عرض مشاركة واحدة
قديم 05-24-2012, 10:21 PM
المشاركة 673
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
88- عين الشمس خليفة حسين مصطفي ليبيا

للاسف لم اعثر على قراءات لهذه الرواية الفائزة ضمن قائمة المائة اروع رواية عربية :

==
تطور الرواية في الخليج والإمارات بالقياس إلى مسار الرواية العربية

بين تأصيل السرد.. و«تمدين» النقد

تاريخ النشر: الخميس 28 مايو 2009

محمود إسماعيل بدر
نموذج الأديب العربي المصري العالمي الراحل نجيب محفوظ على أهميته، وقيمته الفكرية والتقنية العالية التي يتمتع بها، ربما لم يعد مع التطور الهائل الذي شهدته الرواية المعاصرة في العالم، المقياس الحقيقي للرواية العربية المعاصرة، هذا من وجهة نظر بعض نقاد الحداثة وإشاراتهم إلى تلك النماذج التي ظهرت في السنوات العشر الأخيرة من القرن الماضي، والتي طال بعضها آفاق التجريب والنهايات المفتوحة، كما في ميلودراما المسرح، حيث اعتدنا على رؤية أكثر من نهاية، فيما اقترب بعضها من منظومة «الحداثة» وامتدادا إلى ما عرف في أوروبا مؤخرا بـ «القصة التلغرافية» القائمة على تكثيف الحدث واختزال الحوار والصورة المشهدية إلى الحد الذي وصلت فيه بعض الروايات إلى بضعة أسطر فقط. وقد وصلت بعض النماذج إلى حالة تشبه «المتاهة» والتي تكاد تكون مشاعا في عديد من روايات الحقبة الأخيرة من القرن الماضي.
في هذا السياق نقتطف «لم تعد الرواية العربية الحداثية في حاجة لتبرير. قسماتها الرئيسية بدأت تتضح وكتاباتها تترسخ بما يوحي بان الرواية التقليدية ـ كلاسيكية أو نيوكلاسيكية ـ قد وصلت بالفعل إلى نهاية طريقها».. هذا هو رأي الناقد المصري إدوار الخراط، وهو يشي بدون مواربة إلى اضمحلال الرواية التقليدية التي تعود عليها القارئ منذ سنوات طويلة ليحل محلها الرواية الحديثة التي هي بطبيعتها صعبة الفهم، وربما اندرجت تحت مفهوم ثقافة للنخبة أو المتخصصين نظرا لاحتوائها على تقنيات وأساليب لم يألفها بعد القارئ العربي.
من ذلك، نقف على حقيقية واضحة أن هناك فجوة ما بين النقد والإبداع الروائي.. وفي تقديري أن ذلك عائد إلى التبعية السلبية في النقد إلى النموذج الغربي بصفة عامة، وفي مجال النقد بصفة خاصة من جانب بعض النقاد العرب، وبصورة أوضح في الساحة الثقافية الخليجية.. بمعنى آخر أن نقدنا الحديث والمعاصر قد تعودا أن يتابعا باستمرار (الموضات) النقدية التي ينتجها الغرب، دون أن ينتبه الناقد إلى أن هذه المناهج النقدية هي نتاج لحركة أدبية ثقافية فلسفية ظهرت في مراحل معينة في تاريخ المجتمع الغربي ولا يمكن لنا تطبيقها على ظروف زمان ومكان المجتمع العربي.. أما خطوة هذه التبعية فإنها تؤدي إلى خلط (المفاهيم) أي نقل الأشياء والمصطلحات على ما هي عليه دون تفسيرها، وبالتالي يحدث تضارب في المفاهيم ولغة التعبير.. كما تؤدي هذه التبعية إلى أننا لا ننتج مدارس نقدية واضحة المعالم، متميزة، وهذا معناه أن المسألة باتت متروكة لذوق الناقد واختياراته الفردية دون الاهتمام بالقيمة وترسيخ مفاهيم أساسية في الأسلوبية والمنهج النقدي.
