امرأة بلا ماض ٍ ...
تخرج من خلف السطور ...
و تتكئ على جراحي ...
تجعلني همساً بعد الصراخ ...
تقتلعني عنوةً ...
وتلفظني متى تشاء ...
تجدني خاوياً فترميني ...
امرأة ٌ تشبهك ...
بكل السادية المطلقة ...
تقول ما تشاء ...
وعلى استحياءٍ تذهب ...
كأنها أنتِ ...
كأنها اللغة صمتاً ...
أو حديث ما بعد الفجر ...
هي امرأةٌ ...
أسرفت في إنفاق أيامي وكلماتي ...
بحميمية اللقاء الأول ...
وقسوة الوداع الأخير ...
امرأة التناقضات المدهشة ...
تترك الحروف كلها ...
وتصفعني بنقطة نهاية ...
تمحوني بلا وَجَل ...
وترسمني مبعثرةً ...
صلبتني ...
وسرقت آخر أوراقي ...
امرأةٌ لم تقرأ من قبل ...
ولم تعشق من قبل ...
اختارتني وطناً وكانت المنفى ...
حمّلتني وِزرَ ما كان وما سيكون ...
وبكت ندماً ...
امرأةٌ بلا ماض ٍ ...
خرجت من بين أصابعي ...
بلا هويّة ولا عنوان ...
عانقتني ...
قبلتني ...
دمعةٌ كانت ...
بلا اسمٍ ولا عنوان ...