-طقوس يومية
أنا لا أكتب بل أمارس طقوسا يومية تعودتُ عليها , كالمشي والرياضة ,
كفنجان قهوتي المرّة المذاق , جريدة الصباح وأخبارها البائتة ,
ومن ثم الوقوف على الشرفات , ومحاكاة الذات , وإطلاق فقاعات في الهواء ,
وهذا طقس أخر لاختناق الروح في بوتقة الحرف ...
- رئة ثالثة
هو القلم النازف من صدر الحكاية الموجوعة , قد أثقل كاهلي، فما عدت قادرة
على التنفس , التشنج قد وصل أقصى مدى ,
وخيوط الحزن تنسج حول عنقي آلف مشنقة ومشنقة ,
أحتاج إلى رئة ثالثة ، حتى لا أصاب بالاختناق..
- دهاليز
حروف محملة بمشاعر مجهولة الهوية , لا وطن يحتويها , ولا تأشيرة تمنحها جواز عبور ,
قد ضلت الطريق،تاهت في دهاليز الصمت ,بين تلافيف الذاكرة ,
لتحتضر كل يوم ألف مرة , وماذا بعد الاحتضار موت محتم فوق أرصفة الغربة ...
- شهقة أخيرة
حويصلات الرئة مشبعة بغاز ثاني أكسيد الحزن ,شهيق لا زفير , وروح معلقة بأطراف الغيم ,
تعتصرُ الوفاء , ينهشها الحنين , ويعاقرها الدمع بكؤوس الحرمان ,
فهل هناك أصعب من أن يستحم المرء بدموعه...!!!
- ضمير غائب
وبعد التعب وعصر ذاكرة الوجع في خاصرة الكلام ,
احدودب الظهر من ثقل الضمائر الغائبة , والحروف المبعثرة فوق رمال الاحتراق
,
فبات كسيح الفراش , يسرد رحلة طويلة من الانخراط في بوتقة الحرف
الذي لم يجلب إلا الفقر من تلك الوجوه الباردة , والابتسامة الصفراءعندما يقتاتون عليه ,
يغتالونه في عزَّ الظهيرة , يتوجونها بالزيف ، يلونوها بالخداع , ويخلعون عنها ثوب النقاء .
اعتراف أخير..
الذاكرة متقدة من الاحتراق , والرماد يعلو ها كسحب سوداء ,
والورق تحمله أشباه أصابع , والقلم يبحث عن منفى ،
ها انا أعترف ..أنني أكتب لواقع ما عاد يعني إلا المزيد من المشقة والتعب
لذا سأغلق الدفاتر حتى نرمم وجع القلوب من نزف القصائد
ومن أيد تجوب في الخفاء ,ومن ضمير ما زال في سبات...
وتظل قصائدنا ,,, تلك التي نحلم بها ولم نكتبها بعد
فاطمة ( وجع الحروف ) جلال
15-01-2012
__________________
ـــــــــــــــ