عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2010, 06:06 AM
المشاركة 28
د/ محمد الزهراني
أديـب سعـودي
  • غير موجود
افتراضي
المحور الثاني : الكتاب المدرسي
عندما اطلع على الكتب الأجنبية التي تدرس في معاهد اللغات أستغرب لماذا نحن بعيدون كل البعد عن هذه التقنيات في التعليم؟
تقسيمات هذه الكتب و طريقة طرح الفكرة جميلة و محفزة و تجعل الطالب فاعلا في موضوع الدرس لا منفعلا و متأثرا.
تبدأ عادة دروسهم بطرح سؤال أو اثنين أو حتى خمسة و بعد أن تكون شهية الطالب قد فتحت و استثير فضوله تبدأ المعلومات بالتوالي واحدة تلو الأخرى ضمن مربعات تشبه مربعات الحوار في الحاسوب.
بينما كتبنا المدرسية العربية تعتمدة على وضع نص الدرس ثم الأسئلة التقليدية و كفى الله المؤمنين القتال! لا يسألون الطالب عن معلومة إضافية و لا يشيرون إلى مرجع يتوسع الطالب فيه بالمعلومات...
الكتب الوافدة إلينا تعتني بالإخراج و الطباعة و أناقة الحلة و الألوان و قد اعتمدوا أحدث نظريات علم النفس في إخراج كتبهم فقد عرفوا أن اللون مثير لذكاء الطفل و البالغ على حد سواء و عرفوا أن الصورة تحكي أكثر من عشرة نصوص و كلامها أبلغ و أصدق و تعتمد كتبهم على ناس الشارع في التجارب التي تطرحها و ليس على أناس مبتسرين محنطين كما نفعل نحن
في أحد كتب ابني المدرسية في الصف الخامس طرح السؤال التالي:لماذا كتبت كلمات مثل معاوية رحلة ...الخ بالتاء المربوطة و ليس بالتاء المفتوحة و قد احتاج الأمر إلى سؤال اختصاصي متبحر في علوم اللغة العربية لينكش في كتبه القديمة و يستخرج الجواب و هذا برأيي أحد أسباب كره اللغة العربية فهم يبحثون عن لغة المعلقات ذات اللغة المتقعرة بدلا من لغة القرآن السهلة البليغة الرائعة .
كتبنا العربية تعتبر حشوا لدماغ الطالب بأشياء لا طائل من وراءها فما معنى أن يدرس طالبنا كل نظريات الجيولوجيا و التي أثبت تقدم العلم خطأ نصفها و ما معنى أن ندرس فلسفة يدرك الطالب فيما بعد خطلها و ندرسه علوم رياضيات لا يحتاج لها مستقبلا و ندرسه تاريخا كتبه المنتصرون و لم نشارك نحن فيه .
كتبنا تحتاج إلى إعادة نظر منهجية تتناولها قلبا و قالبا و من البدء حتى نستطيع القول أن كتابنا يناسب العصر
الأخت ريم
فيما يتعلق (بمدير المدرسة) أرى أن يحوز على موضوع آخر لكونه طويل جدا ، ويحتاج إلى وقت وجهد فحبذا يؤجل هذا الموضوع حتى ننهي ما تحت أيدينا .
أما المناهج لدى تلك الدول فهي أصلا تدرس جيدا وبأسلوب عصري ، ويشترك فيها أناس لديهم الكفاءة العالية في الاختيار للمواضيع التي تعلم ، وحتى الصور كما ذكرتِ مناسبة لعقولهم ،مما يجعل التلميذ يعجب بما يرى ، ويزداد شوقا لمعرفة ما في ذلك الكتاب ، ناهيك عن الأسلوب الشيق ، والغير ممل في طريقة التلقين فهم لا يقلّون شأنا عمّن أعد ، وأخرج تلك الكتب ، حتى جلساتهم داخل الفصل الدراسي عبارة عن حلقات ، وحول موائد ، وليست كما هو الحال عندنا وكأنهم يستمعون إلى خطبة . الفصل الدراسي كأنه حديقة لا يمل الجالس فيه ، تتغير تلك الصور التعليمية بين فترة وأخرى متناسقة مع ما يتعلمه التلميذ من خلال المنهج ، والأفضل من هذا وذاك أجهزة الحاسوب لدى كل طالب ، ومعلمهم يتابع كل تلميذ على حده من خلال جهاز يختص بالمعلم نفسه . الحقيقة رغم الدعم هنا في بلدي للتعليم إلا أننا حتى الآن لا ندرك تقنين ما يصرف على التعليم ، وأظن لحال في الكثير من بلداننا .