عرض مشاركة واحدة
قديم 03-18-2012, 11:48 AM
المشاركة 309
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
تابع،،

البعدالاجتماعي:
تناقش الرواية كثيرا من الظواهر الاجتماعية و الحضارية كالتفاوتالموجود بين الشرق والغرب على مستوى العلم والثقافة والفكر والفلسفة والفن، ومعاناةالعالم العربي من التخلف والاستعمار والجهل والاستبداد السياسي والحرمان الاجتماعيوتردي القيم. كما تشير الرواية إلى نكبة فلسطين وضرورة النضال الوطنيوالقومي.
وتشير الرواية كذلك إلى البعثات الطلابية إلى الخارج وانسياقهم وراءملذات الحياة والتيارات الإلحادية المنحرفة والانغماس في الجنس والخمرة والاستهتاراللاأخلاقي. وتعكس كذلك منظومة الزواج في العالم العربي ، واستعداد الشباب العربيالمثقف للنضال والتضحية من أجل التحرر من الاستعمار والتخلف.
البعدالنفسي:
تتميز شخصيات الرواية بالطابع الوجودي وبخاصية الاستهتار والعبثواللاجدوى والخوف والقلق واليأس. فبطل الحي اللاتيني عند وصوله إلى باريس كان يحملمعه نفسية شرقية يطبعها الحياء والانطواء والانعزال والحرمان والكبت والشذوذ، إذاستقصد باريس للارتواء الجنسي باحثا عن المرأة للتلذذ بها أو الاجتماع بها وجوديا. وقد أحس بالإخفاق والإحباط العاطفي وتعرض للخوف والقلق والاغتراب الذاتي والمكانيولم يستطع أن يتكيف لا مع شرقه المستبد الممل ولا مع الغرب العبثي. وينتقل البطلبعد ارتباطه بجانين إلى التغني بالفردية والنرجسية بعيدا عن الهموم الجماعيةوالنضال الوطني. لينتهي به المطاف إلى الفكر الجماعي وعزمه في الأخير على النضالوالتحرر.
ج- القراءات النقدية:
هناك عدة دراسات قاربت رواية الحي اللاتيني،فهناك من اكتفى بتلخيص الرواية كما فعلت خالدة سعيد في كتابها حركيةالإبداع13، وهناك من قاربها من الناحية الفنية كالدكتور إبراهيم السعافين " تطورالرواية العربية الحديثة في بلاد الشام"، وهناك من حاكمها أخلاقيا مثل : عيسىالناعوري ورضوان الشهال اللذين أدانا البطل ووصفاه " بأنه سفيه خسيس ارتكب عملا لاأخلاقيا بتخليه عن الفتاة التي أنجبت منه، وخرجا من ذلك بأن المؤلف ، مثل بطله،سفيه خسيس"14. ونجد إلى جانب ذلك دراسات تقريضية أشادت بهذه الرواية وأبانت روعتهاالفنية والجمالية مثل: نجيب محفوظ و ميخائيل نعيمة ويوسف الشاروني وأحمد كمال زكيوشاكر مصطفى وعبد الله عبد الدائم ...15.
خاتـــــمــــة:
تعد رواية الحي اللاتيني لسهيل إدريس رواية وجوديةذات بناء كلاسيكي ولغة بيانية إنشائية شاعرية موحية مشوقة، كما أنها رواية ذهنيةحضارية تصور العلاقة بين الشرق والغرب من خلال المرأة كرمز فني لتجسيد هذا التقابلبين الرجولة والأنوثة من خلال رؤية للعالم قوامها التصور الوجودي الذي يستند إلىالحرية والمسؤولية.
1 -
سهيل إدريس: الحي اللاتيني، مطبعةدار الآداب، بيروت، لبنان، ط11، ص:26؛
2 -
سهيل إدريس: الحياللاتيني، ص:28-29؛
3 -
سهيل إدريس: نفسه، ص: 281-282؛
4 -
د. عبد الله السعافين: تطور الرواية العربيةالحديثة في بلاد الشام، دار المناهل، بيروت، لبنان، ط2، 1987،صص:463-464؛
5 -
د. سهيل إدريس: ( شهادة في تجربة روائية)،الرواية العربية: واقع وآفاق، دار ابن رشد للطباعة والنشر، ط1، 1981، ص: 286-287؛
6 -
سهيل إدريس: نفسه، ص: 32؛
7 -
نفسه، ص:67؛
8 -
نفسه، ص: 270؛
9 -
نفسه، ص: 136؛
10 -
نفسه، ص: 97؛
11 -
نفسه، ص: 43؛
12 -
إبراهيمالسعافين: نفسه، ص:446-447.
13 -
خالدة سعيد : حركيةالإبداع، دار العودة ، بيروت، لبنان، ط2،1982ص:225؛
14 -
انظر الرواية العربية: واقع وآفاق، ص:286؛
15 -
انظر الغلافالخارجي الخلفي لرواية الحي اللاتيني، ط11، 1995.
ملاحظةهامة : عن مجلة العربي المصرية