عرض مشاركة واحدة
قديم 10-16-2020, 09:22 AM
المشاركة 2095
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... سُوءُ حَمْلِ الفَاقَةِ يَضَعُ الشَّرَفَ ....


أي إذا تعرض للمطالب الدَّنِيَّةِ حَطَّ ذلك من
شرفه ، قال أوس بن حارثة لابنه : خيرُ الغنى
القُنُوع ، وشرّ الفقر الخُضُوع ، وينشد :

ولقدْ أَبِيتُ عَلَى الطَّوَى وَأَظَلُّهُ
حَتَّى أَنَالَ بِهِ كَرِيمَ المَأْكَلِ

أراد أبيتُ على الطوى وأظل عليه ، فحذف حرف
الجر وأوصل الفعل ، والباء في " به " بمعنى مع ،
أي حتى أنال مع الجوع المأكَلَ الكريمَ فلا يُتَّضع
شرفي ، ولا تنحطُّ درجتي ، وينشد أيضاً :

فَتًى كَانَ يُدْنِيهِ الغِنَى مِنْ صَدِيقِهِ
إذَا مَا هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبْعِدُهُ الفَقْرُ


والأصلُ في هذا كلامُ أكثم بن صيفي حيث قال :
الدنيا دُوَل ، فما كان منها لك أتاك على ضَعْفِكَ ، وما
كان منها عليك لم تَدْفَعْه بقوتك ، وسُوءُ حمل الغنى
يُورِثُ مرحاً ، وسوء حمل الفاقة يضع الشَّرفَ ،
والحاجة مع المحبة خيرٌ من البغضة مع الغنى ، والعادة
أَمْلَكُ بالأدب .