عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2019, 03:20 AM
المشاركة 4
روان عبد الكريم
كاتبـة مصـريّـة
  • غير موجود
افتراضي رد: هزلية غرناطة (فوق التلال الزرقاء*
(المعتمد بن المغيرة بن الاحمر)2-
فاروز ....فاروزة
..همست فيروز وقد تسربلت فى قفطانها الاحمر الموشى بالذهب فلم ارى منها شيئا انظرى من
ينادينى..تلك الطفلة ذات الخمسة اعوام بشعرها الاسود المجدول وانفها الاشم وعيونهاالواسعة كعيون المها
تظلهما رموش تشعرين دائما ان الدمع يبللهما انها عائشة..اختى عائشة ..تلهو معى فى حديقة قصرنا فى ذلك العصر البعيد من صيف الاندلس تكمل فيروز فى كتابها:-
كنت اصغر من عائشة بنحو عامين ..ارتبطت بها كظلها..دائما انا ظل عائشة ..احمل نفحة من طيب
عطرها..ذلك العطر الطفولى الذى وصل لموشيه وهو يرقبنا فى فضول وصوت الامير يرن فى أذنه..وقد
رقد على بطنه مفترشا فراشه المترف وحارس اسود ضخم يمسح بالدهان ظهره ثم يمسده فى ضربات
سريعة متتالية تغوص فى لحمه .. يتمتم فى ثناء:- :-
ان الدهان الذى تصنعه يا موسى له فعل السحر

لمعت عينى موسى بالرضا عن ذاته فقد استطاع اكتسب ثقةاحد اهم امراء بنى الاحمر المقرب من الجميع
من الزغل الكبير فى وداى اش ومن عبد الله الصغير فى غرناطة..
اطلب تجب يا موسى اطلب ما تتمننى طبيبنا الماهر..يجيب موسى اللاوى :-
هو رضاك مطلبى سيدى
حينما ينتهى الخادم الاسود يشير له موسى بيده ان يبتعد وهو يمسك برداء الامير ليساعده على ارتداءه
..يربت الامير على بطنه.. كان فى نحو الخمسين من عمره غرة شعره بها شعاع الشمس ..يبتسم وقد
احمر وجنتاه ..اشعر انى عدت شاباً نحو العشرين بفضلك موسى ثم يضحك حينما يصله صوت عائشة
وهى مازلت تبحث عنى فاروز..فيروز ..اين انت ؟؟

ينما وقف جارية صغيرة جميلة المحيا بالطيب يضحك موشيه فى جزل وهو ينظر للجارية التى تمشط ذقن
االامير ثم ترش الطيب عليها ..وقد هبت نسائم الصيف عبر نافذة القصر وثمة سحب خفيفة تظلل السماء
..تذكر سارة..لم يرها منذ عدة اشهر ..حياته هنا تأخذه تمامأ عاد صوت الامير يخرجه مرة اخرى من
افكاره اطلب تجب يا موسى..هل اهديك جارية اخرى ..ثم يضحك فى جزل ..كيف هى الجارية القشتالية
معك يغمز موشية بمكر ..
ماريس كفت عن النواح ..قههقه بصوت عالى مع الخليفة ثم اردف:
مولاى ..هل تأذن لى

يجيب المعتمد والجارية الجميلة تهذب انامله..تفضل ..نسيت..الجابى الذى تريد تعينه فى الاسواق ما اسمه

- سليمان اللاوى يا مولاى
اخبره ان يتسلم عمله من باكر لدى ابن الخطيب ..اثار الاسم فى نفسه حفيظة وضغينة فهو يعرف ابن
الخطيب الخازن العام..
- ينحنى موشيه وهو يتم بكلمات الشكر ..ويغمم طابت لك يا شلومو سنرى كيف ترد الجميل بهذا لمنصب
- ينزل بسرعة على سلالم القصر وقد تغير حاله وتبدلت اساريره المنبسطة لتجعيدة قاسية فى جبينه
واعماقه تربد فى حنق ..هذه الامير الابله الذى يهتم لاخبار الجوارى يشارك ابن عمه الصغير فى حكم
مملكة من خيرة دول الاندلس..متى الخلاص ..متى الخلاص..اصطدم بطريقه بعائشة الصغيرة .فتجعد
انفها وتصرخ ويصرخ بوجهها حينما انزلق ارضا فجأة ....تقهق الصغيرة و تقهق فى تواصل ..ينظر
اليها موشيه بحنق ولا تكتفى عائشة بذلك بل تنادى وسط ضحكاتها
- فاروز فيروة تعالى لتشاهدى هذا .
. ينهض فى غيظ وهو يهم بخنقها..تمسكه ماريس جاريته وقد ظهرت فجأة وهى تهدئ من روعه
عائشة حبيتى ..هذا تصرف سئ
تفف عائشة الصغيرة ولم تفقد رباطة جأشها من الشخصين الذين يواجهها –
تقول بثقة لست حبيتك . عائشة تحب امها فقط واختها فاروز

نظر اليها موشيه شذراً من تلك القلادة التى تزين جيدها يعرف من هى..ابنة المعتمد..تجره ماريس من
يده جراً.. مدركة الغيظ الذى يستعر بداخله ..يتأرجح شعرها الاشقر الطويل حتى وسطها .. تضحك من
الصغيرة ومن غضب موشيه ..تصل بيت موشيه الذى يقع بجانب قصرالامير..بيت صغير من دروين
..تتجاوز البيت وهو يزوى بين حاجبيه..الى اين!!
تقول فى مرح الى حجرتى القديمة لازيل بعضا من عبوسك ..سأريك ما لا رأت عين هنا

