عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2011, 11:36 PM
المشاركة 6
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
جماعة "بلوومز بيري" الأدبية





بدأت فكرة جماعة "بلوومز بيري" في التكوّن عام 1906، حين بدأ "ثوبي" شقيق فرجينيا في عقد اجتماعاتٍ أسبوعيٍّة للأصدقاء الأدباء من زملاء كامبريدج. أسموها "أمسيات الثلاثاء". تلك الأمسيات التي ستشكّل إسهاماتُها النواةَ الأولى لجماعة "بلوومز بيري" فيما بعد. واختاروا مكان اللقيا ذات الحي الذي كانت تسكنه فرجينيا وشقيقتها فينيسا أي: ميدان جوردون. كان المحرّك في توحيد المفاهيم والاهتمامات الجمالية والفكرية لدى أعضاء الجماعة نابعاً في الأساس من تأثير الفيلسوف ج. إ. موور (1873-1958) وكتابه العمدة "مبدأ الأخلاق".



ضمَّت الجماعةُ، ضمنَ آخرين: إ. إم. فورستر، ليتون ستراتشي، كليف بيل، فينيسا بيل (شقيقة وولف)، دانكين جرانت، و ليونارد وولف (زوجها). ومع مطلع الثلاثينيات توقفت الجماعة عن الظهور المنتظم مثلما كانت في صورتها الأولى.




من كلمات وولف عن لقاءات تلك الجماعة كما جاء في كتاب "لحظات الوجود" لـ"جيني سكالكيند": "" … ومن أسباب سِحْر وجمال أمسيات الثلاثاء تلك، اصطباغُها بروح التجريد والذهنية على نحوٍ مدهش. لم يكن فقط الكتاب الشهير "مبادئ الأخلاق" للفيلسوف موور" هو الذي أغرقنا في مناقشاتٍ وحواراتٍ حول الفلسفةِ والفن والدين والوجود؛ لكنه الجو العام أيضاً، الذي يمكنني وصفه بـ"المثالية في أقصى طاقاتها". الشباب، الذين وصفتهم ذات مرة في هايد بارك بأنهم "عديمو الأخلاق"، كانوا يناقشون وينتقدون حواراتنا بنفس الحماس والحدّة كما يفعلون فيما بينهم، لم يكادوا يلحظون ما نرتدي من ثياب أو كيف كان مظهرنا الأنثوي، لم يُشعرونا أننا نساء، هذا شيء رائع!"



* * *






بدايات الكتابة




مع نهاية عام 1904 شرعت فرجينيا في كتابة مقالات وتحقيقات لجريدة "الجارديان" ، ثم انتقلت مع عام 1905 إلى الكتابة في ملحق " التايمز" الأدبيّ ، واستمرت في الكتابة بها لعدة سنوات. وكانت في تلك الآونة تقوم بالتدريس في جامعة مسائية للعمّال من الرجال والنساء.



نشرت أولى رواياتها " الخروج في رحلة بحرية" عام 1915. أولى أعمال وولف التي خطّتها حين كان عمرها 24 عاما. استغرقت كتابتها تسع سنوات بدأتها عام 1908 وانتهت منها عام 1913، لكنها لم تُنشر إلا بعد ذلك التاريخ بعامين بواسطة أخيها نصف الشقيق " جيرالد دوكوورث"، تزامنًا مع بداية إصابتها بالمرض العقلي آنذاك.



في عام 1919 ظهرت روايتها الواقعية "الليل والنهار" التي تدور أحداثها في لندن وترصد التناقض بين حياتيْ صديقتيْن، كاترين وماري، وطرائق تعامل كلٍّ منهما مع مدينة الضباب. وتعدُّ روايةً تقليدية إصلاحية كتبتها وولف ربما لتثبت لنفسها وللآخرين أن بوسعها كتابة نمطٍ روائيٍّ كلاسيكيّ.



عام 1921 أصدرت أولى مجموعاتها القصصية بعنوان "الاثنين أو الثلاثاء" وتتكون من ثمان قصص. من بينها "رواية لم تكتب بعد" التي نحن بصدد ترجمتها.



أما "غرفة يعقوب" عام 1922، فكانت مستوحاةً من حياة وموت شقيقها "ثوبي". وتعدُّ روايتها التجريبية الأولى.


على أنها برواياتها الثلاث: "مسز دالواي" 1925، "صوب المنارة " 1927، ثم " الأمواج" 1931، استطاعت وولف ترسيخ اسمها كأحد رواد الحداثة في الأدب الإنجليزيّ.



تُعدُّ "الأمواج" من أعقد رواياتها، إذ تتتبع فيها حيوات ستة أشخاص منذ الطفولة الأولى وحتى مراحل الشيخوخة عبر حوارٍ ذاتي أحاديّ (مونولوج) يناجي كلُّ واحد ٍفيه نفسه.



كتب الناقد "كرونيبيرجر" في نيويورك تايمز: "أن وولف لم تكن حقاً مهتمّةً بالبشر، لكن اهتمامها الأكبر كان بالإشارات الشعريّة في الحياة، مثل لحظات التحوّل بين الفصول، بين الليل والنهار، الخبز والنبيذ، النار والصقيع، الزمن والفضاء، الميلاد والموت، أي التحوّل و التناقض بوجهٍ عام."



"أورلاندو" 1928، رواية استوحت خيوطَها من خلال ارتباطها الحميم بالروائية والشاعرة الأرستقراطية فيتا ساكفيل-ويست. ويعدّها النقاد بمثابة سيرة ذاتية.



رواية "السنوات" عام 1937 التي أجمع النقاد تقريبا على جمالها، ثم المجموعة القصصية الثانية التي نشرت بعد موتها "بيت مسكون بالأشباح" التي صدرت عام 1943.



أثناء الحرب العالمية، كانت وولف قد أصبحت في بؤرة المشهد الأدبيّ تماما، سواء في لندن أو في بلدتها الأم "رومديل" بالقرب من ليويز وسُسيكس. عاشت وولف في "ريتش موند" في الفترة ما بين عامي1915 و 1924، ثم في "بلوومز بيري" من عام 1924 وحتى عام 1939. لكنها ظلت مداومةً على زيارتها لمنزلها في "رومديل" منذ 1919 حتى لحظة مصرعها انتحاراً عام 1941.



* * *



عملت وولف على تطوير تقنياتها الأدبية فكرّست قلماً نسائياً رفيعاً يناقشُ وينتقد هموم المرأة وحياتها في مقابل الهيمنة الذكوريّة وسيادة وجهة نظر الرجل في الواقع والوجود والكتابة.


في مقالها "السيد بينيت والسيدة براون"، ساجلت وولف بعض الروائيين الواقعيين الإنجليز مثل جون جولز وورثي، هـ ج ويلز وغيرهما، حيث اتهمتهم بمعالجة القشور واللعب فوق منطقةِ السطح، بينما ينبغي، من أجل اختراق العمق، تقليص المساحة المحظورة في تناول الحياة، والاستفادة من أدوات الكتابة المتاحة مثل تفعيل تيار الوعي، والحوارات الذاتية للشخوص، وكذا الانصراف عن السرد الخطيّ والبناء الهندسي للحدث والزمن.



* * *



يتبع
.
.
.

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)