الموضوع: الأدب العبري
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-08-2010, 09:46 PM
المشاركة 8
عبير جلال الدين
كاتبـة مصـرية
  • غير موجود
افتراضي رد: الأدب العبري
ويمكن فى هذا الصدد أن ننقل ما قالته الباحثة والأخصائية فى التحليل النفسى عدنا لومسكي (فى بحث منشور فى العدد الحادى عشر من مجلة النظرية والنقد عام1977، والتى تصدر عن معهد فان لير بالقدس) حيث تقول:

إن طبيعة الحرب على المستوى الإسرائيلى تعنى إذن وجوب أن تعود الحياة بعد الحرب إلى مسارها المعتاد ، وتقاس قدرة المجتمع الإسرائيلى على الصمود والاستمرارية بناء على قدرته على الاستمرار فى الحياة كالمعتاد بعد نهاية الحرب، ولدى هذا المجتمع آليات ثقافية واجتماعية تهدف إلى الحد من تأثير الحرب،
ومنعها من إعادة تشكيل توجهات المجتمع... تقوم هذه الآليات بتوجيه الجدل المطروح حول الحرب، والنقد الموجه إلى نتائجها، فى اتجاه يسمح للفرد بالتجرد من مشاعر الذنب، والاستمرار فى حياته الشخصية كالمعتاد، وبشكل يكفل إحكام الرقابة على الأصوات الأخرى ووجهات النظر المخالفة، فى الجدل الدائر حول الحرب.

الآثار الثقافية والاجتماعية لحرب أكتوبر:

أبرزت حرب أكتوبر العديد من الظواهر السلبية، التى أثرت بشدة فى المجتمع الإسرائيلي، رغم وجود الآليات سالفة الذكر.
وقد بدأ بعض هذه الظواهر فى الظهور أثناء الحرب، بينما ظهر البعض الآخر فى وقت لاحق. ومن أبرز هذه الظواهر ظاهرة التعبير عن رفض التورط فى حرب،
كان من المملكة تلافيها، عن طريق القيام ببذل بعض الجهد. وقد عبر بعض الجنود عن هذا الرفض، أثناء الحرب، بشكل أدبي.
وربما كان أبرز ما نشر، فى أثناء الحرب، قصيدة أرسل بها أحد الجنود الإسرائيليين، من موقع فى منطقة عيون موسي، إلى مجلة باماحانيه الناطقة بلسان الجيش الإسرائيلي، ونشرت بتاريخ 82/11/3791. جاءت هذه القصيدة كتعليق ساخر على أغنية إسرائيلية، تقول كلماتها: أعدك يا طفلتى الصغيرة أن هذه ستكون الحرب الأخيرة.


وكتب الجندى على نفس النمط يقول :

كنت طفلة صغيرة وكنا فى حرب 1948،
عندما غنيت لي:
أعدك أن الأمور ستكون على ما يرام.
ارتديت الزى العسكري.
وألفت لى أغنية.
ووعدتنى أن هذه هى الحرب الأخيرة.
قلت لى وقتها.
سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة.
ومرت بضع سنين.
وعدت مرة أخرى للحرب.
فى معارك سيناء وحرب 1956.
ومرة أخرى كتبت لى أغنية ذاع صيتها.
واشتريت اسطوانة - ثم أخري.
لأنك وعدتنى مرة أخري:
سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة.
وذهبت مرة أخرى إلى الحرب والدماء.
وكتبت لى قصيدة جديدة، متفائلة وبريئة،
طبعت على الفور فى كل دواوين الشعر.
ووعدتنى مرة أخرى وقلت:
سترين يا صغيرة، أن هذه ستكون الحرب الأخيرة.
وهكذا وصلنا إلى حرب أكتوبر.
وسارعت مرة أخرى إلى تأليف المزيد من القصائد.
ومرة أخرى قلت لي:
يا طفلتى الصغيرة.
أنا الآن كبيرة.
ولم أعد أصدق.
إن كان لابد إن نحارب فلنفعل ذلك.
ولكن على الأقل، يمكنك أن تتوقف عن كتابة القصائد وإطلاق الوعود.

،،