عرض مشاركة واحدة
قديم 11-28-2020, 08:55 PM
المشاركة 2
ثريا نبوي
المراقب اللغوي العام
الشعراء العرب

اوسمتي
الألفية الرابعة الألفية الثالثة الألفية الثانية التميز الألفية الأولى القسم المميز شاعر مميز المشرف المميز 
مجموع الاوسمة: 8

  • موجود
افتراضي رد: مثل العروسِ بهاء في تزيّنها
أتأمَنَنّ لدنيا غدرها عمَمُ = والخيرُ فيها جوادٌ ما له قَدَمُ

لم تعطِ إلا لمنْ بالذلِّ يصحبها = حتّى إذا تمّم البنيانَ ينهدمُ

مثل العروسِ بهاء في تزيّنها = والروحُ سوءٌ بها والنكْثُ والعقمُ

الناس فيها سكارى والردى يقَظٌ = والذكرياتُ شجونٌ والصبا حلمُ

العمرُ كدّ لمجهولٍ وأمنية = والشيبُ ضرٌّ وتنبيهٌ ومختتمُ

كالخصب بغْرٌ سقاه والربيعُ زها = تُبنى الأماني ويجني ريعَها عرمُ

قد قايضوا الدين بالدنيا فما ربحوا = وكيف يربحُ من في فمهِ الطُعمُ

مثل النجوم قريبات بجمعهم = وهن بعادٌ كأن ما ضمّها سدمُ

لصاحب الحقِّ لم يقفوا وإن فقهوا = وللعتاةِ همُ الخدّام والحشمُ

في الصدر غلّ ولكن ضرسهم ضحك = مثل الضواري جياعا حين تبتسمُ
الله الله الله
من أروع ما قرأتُ في وصفِ فاتِنتِنا الدنيا
جامِعةٌ ماتِعة، اخضوضَرتْ فيها الحِكَمُ وأزهرت صُورًا يانِعة
للهِ دَرُّ الشعرِ في بحر البسيطِ وقد نَضا عنه ثيابَ البساطةِ
فارتدى ثوبًا قشيبًا مطرَّزًا بلآلئِ الإبداع
:
ولي وقفةٌ صغيرةٌ هنا:
مثل النجوم قريبات بجمعهمُ = وَهُنْ بعادٌ كأنْ ما ضمّها سدمُ
التشكيلُ هنا تحتاجُهُ الحروفُ قِمةَ الاحتياج؛
ففي غيابِهِ: قرأتُّ (هُنَّ) كما هو بناؤها النحويّ؛ فكسرتِ القراءةُ الوزن
ثم أدركتُ أن الضرورةَ الشعريةَ ألجأتِ الشاعرَ إلى تشكيلِها الذي لم يُفصِح عنه:
(وَهُنْ) لتستقيمَ (مُتَفْعِلُنْ/وهُنْ بِعا) ..
وكذلك: (كأنْ) وهذا جميلٌ في التطويعِ ولا بأسَ به، بل هو مهارةٌ في السبْك!
ولهذا شكّلتُ الحُروف للتيسير على المُتلقي.. لعلي لم أبتعِد عن المقاصِد
قوافلُ احترام

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة