عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2020, 03:01 PM
المشاركة 1909
عبد السلام بركات زريق
مشرف منبر الشعر الفصيح

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية المشرف المميز الألفية الأولى الحضور المميز 
مجموع الاوسمة: 6

  • غير موجود
افتراضي رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ زَارِعٍ لِنَفْسِهِ حَاصِدٌ سِوَاهُ ....

قال ابن الكلبي : أول مَنْ قال ذلك عامر بن
الظَّرِب ، وذلك أنه خَطَبَ إليه صَعْصَعَة بن
معاوية ابنَتَه ، فقال : يا صعصعة ، إنك جئْتَ
تَشترِي مني كَبِدي وأرْحَمَ ولدي عندي ، مَنَعْتُك
أو بعتك ، النكاحُ خيرٌ من الأَيْمَة ، والحسيب
كفْ الحسيب ، والزوج الصالح يعد أباً ، وقد
أنكحتك خَشْيَةَ أنْ لا أجد مثلك ، ثم أقبل على
قومه فقال : يا معشرَ عَدْوَان أخرجت من بين
أظهركم كريمتَكم على غير رَغْبَةٍ عنكم ، ولكن مَنْ
خُطَّ له شيء جاءه ، رُبَّ زَارعٍ لنفسه حاصد
سواه ، ولولا قَسْم الحظوظ على غير الحدود ما
أدرك الأخر من الأول شيئاً يعيش به ، ولكن
الذي أرسل الْحَيَا أنبت المَرَعى ثم قسمه أكْلاً لكل
فَمٍ بَقْلَة ومن الماء جرعة ، إنكم ترون ولا تعلمون ،
لن يرى ما أصِفُ لكم إلأ كلُّ ذي قلب واعٍ ، ولكل
شيء راعٍ ، ولكل رزق ساعٍ ، إما أكْيَسُ ، وإما
أَحْمَقُ ، وما رأيت شيئاً قط إلا سمعت حِسَّه ،
ووَجَدْتُ مَسَّه ، وما رأيت موضوعاً إلا مصنوعاً ،
وما رأيت جائياً إلا داعياً ، ولا غانماً إلا خائباً ، ولا
نعمة إلا ومعها بؤس ، ولو كان يميت الناسَ الداءُ
لأحياهم الدواء ، فهل لكم في العلم العليم ؟ قيل : ما
هو؟ قد قلتَ فأصبت ، وأخبرتَ فصدقت ، فقال :
أموراً شَتّى ، وشيئاً شياً ، حتى يرجع الميت حياً ،
ويعود لا شيء شيئا ، ولذلك خلقت الأرض والسماء،
فتولوا عنه راجعين ، فقال : وَيْلُمِّها نصيحةً لو كان
مَنْ يقبلها .