عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2015, 06:10 PM
المشاركة 4
انمار رحمة الله
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
- متى كانت الولادة تحديدا وكيف تمت هل كانت في المشفى ام في المنزل؟ هل كان هناك صعوبة صاحبت الولادة؟ هل هناك اية اعاقات جسدية؟ هل هناك حكايات سمعتها من والدتك او احد اقاربك فيما يتعلق بسنوات العمر الاولى؟ وما هو ترتيبك بين الاخوة؟ ام هل انت وحيد عند والديك؟
[/right]


كانت ولادتي في مستشفى ،في ليلة 30/9/1978. ولم تكن هناك صعوبات فيها ،أنا الولد البكر ،جاء بعدي أخ ثم أخت ثم أخت وأخ ،فأنا الأكبر في الترتيب. ولا توجد إعاقات والحمد لله.

الحادثة الوحيدة التي أتذكرها هي حرق سيارة والدي على يدي،حين كنت أعبث بالكبريت واحرقتها فكانت حادثة لم أنسها لليوم.مع أنني لم أتأذ منها .ولكن منظر الحريق والناس والمطافي عالقة في ذهني.

بعد أن كبرت قليلاً صحوت من نومي فزعاً ،على بكاء أمي حين جاءوا برجل استشهد في حرب الثمانينات. ومنذ تلك اللحظة كنا نعيش بالسواد والعويل والبكاء طيلة الفترة حتى عام 1988. كنا نلاحظ الحزن في وجوه الرجال ، والفزع في وجوه النساء ،والحادث الأكبر الذي حدث في صف الرابع الابتدائي هو حين اعدموا في ساحة كبيرة مجموعة من الجنود الهاربين. قرب تقاطع الجمرك في مدينة السماوة ،حيث اخرجوا المدارس وجمعوا الناس لكي يروا الذين ارادوا اعدامهم. لم نكن نرى بشكل واضح ولكن رأينا صورهم من بعيد حين جئنا في البداية ،كانت على عونهم عصابات بيض،وكانوا يرتدون دشاديش غامقة . من ثم اعدموهم فكنت اسمع صوت الطلقات ولكن لم أر شكلهم وهم يُعدمون ،ثم كنت أرى المعلمة التي كانت علينا خائفة .ثم ارجعونا ،هذه الحادثة اخافتني وظلت عالقة..

في سنة 86 ( وانا في سن الثامنة ) جاءوا بخالي شهيداً ،فكنت ارى العويل والبكاء عليه من قبل أمي وخالاتي ،فكان المشهد أيضاً مرعباً..وطيل تلك الفترة كنت مجتهداً في دروسي ولم أمر بتجربة شخصية ،بل كنا من عائلة ميسورة .سوى هذه المشاهدات والاحداث التي ترافقنا..

والدي يعمل معلماً ،وهو يتواجد في المنزل كثيراً ،وهو الآن مدير مدرسة مستمر بالخدمة . طفولتي كلها عشتها في مكانين،بيتنا وبيت أجدادي الكبير.وظروفنا المعيشية كانت جيدة..

بالنسبة إلى جبهات القتال ،كنا نرى كل يوم برنامج (صور من المعركة) ولمدة 8سنوات ،عند وقت العصر.نرى فيه الجبهة والقتال والأموات والجثث..

أول مرة أتعرف فيها على الموت ،قبل استشهاد خالي ،كانت لدينا جارة طيبة وتعاني من عقلها. في يوم عرس جيران لنا احرقت نفسها بالنفط ،فتحول العرس إلى كارثة...اخرجوها في ذلك اليوم ملفوفة ببطانية ،وكان رأسها لا شعر فيه ...مع الأسف!!

كل تجارب الحب لدي فشلت ،كلها كانت من طرف واحد ،ولم أكن مقنعا بالحب أبداً ولم أنجح.ولكنني عوضت حبهن بصداقات مع أصدقاء بقت لدي صور معهم ،في تلك الأيام الجميلة....