عرض مشاركة واحدة
قديم 01-31-2011, 10:45 PM
المشاركة 11
رقية صالح
أديبـة وكاتبـة سوريــة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي


وصية



يقول: أؤمن بالشعر، بالحب، بالموت



لهذا، بالضبط، أؤمن بالخلود



لهذا أكتب الشعر



أكتب العالم؛ أنا موجود، العالم موجود



من طرف إصبعي ينساب نهر



زرقة السماء سبع زرقات.. هذه الطهارة



من جديد، هي الحقيقة الأولى، هي رغبتي الأخيرة



.....



إسكندر حبش


- - - - - -
- -




الحادث الليلي



سمّر المسمار في الحائط



لم يكن لديه ما يعلّقه عليه



راح ينظر إليه جالساً قبالته في المقعد القديم



لم يكن بقادر على أن يفكر في شيء، أو أن يتذكر شيئاً



نهض وغطى المسمار بمنديله



وفجأة، رأى يده مخضبة بلون أزرق



دهنها به القمر الذي كان يقف عند النافذة



كان القاتل قد رقد في سريره



ساقاه عاريتان وطيدتان ممدودتان خارج الغطاء



تتعانق الشعيرات عليهما في وله وأظافره متسقة



وإن برز من إصبعه الصغير ورم خشن ضئيل



هكذا تنام التماثيل على الدوام بعيون مفتوحة



وما عاد أي حلم أو قول يثير الخوف



لقد توافر لك الشاهد الصادق الأمين الكتوم



لأن التماثيل وأنت تعرف ذلك لا تخون



وإنما هي تفصح فحسب وتبين

هذي دمشقُ وهذي الكأسُ والرّاحُ
إنّي أحبُّ... وبعـضُ الحبِّ ذبّاحُ
أنا الدمشقيُّ لو شرحتمُ جسدي .. لسالَ منهُ عناقيـدٌ وتفـّاحُ
ولو فتحتُم شراييني بمديتكم .. سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
زراعةُ القلبِ تشفي بعضَ من عشقوا .. وما لقلبي إذا أحببتُ جرّاحُ
مآذنُ الشّـامِ تبكي إذ تعانقني .. وللمآذنِ كالأشجارِ أرواحُ
للياسمينِ حقـوقٌ في منازلنا.. وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا .. فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ ولمّاحُ
هنا جذوري هنا قلبي .. هنا لغـتي فكيفَ أوضحُ؟
هل في العشقِ إيضاحُ؟

- - - - - - - - - - - - - -
(أعشق وطني والمطر)