خرجتُ يوماً أجرهُ بيدي
فيتعثر
لكنه
يعود ليقف من جديد
يقول:
ما بالُكِ تسوقينني بهذه القسوة!
وبأي فلاةٍ تُهلكينني
لا بُد أن تخرُجَ من هذا العالم!
فلا مكان لكَ فيه
سأقتُلُكَ أو أصلبك
أو أهوي بكَ من أعلى هذا الجبل
فأنتَ لست موجوداً بيننا
تجلس في البعيد لتراقبنا
وكأنك متفرج غبي لمسرحية
القتل والهلاك والحقد!
جلسَ على الأرض فجأةً
ويداي تعصران يده الضعيفة
أسمعُ أنينهُ
وأرى بحراً من الدموع في عينيه!
وبعد أن
هدأ الأنين وجمع شتات نفسه
أشارإليّ
لأنظر
إلى الأغصان
وقال:
والله ما ألتف الغصن على الغصن إلا لأجلي
ولا بكى العصفور لفراق أليفه إلا بسببي
ولا ناحت الورقاءُ إلا أمامي
وأنا خُلقتُ من أجل كلِّ هؤلاء
ليس لكم أنتم أيها البشر
وحدكم!
أنتم عندما تتشاتمون أتألم
وكأن الرصاص يخرم جسدي
وأنا كما ترين ضعيف
لا أصمد أمام هذه
الأوجاع
وأنتم تصنعون الأسلحة الفتاكة
فأموت هلعاً
وأنتم الذين تنامون
وقلوبكم مليئة بالأحقاد الخفية!
فلا أستطيع زيارتكم
حتى في الأحلام!
فكيف أكون بعد هذا كله بينكم
وأنتم تتقربون لعدوي اللدود
"الحسد"!
الذي لا أبني شيئاً إلا ويهدمه!
ولا أزرع نبتاً إلا ويحصده!
ولا أفتح باباً إلا ويغلقه!
اطردوه
وانبذوه
وانظروا
كيف أقرب اليد من اليد
وأزرع البسمة على الثغر
واسقي القلب بنور الحب
********