عرض مشاركة واحدة
قديم 02-02-2014, 09:37 AM
المشاركة 483
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
والان مع العناصر التي شكلت الروعةفي رواية - 22ـ مدام بوفاري، للمؤلف جوستاف فلوبيرت

- تمتاز رواية مدام بوفاري بواقعيتها وروعة أسلوبها، والتي أثارتقضية الأدب المكشوف.
- ويعتبر فلوبير مثلاً أعلى للكاتب الموضوعي، الذييكتب بأسلوب دقيق، ويختار اللفظ المناسب والعبارة الملاءمة.
- ينتمي الكاتب الفرنسيإلى المدرسةالواقعيةالأدبيةوعادة ما يتمالنظر إلى روايته المشهورة (مدامبوفاريMadame Bovary)،باعتبارها أولرواية واقعية،

- وهو الذي تابعالمشروع الروائي الواقعي، الذي بدأه كتاب فرنسيون آخرون، وأرسى قواعده، إلا أنهبالرغم من انتمائه إلى المدرسة الواقعية،

- يظل ذلك الكاتب الذي زاوج بين واقعيته،وبين ميله الرومنطقي، الذي ظهر جليا في روايته (سالامبو Salammbo)، وفي تضاعيفرواياته الأخرى، التي حملت عناوين: (إغراء القديس أنطونيوس) و(التربية العاطفية)،بالإضافة إلى روايته (مدام بوفاري).

- على خلاف الكتاب الرومانتيكيين، الذينيعتمدون على الخيال، والعواطف المتقدة، في التعبير الأدبي، تميز جوستاف فلوبير :
- بقدرته على الملاحظةالدقيقة،
- وعلى توصيف النماذج البشرية العادية،توصيفا دقيقا،
- والاستعانة بالعقل،والرؤية الموضوعية، بدلا من نظيرتها الذاتية، التي يتصف بها الكتاب الرومانتيكيونعادة،
- والواقع أنه الكاتب الذي لم يكن ينفرمن الواقع على غرار الرومانتيكيين، بل كان يعتقد أن الفن الحقيقي هو الفن الموضوعي Objective وأن الفصل بينالفنان كذات، وفنه كموضوع، ضروري،
- ومع ذلك، فإنه الكاتبالذي يمثل المذهبين الواقعي والرومانتيكي، بطريقة أو بأخرى.

- وفي رواية (مدام بوفاري (،يصور جوستاف فلوبير التطورات الطارئة على بطلةالرواية، إيما بوفاري، من الناحيتين السيكولوجية والأخلاقية، وبالإضافة إليهاكنموذج بشري أنثوي، عادي،

- كما انه يصور طبائع وأمزجة عدد من الشخصيات الأخرى، وكلهانماذج عادية، تحيا في الواقع الاجتماعي، وتنتمي إلى الطبقة الوسطى Middle-class ولها اهتماماتها، وأهدافها،ومشاريعها العادية، وبالفعل فإن توصيف النماذج التي تحيا الواقع، ليس عملية يسيرة،

- جوستاف فلوبير وفق هذا المنظور، روائي وفنان واقعي بامتياز، وهو قادر على رصدالطبائع البشرية، ومعرفتها، معرفة عميقة، على خلاف الرؤية الفلسفية، التي تؤديبالفيلسوف عادة، إلى معرفة الإنسان، ودوافعه، وحوافزه، والأخلاقيات التي يؤمن بها،بأكثر من معرفة الأفراد، وطبائعهم، التي تتميز بها فردانيتهم،

- وهذه الظاهرةموجودة على نطاق واسع، لدى الفلاسفة، بالرغم من طاقاتهم الكبيرة على التحليلالسيكولوجي للطبائع البشرية، على أن جوستاف فلوبير لم يكن فيلسوفا، بل روائيا،وفنانا واقعيا.

- ومماتتصف به بطلة الرواية إيما بوفاري، ميلها إلى التعالي الذاتي، على الطريقةالرومانتيكية، وكانت قراءاتها في الأدب الرومانتيكي، وإطلاعها على رواية (بولوفرجيني Paul and Virginia)، للكاتب الرومانتيكيبرناردين دي سان بيير (1814-1737)، بالإضافة إلى أشعارألفونس دو لامارتين (1869-1790) العاطفية، والحكايات التاريخيةللكاتب الإنكليزي سيروالتر سكوت (1832-1771)، قد أدت إلى تعلقها بهذا النوع منالأدب، وإلى ميلها إلى الارتقاء بذاتها، والتطلع بأمل، إلىالمستقبل، والنفور من الحاضر، الذي يتصف بالافتقار إلى الفاعلية، والنشاطية. وإنزواجها من الطبيب التقليدي شارل بوفاري، أدى إلى زيادة إحساسها بالفراغ، ورغبتها فيالانعتاق من القيد الاجتماعي، الذي يكبلها، ويمنع روحها من التعالي والارتقاء.

- ومهما يكن منأمر،فإن مشروع البطلة إيما بوفاري، يفشل فشلا شاملا، بعدإخفاقها في الحب، مع عشيقيها، رودولف وليون، وهو الإخفاق الذي يتجلى بانكسارهاالسيكولوجي، وبموتها، على هذا المستوى، مما يجعلها تقرر الانتحار، ولا تتردد فيالإقدام عليه، لا بل أنها تشعر بالارتياح والسعادة، لأن متاعبها آيلة إلى الزوال،ومعاناتها في طريقها إلى الانتهاء.

- وإنه لمن التراجيدي بالفعل، أن يشعر المرء بأنموته هو سبيله إلى الخلاص من المعاناة، وبالرغم من أن المفكر والشاعر الإيطاليجياكومو ليوباردي (1837-1898) Giacomo Leopardi، قد وصل إلى اختبار حالة الموتالسيكولوجي، والتصق بها، إلا أنه اعتبر الانتحار خيارا مرفوضا، وهو بقراره هذا،إنما يؤكد الحالة، كواقع سيكولوجي، ومن ناحية أخرى، فإن حقيقة كونه مفكرا، وليسشاعرا فقط، قد مكنته من اتخاذ قراره، باحتمال الحياة، حتىالنهاية.