عرض مشاركة واحدة
قديم 08-29-2010, 06:58 AM
المشاركة 30
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
نفحة من بستان الوحي




[GASIDA="type=0 bkcolor=#003300 color=#FFFFFF font="bold large Arial, Helvetica, sans-serif""]قام فيها الصَّباحُ بعد المساءِ=فبنى فوقها حصون الضياءِ
وأدار السِّياج حول رُباها=فحماها من سَطْوةِ الدُّخلاءِ
ودعا نحوها السَّحاب فأعطى=ماءه صافياً بدون غثاءِ
وَحَبا الأمن للعصافير حتى=أمتعتْ روضَها بشدو الصفاءِ
لم يدعْها في غَيْهب الليل، لكنْ=سكب النورَ فوقَها من حراءِ
ودعاها إلى الشموخ فسارتْ=تتسامى بخاتم الأنبياءِ
لم يكنْ صوتُه سوى صوتِ حقّ=أسمع الغافلينَ أحلى نداءِ
حينَها ازدانتِ الجبالُ وأحيا=صوتُه العَذْبُ بَهْجَةَ الصحراءِ
حينَها صارت العقيدةُ أُماً=وأباً للعبيد والضعفاءِ
دارت الأرضُ دورةً أيقظتْها=من سُباتِ الجهالةِ الجَهْلاءِ
واستدار التاريخُ لما رآنا=ننقش النور في يدِ الجوزاءِ
وانتشى المجدُ حين أصغى إلينا=نتحاكى بقصَّةِ الإسراءِ
كبرياءُ الطُّغاةِ ماتت لأنا=قد سجدنا لصاحب الكبرياءِ
ولأنَّ القرآن نَبعُ يقينٍ=ترتوي منه أنفسُ الأتقياءِ
حين تُتلى آياتُه يَتجلَّى=كلُّ معنىً من التُّقى والنَّقاءِ
تلتقي الأرضُ بالسماءِ لقاءً=لم تَر الأرضُ مثلَه من لقاءِ
رفع الناس من عبادةِ صخرِ=وترابٍ إلى مقام السَّماءِ
خرجوا من براثنِ الكفر لمَّا=بَدَأ المصطفى بكشف الغطاءِ
نشر الحبَّ فوقهم فاستظلُّوا=واستراحوا من قَسْوة الرَّمضاءِ
واستلذُّوا البلاءَ فيه احتساباً=إنَّ في الحقِّ لذَّةً للبلاءِ
مََنْ أبو جهلَ، مَنْ أميَّةُ إلاَّ=أنفسٌ غُذِّيت بشرِّ غذاءِ
صنعوا تمرَهم إلهاً أراقوا=عند رجليه دمعةَ استجداءِ
ثمَّ جاعوا فحوَّلوه طعاماً=فتأمَّل عبادةَ الأهواءِ
إنَّه الكفرُ يجعل الحرَّ عبداً=ويُريه الأَمام مثلَ الوراءِ
يا رياضَ القرآنِ فيكِ احتمينا=من لظى القيظ أو صقيع الشتاءِ
ووجدنا الأمانَ من كلَّ خوفٍ=ولقينا الشِّفاءَ من كلِّ داءِ
يا رياضَ القرآن، نهرُكِ يجري=صافياً في مشاعر الأَتقياءِ
لم يزلْ يمنح النُّفوسَ ارتقاءً=عن مَهاوي الرَّدَى وأيَّ ارتقاءِ
لم يزلْ يمنح الصدور انشراحاً=ويُريح القلوبَ بعد العَناءِ
يا أبا خالدٍ أرى النور يَهمي=صافياً، من تلاوة القرَّاءِ
إنَّه الوحي سرُّ كلِّ نجاحٍ=وفلاحٍ، ومُؤْنسُ الغرباءِ
حينما يلتقي كتابٌ كريمٌ=بسيوفٍ للحقِّ ذاتِ مَضاءِ
يصبح العدلُ منهجاً للبرايا=وغصوناً ممدودةَ الأَفياءِ
إنَّه الوحي، يصرف الشرَّ عنَّا=ويَقينا تسلُّط الأَعداءِ
يا أبا خالدٍ، أرى القدسَ تبكي=لها الحقُّ في شديد البكاءِ
كبَّلَ المعتدي يديها ونادى=كلَّ لص، وقال: هذا فنائي
فخذوا كلَّ ما أردتم وذوقوا=مُتْعة الشُرْب من دموع النساء
واستلذُّوا بقتل طفلٍ بريءٍ=وبما تشربونه من دماءِ
أشعلوا بالرَّصاص ثوب فتاةٍ=سجنتْ فيه موجةَ الإغراءِ
وانثروا بالرَّصَاص جَبْهةَ شيخٍ=واستلذُّوا بمنظر الأَشلاءِ
إنَّه الغدر من سجايا يهودِ=منذ تاهوا في لجَّة الصحراءِ
حاجةُ القدس أنْ ترى جيشَ حقٍ=حافظاً للكتابِ صَلْبَ البناءِ
حين يتلو الأنفالَ يفتح منها=أَلْفَ بابٍ إلى طريق الفداءِ
يرفع الحقَّ في سراديب عصرٍ=لم يزلْ يستبيح كلَّ الْتواءِ
يا أبا خالدٍ، هنا البذلُ بَذْلٌ=وهنا يرتقي مقامُ العطاءِ
وهنا يصبح السَّخاءُ سخاءً=تتسامى به معاني السَّخاءِ
أنتَ أََجْرَيْتَ ها هنا نهرَ خيرٍ=وجزاء الرحمن خيرُ الجَزاءِ
إنَّ أقوى جيشٍ على الأرض جيشٌ=غُذِّيَتْ روحُه بوحي السَّماءِ[/GASIDA]