الموضوع: الحُــــدَاء
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
27

المشاهدات
12592
 
الشاذلي القرواشي
شاعر تونســي

الشاذلي القرواشي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
31

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2011

الاقامة

رقم العضوية
10149
07-16-2011, 09:49 PM
المشاركة 1
07-16-2011, 09:49 PM
المشاركة 1
افتراضي الحُــــدَاء
الحُداء
.
.
.


أيقظتِ رُوحي وذي الصّحراءُ نائمةٌ
مَاذا سَيُجدي بيَ التّرحالُ في الأفقِ
.

والناسُ ناموا على دَوْح الدُّجى وأنا
كحّلتُ عينَـيْ غزال النّور بالأرقِ
.

لكَم فـرشتُ لكِ الآهاتِ منـتجعا
حتىّ إذا بـان منّـي العظْم لم تَـثِـقِ
.

لَـمَّا خَشيتُ كَمَا تَخشى الطّيور عَلى
أرواحِها هَلَكا من شدّةِ الفَرَقِ
.

صعدتُ فوق جبال الوجد مرتقبا
وكنتُ أعرف في عيـنيْـكِ منْـزلقي
.

أستلُّ روحي من النّاياتِ باكيةً
وصرتُ أرمي بها في وحشةِ الفلقِ
.

يا عازفَ النّاي مَهْلا صار يَجذِبني
موجٌ من العزف يرميني إلى الغرقِ
.

كلُّ البحار إلى الألحان أرفعها
لماّ تضجُّ نجومُ الليل بالغسقِ
.


خبّأتُ نهرَ الأساطير التي نفقَتْ
تحتَ الرّموش فنَـزّ الماء من حدقي
.

جُنَّ البياضُ أبيتُ الليلَ أسألني
ماذا سأكتبُ فيكَ الآن يا وَرقي
.

يَدِي على حلقةٍ في الرّوح أطرقها
وكلّ حين أعيدُ الطّرقَ للحلقِ
.

حتّى إذا مَـجَّت الأشياء منطقَها
صاحَ الفراغُ بِملْءِ الصّوتِ في أفقي
.

عشرون عاما وذي الأبوابُ تطرقها
ولستَ تعلم أن الطّرقَ في الخَفِقِ
.

فَسرتُ خلفَ حُداء الرّكب مرتحلا
قد جمّع الرّحلُ ما في الجسم من مِزقي
.

ناديتُ بعضي إلى بعضي لأجمعَني
بانتْ ضلوعي كشمل غير متّفقِ
.

عجبتُ من صخرة الأيام أرفعها
كأنّ كلّ صخور الأرض من قلقي
.

غلّقتُ بعدَكِ بالأسوار غاويتي
فعاد بي الخلْوُ للأرحام والعلقِ
.

شيَّعْ ترابي إلى جْوف التّرابِ إذن
وقلْ لمِا في بقايا الرّوح... انعتقِِ
.
.
*****
*****
*****