من هنا وهناك
في أدب المقاومة الفلسطينية نحن إزاء رواية فلسطينية تدعو إلى لغة القوة والتحدي والحياة بدلا من سياسة المهادنة التي ثبت فشلها مع عدو لا يعرف غير لغة الموت.. وفي مسار الأدب الروائي في لبنان، نتابع إشكالية جدلية رئيسية ما زالت تطرح مضامينها علينا معلنة موقفها من (الغرب) في رفضها لأن تكون صورة ونموذجا غربيا تابعا، لا سيما من خلال روايات السنوات الأخيرة وتركيزها على الحرية والتحرير والوحدة الوطنية. يجب أن نعترف أن رياح التغيير العاتية قد هبت علينا من أركان وزوايا الرواية العراقية والخليجية رغم مرور سنوات عجاف على (عاصفة الصحراء) من حيث تغيير في البنية والمفردات والخطاب والرؤيا الخاصة للمكان.. ونحن أيضا في معاقل رواية مصرية ومغربية حيث ما زالت قضايا الواقع الشائك تزرع نباتات شيطانية تائهة في دوائر الفساد الإداري والاجتماعي والسياسي.. وانزياح مراكز القوى عن ثقافة الجماهير وتطلعاتها.. وبكل هذا وذاك ما زال الروائيون العرب في مفترق طرق ما بين هيمنة غربية في اللغة والتقنية وبنية الحدث ورسم الشخصيات، وما بين الموروث وجذور الفن العربي الأصيل وذاكرته الشعبية.. وما زالت قضية معادلة الأصالة والمعاصرة تؤرق وجدان الجميع وعلى اختلاف مدارسهم وتوجهاتهم الأسلوبية؟ المتغيرات تتسارع من حولنا.. في المفردة وعناصر البناء وتصوير الشخصيات وخلق الصورة الفنية في إطار السرد الوصفي.. أما نحن ووعينا بهذا الواقع فما زال يراوح مكانه، ومن هنا كانت قضايا الواقع عبر الرواية العربية أهم ما يجب أن يشغلنا.. ومن الضروري أن نكون منصفين حينما نقول إن الرواية في بعض الدول العربية قد سعت لتجاوز الواقع بالسؤال عن واقعها وهويتها لا سيما الرواية الخليجية رغم حداثتها ونشأتها وسط متغيرات إنسانية واقتصادية متسارعة، إلا أنها ما زالت تقبض على جمر الموروث الشعبي، وبيئة الإنسان القديم وصراعاته من أجل حياة كريمة، واستلهام معظم مضامينها من بيئتها المحلية الغنية بالمفردات الإنسانية وعلاقة الإنسان بالبحر والصحراء وجذور الماضي.
عالم أخطبوطي

أحدث كتاب صدر على المستوى العربي في القاهرة وناقش هذه القضايا الشائكة هو كتاب مهم حمل عنوان «قضايا الرواية العربية» للناقد الدكتور مصطفى عبد الغني كشف من خلاله أن روايتنا العربية المعاصرة، بل وثقافتنا وهويتنا، تتعرض جميعها لهجمة عالم أخطبوطي يحاول تحييد دورها الإنساني، كما يعمل على انحيازها بعيدا عن واجب التوجيه والتنوير وتوجيه الجماهير نحو دورها الفاعل في الحياة واتخاذ القرار ومواجهة التحديات الصعبة والغزو الفكري الخارجي وسلبيات العولمة على كينونتها ووجودها. جاءت الرواية الخليجية بعد الشعر، حيث وجد الشعراء في الخليج ومنذ مئات السنين كل الدعم والاهتمام والرعاية، فإن الرواية على العكس من ذلك، وقد عزا البعض ذلك إلى بيئة وتقاليد المجتمع في هذه المنطقة، حيث تراكمات معرفية وأخرى تقليدية متبعة بعادات قديمة تتعلق