وتظلُ ترمقني بعينٍ ساخرهْ

تنسابُ مثل النور من خلف الدجى=أو كالغيومِ إذا اشمخرّتْ ماطرهْ

إن أقبلتْ تنأى وإن هيَ أدبرتْ=تدنو إلى صدري فتسقطُ عاثرهْ

خرساءُ واجمةٌ إذا ما تمتمتْ=يصغي لها سمعي وروحي نافرهْ

إني لأعشقُها وأكرهها معاً=فجوارحي من أجلها متناحرهْ

أخفيتُ عن نفسي وعنها حبها=فإذا بها تأتي إليّ مجاهرهْ

قالتْ أحبكَ فوقَ ما أحببتني=ومضتْ إلى خلفِ الوجودِ مسافرهْ

قلتُ اضربي للوصل ميعاداً لنا=أو فاجعلي بين المواسم آصرهْ

قالتْ وقد عصفتْ رياحُ جموحها=لا تَنْظُرَنَّ إلى الوجوه الباسرهْ!

وتَقَهْقَرَتْ حتى كأنَّ مسارَها=تلمودُ كاهنةٍ وخلعةً عاهرهْ

وتساقطتْ كلُ الجهاتِ على يدي=في نقطةٍ أبعادُها في دائرهْ

قلمٌ..ومحبرةٌ ...وقرطاسٌ به=إن الحقيقة في حسور العاشرة!

وسائلٍ عَنْ أبي بكرٍ فقلتُ لهُ:
بعدَ النَّبيينَ لا تعدلْ به أحَدا
في جنَّةِ الخُلدِ صِديقٌ مَعَ ابنتهِ
واللهِ قَدْ خَلَدتْ واللهِ قَدْ خَلَدَا