عرض مشاركة واحدة
قديم 10-08-2017, 02:17 PM
المشاركة 121
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
حول اسباب فشل الربيع العربي ...كما جاء في السؤال ... لماذا فشل الحراك ولم يحقق نتائجه المرجوة ام انه افشل ومن الذي افشله؟
في رأيي...
لا احد ينكر بأن هناك مقومات لنجاح اي تحرك ثوري، والربيع العري ليس استثناء. وربما يقع على رأسها مشاركة قطاعات كبيرة من المجتمع في الحراك الثوريخاصة ما يعرف بالطبقة الوسطى التي تلعب دورا حاسما في استمرارية النظام عادة، وكذلك وجود قيادة واعية وحكيمة ومن ثم تحول الاحتجاجات التي تكون قد انطلقت على الاغلب بصورة عفوية الى حركة منظمة تدير معركة التغيير وتملا الفراغ الذي يمكن ان يحصل كنتيجة للخل الذي يحصل في اجهزة السلطة البائدة التي تتعرض لفقدان السيطرة.
طبعا ويسبق كل ذلك وجود اسباب تستدعي مثل ذلك الحراك الثوري ومن ذلك الفقر والظلم الاجتماعي والبطالة وغياب الحرية والعدالة والكرامة الانسانية...

لا شك ان كل شروط نجاح التحرك الثوري العربي كانت متوفرة ولو بنسب متفاوتة حسب الموقع الجغرافي لكن في حالة الربيع العربي لم يكن غياب كل او بعض هذه الاسباب هو الذي ادى الى فشل الربع العربي وانما يعود الامر في كليته الى التدخل الاجنبي..

بكل تأكيد لقد فاجأ الربيع العربي الدول التي تتحكم في مصائر شعوب الارض منذ نهاية الحرب العالمية الثانية- والتي اخترعت مؤخرا ما يطلق عليه اسم النظام العالمي الجديد- وحاولت فرض واستمرار سيطرتها على المشهد الدولي من خلال هذا النظام العالمي اوغيره من اذرع السيطرة التي ظلت هذه الدول تدير بها النظام العالمي سواء القديم او الحديث مثل البنك الدولي وغيره من المؤسسات...

ولذلك ما ان انطلق الربيع العربي حتى شعرت هذه الدول الاستعمارية والتي ارادت ان ظل الوضع كما هو عليه حتى استنفرت هذه الددول كافة اجهزتها ومؤسساتها وتآمرت ووضعت الخطط الهادفه الى اجهاض تحرك الشباب العربي ولو انها وقفت ظاهريا مع الحراك بحجة انها مع اي حركة تطالب بالحرية والديمقارطية... وكان حراك هذه الدول منسجم مع واقع الحال في دول الحراك..

وبينما سمحت بتغير شكل محدود في تونس نجد انها دعمت الجيش في مصر ليقوم بانقلاب يجهض النظام الثوري الذي وصل الى السلطة بانتخابات ربما لم تكن مثالية لكنها حتما ديمقراطية. اما في ليبيا فكان قرار هذه الدول هو التدخل المباشر نظرا لغياب البديل المحلي الذي يمكن ان يلعب دورا حاسما في اعادة عقارب الساعة الى الوراء.

لذلك ارى بأن فشل الربيع العربي لم يكن لاسباب موضوعية نابعة من الواقع المحلي وانما بسبب الحرب الخفية التي شنتها دول النام العالمي الجديد ضد حركات التحرر، واستخدمت فيها الكثير من الوسائل المحلية مثل الدولة العميقة والجيش الخ..بهدف افتضاح امرها كدول معادية لحرية الشعوب..

ولو ان الشعوب العربية تركت لحالها لكانت كل تلك الحركات الثورة قد نجحت في تاسيس نظام جديد لكنه سيكون بالضرورة خارج سيطرة النظام العالمي الجديد ولهذا تم اجهاض هذه الحركات...

ان معركة تحرر الشعوب العربية معركة صعبة لانها بالاضافة الى انها حركات ثورية ستقوم على تأسيس انظمة تسعى من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية فهي بالضرورة ستكون كمن يغرد خارج السرب وهذا يعني ثغره في جدار النظام العالمي الاستعماري ما يلبث ان ينهار وتصبح الحركات الثورية هي الاساس وغيرها الاستثناء..

ودليل على هذا الدور موقف العالم من استقلال الكرد في اقليمهم..فلو ايدت الدول هذا الاستقلال فانها تكون بذلك قد هدمت بايديها اطار التفاهامات التي اعتمدتها بعد الحرب العالمية الثانية..ونحن نرى ان حراكا للاستقلال قد بدأ في كتالونيا على اثر شعور شعوب العالم بحالة الاضطراب التي يعاني منها النظام العالمي..
ولن تسمح هذه الدول لكتالونيا بالاستقلال كما رفضت استقلال الكرد لان ذلك سيفتح على النظام العالمي القائم ابواب جهنم فتتدحرج كرة الثلج ولا يعرف اين ستقف..