بالتراث والعادات والتقاليد التي اعتبرت من الثوابت الراسخة ولا يمكن أن تمتد إليها يد التغيير، حتى أن القصة القصيرة التي تسللت إلى الساحة قبل الرواية الطويلة، نحت باتجاه احترام المفاهيم العريقة التي تقترب بشكل أو بآخر من تقاليد المكان. نستطيع أن نكتشف هذا الفرق الكبير بين الشعر والقصة حينما نقلب بعض نماذج قصاصين أمثال: فهد الدويري وجاسم وعبد العزيز محمود وفرحان راشد فرحان (الكويت) وأحمد كمال وعلي سيار ومحمود يوسف (البحرين)، وعلي أبو الريش، وراشد عبد الله ومحمد المر الذي صاغ جملة من القصص بأسلوب معبر ومنها: «ليلة ممطرة» و»الرجال المحترمون» و»يحدث أحيانا» و»أربع طاولات» وغيرها من القصص التي صورت شخصياتها وأحداثها في إمارة دبي، كذلك قصص مريم جمعة فرج في مجموعة «فيروز» وركزت فيها على البيئة النفسية للشخصيات، ومحمد حسن الحربي وعلي عبد العزيز الشرهان (الإمارات) ونتعرف أكثر على القضية المطروحة إذا قرأنا بعضا من أشعار: خالد الفرج وصقر الشبيب وأحمد العشوائي وفهد العسكر (الكويت) وعبد الرحمن المعاودة وإبراهيم العريض (البحرين) والدكتور مانع سعيد العتيبة (الإمارات) الذي جمع بين كتابة الشعر والقصة وآخر قصة كتبها بعنوان «كريمة» وفي مجال الشعر أصدر أكثر من 38 ديوانا من بينها «ليل طويل على شواطئ غنتوت»، «خواطر وذكريات»، «أغنيات من بلادي»، «ريم البوادي»، «وردة البستان»، «فتاة الحي»، «بشاير ضياع اليقين»، «مجد الخضوع».. وغير هؤلاء كثيرون. لا أحد يستطيع أن ينكر أن التحول الاقتصادي الذي أصاب منطقة الخليج بعد اكتشاف الذهب الأسود قد أثار الكثير من أوجه التغيير في مناحي عدة ومنها الفكرية والأدبية وما يتعلق بهما من تقنية وتغير متسارع على حياة المجتمع والمتلقي معا. إن سبل الاتصال والتنقل والتعرف على ثقافات وإبداعات الشعوب قد اسهم لا شك في نمو طبقة مثقفة سعت إلى تغيير الوجه الفكري لدول الخليج العربية. وقد تتبعنا وشاهدنا ظهور الكثير من التيارات الفكرية، واتحادات الكتاب وجمعيات الإبداع الفكري للفتيات على نحو ما هو موجود في إمارة الشارقة في دولة الإمارات، تزامن كل ذلك مع تنامي تطور الرواية حتى مع ظهور أول روايات ناضجة في بعض بلدان الخليج مثل رواية «شاهنده» لراشد عبد الله ورواية «الجذوة» لمحمد عبد الملك في البحرين، ورواية «البقعة الداكنة» لإسماعيل فهد إسماعيل في الكويت وظهرت العام 1970، مما يشير أيضا إلى أن زمن الرواية جاء متأخرا عن زمن القصة القصيرة والذي جاء بدوره متأخرا عن فن الشعر. وبحسب الدكتور ثابت ملكاوي في كتابه «الرواية والقصة القصيرة في الإمارات» فان رواية «شاهنده» هي أول رواية مطبوعة في دولة الإمارات وصدرت العام 1976م، وتحتفظ بحقها التاريخي كأول رواية فنية، ولكن فنيا فان رواية «دائما يحدث في الليل» لمحمد غابش يمكن تسجيلها كأول رواية فنية في دولة الإمارات من حيث الصياغة والتقنية واللغة والبناء وبناء الصورة الفنية.
