(1)
صَرَخَتْ،،
وَتَعالتْ صرختُها
حِينَ تَطَاوَلَ كلبُ الشَّارعِ
مَدَّ يَديْهِ عَلى نَبضاتِ الأحلامِ الوَرْديَّةْ.
ثارتْ:
لا تلْمسْني
أَبعِدْ حقْدَكَ هذا عَنّي
فَأنا أطْهرُ منْ وَطَأتْ قدماها
جَنباتِ الكرةِ الأرْضيَّةْ.
خُذْ مِنّي روحي أو قلبي
قطِّعني أشلاءً لكن شرفي
أغلى عِندي منْ هذي الدُّنيا المؤذيّةْ.
وامْتَلأتْ عيناها بالدَّمعِ
كما المطرِ الـ يهطُلُ من أبوابِ سَماءٍ غاضبةٍ
يسري لهباً ليسَ بماءٍ
يحفرُ آلاماً
تدمي إحساسَ فتاةٍ عفويَّةْ.
(2)
كلبُ الشَّارعِ يتصرَّفُ كالمجنونْ.
لا يبغي شيْئاً في الدّنيا
غيرَ دقائقَ مِنْ إمتاعٍ
تغوي قلباً منغمساً في أوهامٍ ومجونْ.
شدَّ حجابَ الأنثى
ربطَ الأيدي
صلبَ الجسمَ على أنقاضِ رجولتِنا
ضحكَ وقالَ
أنا لا عرضَ اليومَ هنا سأصونْ.
واقتربتْ شفتاهُ كوحشٍ مسعورٍ
ينهشُ لحماً مكسوَّاً ببراءةِ عُمْرٍ
كانتْ تحلمُ أن تقضيَهُ لحبيبِ القلبِ
بعيداً عن أيِّ عيونْ.
فضَّ غشاءَ الطُّهرِ
تهتَّكَ من إجرامِ المفتونْ.
نَزفَتْ،،
ضَعفَتْ،،
ماتتْ،،
وانصرفَ بعيداً عن آثارِ جريمتهِ
كي يبحثَ عن أنثى أخرى
ظناً مِنهُ بأنَّ اللهَ
سيتركُ حقَّ المظلومِ يهونْ