عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2016, 11:08 PM
المشاركة 221
أسرار أحمد
( سارة )
  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورشتنا العزيزة ، اشتقت لك و لبقية الإخوة سأقوم إن شاء الله بنشر إحدى قصصي هنا

هذه القصَّة كنت قد كتبتها في وقت مضى


قصَّتي بعنوان عنبر في جزيرة المرجان

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



عنبر في جزيرة المرجان .

مع كلِّ نسمة عليلة كانت مياه المحيط تتألَّق تحت أشعَّة شمس الصَّيف السَّاطعة الدَّافئة .
وفي هذا اليوم الصَّيفي الجميل خرج الحوت عنبر من بيته وهو شارد البال مفكِّر، فقد كان يشعر بالملل ، إذ لا عمل لديه هذا اليوم .
وما هي إلَّا لحظات حتَّى أنصت إلى نداء صديقيه الحوتين مسكٍ وريحان:
السَّلام عليك يا عنبر ،أتينا كي نصحبك في رحلةٍ ممتعةٍ إلى جزيرة المرجان، وما إن صمتا حتَّى علت وجه عنبر ابتسامة عريضة ، ثمَّ هزَّ رأسه إيماءً بالقبول .
سار مع صديقيه في طريقهم حتَّى وصلوا إلى وسط المحيط، فوجدوا أنفسهم أمام جزيرة مستديرة ،وردية اللَّون، أخذت شكل البركان ،لاتبعد عن سطح المحيط كثيراً .
وقف عنبر يتأمَّلُ الجزيرة الجميلة الممتدَّة روعتها إلى آخر مدى تراه عيناه .
ولمَّا اقتربوا منها أكثر سمعوا صوتاً يقول لهم :
أهلاً بكم .نظر عنبر بعينين ثاقبتين ،و لكنَّه لم يجد أحداً ، وأخيراً قفز من قلب أحد الهياكل الوردية اللون حيوان صغير على شكل أسطوانة ،كان فمه جميلاً جدَّاً ،تحيط به قرون استشعار دقيقة .
فتحت مسك فمها لتتكلَّم ، ولكن قبل أن تنطق بحرف واحد سمعت الحيوان الغريب يقول لها : ( إنّي أعرف ما تريدين أن تسألي عنه ،و إليك الجواب ) الحيوان الغريب الَّذي يقف أمامك هو البولب المرجاني .
ولكنَّ عنبر لم يستطع أن يكتم تساؤلاً جال في ذهنه ،فما كان منه إلَّا أن قال : أيُّها البولب المرجاني العجيب، هلَّا حدَّثت عنبر وصديقيه عن نفسك ؟
ردَّ البولب قائلاً :حسناً ،بكلِّ سرور .صمت قليلاً ثمَّ قال:
كنت قسمين صغيرين خرجا من والدي في ليلة واحدة بإعجاز إلهي ، ثمَّ اتحدا حتَّى أصبحت يرقة صغيرة تسبح في سطح المحيط عدِّة أيَّام ، وبعدما مللتُ من السَّطح عدتُ إلى القاع، والتصقت بسطحٍ صلب حتَّى أصبحت على شكلي الحالي .كان الجميع يمعن الإنصات ،مما أدخل البهجة على قلب البولب و أشعره بمكانته و أهميَّته وشجَّعه على تتمَّة الرواية قائلاً :
ولكن عندما شعرتُ بالوحدة بدأت بالانقسام حتَّى كوَّنت بوالب مطابقة لي تماماً ،ولكي أحمي نفسي
تناولت كربونات الكالسيوم من ماء البحر، ثمَّ فرزتها حولي مكوِّناً هيكلاً وردياً مرجانياً صُلباً .
كانت علامات الدَّهشة تملأ وجه عنبر، فما كان منه إلاَّ أن قال متعجِّباً: و هل هذا يعني أنَّ المرجان الفاخر الَّذي يقتنيه البشر ما هو إلَّا هيكلك الخارجي ؟ فأجاب البولب:نعم .
ثمَّ قفز ومدَّ قرونه ليصطاد العوالق البحرية
من المياه الطافية، وما هي إلَّا لحظات حتَّى قام بابتلاعها ، وفي تلك اللَّحظة صاح ريحان :أيُّها البولب الجَّميل ،هل هذا هو طعامك الوحيد؟ نظر البولب إليه بعينين سعيدتين ثمَّ قال:
لا لقد جعل الله في أنسجتي طحالب تقوم بعملية التركيب الضَّوئي، تحوِّل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين وغذاء أعتمد عليه كثيراً.
ثمَّ قال بصوتٍ ملؤه الفرح :
غداً عندما أموت أترك هيكلي الخارجي، ليكون أساساً لبولبٍ آخر ،يبني فوقه هيكله الخاص ،وهكذا تتكوَّن الشعاب المرجانية .
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صمت البولب، ثمَّ راح عنبر و صديقاه يتسامرون مع أسماك الزِّينة بين النَّباتات ،وما كادت
الشَّمس تغيب متعبةً وراء الماء حتَّى ودَّع عنبر و صديقاه البولب الجميل ،وساروا باتِّجاه بيوتهم وفي أثناء سيرهم كانوا يفكِّرون ويتحدَّثون بأمر ذاك البولب الجميل ، والجزيرة الآسرة .

*******************************
واعذروني إن تأخرت في الرد و المشاركة فهي بعض الظروف و الضغوطات .