نقد الرواية الخليجية
يرى بعض النقاد العرب ومن بينهم الدكتور مصطفى عبد الغني أن ما كتب من نقد أدبي تطبيقي حول الرواية على مستوى المنطقة الخليجية لم يكن متوازنا وقد شابه بعض النقص، وقد تعددت أسباب قصور النقد في هذا الجانب إذ عزا بعضهم المسألة برمتها إلى مزاجية النقاد واختيار نماذج محددة لنقدها وتقييمها، وإلى فقر أدوات ومفردات بعض النقاد، مع غياب واضح «للنقد التطبيقي الموضوعي» إلا في حالات نادرة، إلى جانب ندرة التحليل الموضوعي في الجانب النقدي واعتماد غالبية الدارسين على التنظيرات والدراسات التطبيقية المنشورة في بلاد عربية وبوجه خاص في مصر والعراق، وأيضا فإن النهج النقدي لم يستطع الخلاص من الكليشهات المستوردة والجاهزة في جعبة نقاد الغرب، والتي اعتبر البعض أنها دخيلة على النهج النقدي العربي. وربما يختلف الوضع في ساحة الإمارات قليلا، فقد قام اتحاد وأدباء الإمارات بدور مهم في تنشيط عملية القراءة النقدية للأعمال القصصية المحلية، خصوصا بعد ان نظم أول ملتقى للكتابات الروائية والقصية العام 1985م، وشارك بها عدد من المهتمين بالنقد الأدبي، وقرأنا في الحقيقة نماذج نقدية مرتفعة المستوى، كون بعضها حاور النصوص القصية من الداخل ضمن مقاربات نقدية ارتكزت على الموضوعية الجانب التطبيقي في بعض الحالات. ومن أهم النماذج النقدية دراسة الناقد رأفت السويركي عن البطل المنكسر في قصص عبد الحميد أحمد. ومن المهم أن نذكر أن الملتقيات النقدية التي نظمها اتحاد الكتاب قد أسهمت ولو بدرجة محدودة من ترسيخ (قواعد أخلاقية) في التعامل النقدي وهي القواعد التي كادت أن تتسرب وتغيب عن الساحة الثقافية منذ مطلع الثمانينات من القرن الماضي.. وينبغي التأكيد هنا أن جملة الدراسات والبحوث والقراءات والشهادات النقدية التي تناولت الأعمال القصصية الإماراتية قد أسهمت فعليا في إثراء الجانب النقدي التي واكبت الإنتاج الإبداعي، بل كانت هي اللبنة الأولى في نشوء حركة نقدية موازية ويعتد بها على مستوى إقليمي على الأقل. وربما كان من المهم في هذا السياق الإشارة إلى الدراسة النقدية الهامة للناقد البحريني جعفر حسن حول الأعمال الروائية للدكتور عبد الحميد المحادين بعنوان «جدلية المكان والزمان والإنسان في الرواية الخليجية»، وهي دراسة موثقة ونوعية خرجت قليلا عن السياق النقدي المعروف حيث نقتطف منها: «ولقد واجهت الدراسة في تحديد مجالها إشكالية، هي تحديد مدلول «رواية خليجية»، وذلك للتغاير في بعض المعطيات وللنظرة الأولى يبدو مفهوم الرواية الخليجية: كل رواية كتبها خليجي، وتنطلق من فضاء خليجي، بغض النظر عن مكانة إقامة الروائي الدائمة، ولعل الإجراء الأكاديمي يبرر ذلك التحقيق ويقبله على أساس انه عملية إجرائية بحتة لتحديد مجال الدراسة، ولكن الشغل النقدي لا يتجلى إلا في تلك الظاهر المرصودة في الأعمال محل الدراسة، وربما نجد ذلك في يبرز من الأمكنة داخل الروايات العربية الخليجية، كما تظهر في أفق الصحراء والمدينة والبحر، الأمكنة القديمة والحديثة، الواقعية والمتخيلة عند عبد الحميد المحادين». إن ما تقدم هو مجرد إشارة سريعة أو محاولة لتبيان أهمية البناء النظري في الكتابة لإنتاج نقدي علمي موضوعي في الكتابة النقدية التي تذهب إلى أبعد من مجرد اقتباس مناهج محددة إلى المساهمة في تعزيز المفاهيم وتطويرها من خلال عملية النقد الأدبي، على نحو ما فعل الدكتور الناقد علوي الهاشمي (البحرين) في تطويره لمصطلح (التعالق النصي) بعد تجريب التعالق كمفهوم متحقق في النقد أمام ما تطرحه النصوص من تحديات لهذا المفهوم.