دخل حجرة ماريس الصغيرة فى اقصى قصر الحريم..تملك ماريس عيون زرقاء مذهلة داكنة وبشرة
صافية وانف صغيرة وجسد بض ..لم يرى اجمل منها فى حياته..يعرف انها مكثت هنا نحو خمس
سنوات..قضتها كأبة وحزناً على صغيرها ..لم يأخذ المعتمد منها سوى النواح والبكاء فتركها لخدمة
زوجته القشتالية هذا ما عرفه منها..تحكى ماريس انها من انبل عائلات الفاكينج هناك فى الشمال الثلجى
وانها تزوجت واحد من اكبر بحارة اشبيلية ولكنه انصرف عنها بعد فترة واشتاقت هى للعودة لبلادها
حينما زارها احد قاربها ووعدها بسفرها مع ابنها الاانه باعها وقبض ثمنها ..لم يصدق قصتها ولا
اسرها..حينما اهداها له االامير عرفكيف يخرجها من بؤسها..لكنها لم تعرف كيف تخرجه ن..بؤسه..مازالت
سارة باعماقة ..مدت ماريس يدها بكأس شراب..غمز بعينه..رائعة انت ماريس وتعرفين دائما ما
احتاجه..ثم شربه دفعة واحدة.
.ضحكت فى مرح لم يحن وقت المتعة بعد ..لدى مفاجأة

نظر اليها بفضول مفاجأة اخذت منه الكأس ووضعتها جانبا امسكته من يده وهى تشيرة لكوة خفية فى
الغرفة..نظر موشيه هامساً وهو يجد جمع من النساء قدتخففن من ثيابهن..يلهون بالطين ..يشاركنهن بضعة
اطفال بينما وقفت عائشة التى نكافته منذ قليل بجانب امرة متسربلة بالسواد نظر بدهشة الى النسوة الاتى
ترمين بعضهمن بالطين ويضحكن فى جنون ولفت انتابه تلك الاسبانية بوجهها المشرب بحمرة وجيدها
المكشوف وصدرها المرتفع وشعرها الاسود الناعم الطويل الذى طاله بعض الطين.اغلقت ماريس الكوة
وهى تقوده بعيدا وتضحك هل رضيت:-
اطلعت على قدس الاقداس على حديقة لهو نساء االامير..تمتم موشيه نساء الامير..عاد للكوة مرة اخرى
لما يلهون بالطين
اغلقت ماريس الكوة فاعاد موشيه فتحها مرة اخرى وهى ساخطة..سيكشفون امرنا.نظر للنسوة مرة اخرى وهو يستغرب موضوع الطين..قالت ماريس وهى قلقة:-
ليس اى طين هى قصة معتادة حدثت كثيرا من تدليل اغنياء العرب للزوجات ..طلبت صفية ان تلهو
بالطين لانها رأت بعض الجوارى تفعلن ..فامر الامير باحضار كميات من الطين..ولكن ليس اى
طين..فزوجات الامراء لا يلهون بطين الجاريات..الطين ممزوج بالطيب والزعفران وقطع من الذهب
والفضة يبحثن عنها اشار.. من هذهّّ.. ردد بنزق صفية اسمها فى الاصل صوفيا..نبيلة قشتالية افلس
والدها فزوجها للمعتمد ..الطفلة التى ترفعها ولا نرى ملامحها هى فيروز ابنتها..الفتى السمين الذى يلهو
امامها هو صفوان ابن الخليفة من زوجته فارسية التى عادت لبلادها بعد شجار كبير مع الامير ..وهذا
الصغيرة ذات خمسة اعوام اسمها سارة امها جارية..اما الجميلة ذات السبع اعوام فهى زبيدة اجمل بنات
الامير وابنة الفارسية..اما عائشة ابنة عاتكة..غمم:- عاتكة – اسمها غريب لا يوجد فى الاندلس كلها هذا
الأسم..اغلقت ماريس الكوة وهى تقوده عبر الغرفة ..وما ادراك من هى عاتكة ..هى من يخشاها الامير
وينفذ اوامراها بلا نقاش..جاءت من مكة ..اعرابية لتسكن قلب الاندلس..قليل من يعرف كيف تبدو..من
ملامح عائشة ابنتها..تسطيع ان تقول انها على قدر رائع من الملاحة لأنها بزواجها من الأمير كان سبب
شجاره مع زوجته الفارسيه رائعة الحسن ..انسى امر الكوة قالت بحذر ..ضحك موشية وهو يمسد شعرها
ثم يرفع بيده ذقنها وينظر لثغرها الرائع لدى بعض العمل فى معمل الكمياء ثم نلتقى يا جميلة..اومأت بتفهم
وهى تسرع الخطى نحو بيت موشية بينما تسمر امام الجدار الذى يفصل حديقة نساء الامير عن الحديقة
الامامية الغناء للقصرانفتح باب الجدار فجأة وقد خرجت المرأة المنتقبة وفى يدها عائشة ..وكبير الحرس
يمضى تجاهها ..فتتعلق عائشة بعنقه وهو يضحك..غمم موشية فى مكر يبدو ان وراء الامور وان وراء
نقابك يا عاتكة اسرار واسرار..اصطدم بصره بنظرة الطفلة المشاكسة فاسرع الخطى.

هنا اغلقت فيروو الكتاب وهى تمتم بكسل وكانت هذه بداية قصتنا