الموضوع: ذكرى
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
1881
 
عبدالحكم
الشعراء العرب

عبدالحكم is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
363

+التقييم
0.05

تاريخ التسجيل
Nov 2005

الاقامة

رقم العضوية
628
10-23-2020, 06:18 PM
المشاركة 1
10-23-2020, 06:18 PM
المشاركة 1
افتراضي ذكرى
ذِكْـــرى


تمْضي الليالي ولا تبقى سوى ذِكْرى
والعمـر يمضي ويَفْنى حاملُ الذكـرى

نَقْضي الحياةَ وما منها انقضى وَطَرٌ
والراحـلــون بـهــا أفْواجُهـم تَتْرا

كـُلٌ يلاحِـقُ حلمـا ليس يُدْرِكـُـه
وخلفــه أجـلٌ يستَـعْـجل العُمْـــرا

يا من رحَلْتُم وكنتم أُنْسَ وَحْشَـتِـنـا
هـَلاّ َ شرحتم لنــا ما عندكـم يَطْـرا

إنَّــا لنـأمــــل أنَّ الله يـُخْـلِـفــــكــم
من بعد خـيرا فهيـّا قدمـوا البُشرى

قد اسْــتَبَـدَّ بنا من فَقْدِكـم حَـزَنٌ
حتى أسال لنـــا من دمعنـا قَطْـرا

والنفس في حسرة من بعد فرقتكم
ترتاع من شكها في أمرهـا حيرى

نـحبكـم ونرى في دربكم رهـبـًـا
لـو تضمنون بعـادًا حزتم الأجرا

إنّـا على عهدكم نحيي تَذَكُرَكُم
لكنكم بعــدنــا في غَفْــوةٍ كُبْـرى

ذكراكمو لـهَبٌ في القلب جَـمْرَتُه
وهـل نعيش سِـنِينًا نـَحْمِل الجَمْـرا

فقــــد يـَمُـرّ على ذِكْـراكمـو وَهَـنٌ
كذا الحياة فهل لن تقبلوا العـُذْرا

هذي نـهـايـة كلِّ النـاس قاطِبـةً
أشباحهم صـورٌ في غائم الذكرى

كأنـهـم زمنا من قبـل ما وُجِدوا
إلا كَلَمْـحَــة طَيْــف مُسْــرعٍ مَــرَّا

سـيَّـان من كان في يسْـرٍ وفي تَرَفٍ
ومن قضــاها بَعُسْـر يَـمْـتَري النـزْرا

لم يَأْسَ هـذا على شيءٍ سيتركـه
وذاك قد غـادر الأموال والقَصْرا

والكُلُّ في حُفْرَة في الأرض موحِشَـةٍ
والأمـــر يعلمـه من يعلم الســـــرَّا

وقد طوتـهم يد النسـيان إذ رحـلوا
لن يَبْلغـوا سـنة إن أكملوا شهــرا
* * * *
سوى فــلان زعيم القــوم أجْهـَلـُـه
باتوا لمَصْرَعِه في جَمْعِهم حَسْـرَى

وأنشـؤوا خــطبـا تـُثـْـري منـاقِـبَــه
تَسْتَذْرِفُ الدمع أو تَسْتَجْمِعُ الصبرا

وأكــدّوا خــبرا .. دومـا ســنذكــرهُ
ماتشرق الشمس طول العمر أو دَهْرا

وشـيَّــدوا نُـصُـبًا والبـاب يـمْـنَـعُـــهُ
وَوَسَّــدوه بـــه إذْ زَخْـرَفـــوا القَبْـــرا

ســيـَّـــان قــبـر وضـيعٍ كـان أوْمَلِكٍ
ما دام يدخلــه عن رغْـمِـــه قَسْــرا

وهــل يحسُّ بمـا يجـري ويـنفـعــه
ويستطيع لمن هــم حولـه حَصْــرا

قد كان يَـخْطـر مِلْء الكون موكبه
قد أجْهَـدَ البحــرَ لمّا أجْهَــد البَرَّا

وفي الفضــاء وَجيبٌ من طَوائـفِـهِ
وبالبــلاد حشـــــودٌ كُلَّمــــا مَــــرّا
* * * *
والآن مُنْعَــزل في جــوف ظُلْمتـــهِ
وقـد بـدت أثَـرًا من حَشْـــدِه صِفْـرا

وقد طَوى مـِثْـلُهــا من كـان يَذْكُـره
وليس ينفعــــه نَقْــشٌ ولا ذكـــرى

والكــلُّ مُنْشَغِلٌ في أمــر عِيشَـتِـــهِ
والنفس في شُغُلٍ عن غيرهـا سًكْرى

والعمـرحُلْمٌ كذا يَنْسَاب في عَجَـلٍ
لكن صَــنائعنــــا تبقى لنـــا ذُخْــرا

كلٌّ يقـــول أنــا حـــــرٌّ على خطــأٍ
لنـــا الخيــــار ولكن كلنــا أسـْــرى

فمن أجاب مضى في أنْسِ طاعتـه
ومن تـولَّى يـلاقِ الخِـزْيَ والخُسْـرا

دهـر يــَدُور لوقـت ليس نـعلمـــه
ويحصـد النـاس فيـه الخـير والشـرَّا
T="Traditional arabic"][/CENTER][/FONT][/SIZE]