عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2013, 10:18 AM
المشاركة 2
عبدالله باسودان
أديـب وشاعـر

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي إطلالة على أيام العرب في الجاهلية
جاؤوا بشهران العريضة كلها
و اكلبها ميلاد بكر بن وائل
وسعت شيوخ الحي بين سويقة
و بين جنوب القهر ميل الشمائل

فلو كان جمع مثلنا لم يبزتا
و لكن اتانا كل جن و خابل

فبتنا و من ينزل به مثل ضيفنا
يبت عن قرى اضيافه غير غافل
و أسرت بنو عامر يومئذ سيد مراد جريحاً ، فلما برأ من جراحته أطلق و ممن أبلى يومئذ أربد بن قيس بن حر بن خالد بن جعفر ، و عبيد بن شريح بن الأحوص بن جعفر و أسرع القتل في الفريقين جميعاً ، ثم إنهم افترقوا و لم يشتغل بعضهم عن بعض بغنيمة و كان الصبر فيها و الشرف لبني عامر.
وقال عامر بن الطفيل :
لقـد عَـلِـمَـتْ عُـلْــيَا هَـــوَازِنَ أَنَّـنِـي
أَنـا الـفـارِسُ الـحـامِـي حَـقِـيقَةَ جَـعْــفَــرِ

و قد عَـلِــمَ الــمَــزْنُـــوقُ أَنِّـــي أَكُـــرُّهُ
علَـى جَـمْـعِـهِـمْ كَـرَّ الـمَـنِـيحِ الـمُـشَـهَّـرِ

إِذَا ازْوَرَّ من وَقْعِ الرِّماحِ زَجَرْتُهُ
و قُلتُ : لَهُ ارْجعْ مُقْبِلاً غيرَ مُدْبِرِ

و أَنْبَأْتُهُ أَنَّ الفِرَارَ خَزَايَةٌ علَـى الـمَـرْءِ
مـا لـم يُبْـــلِ جَـــهْـــداً و يُعـــذِرِ

أَلَـسْـتَ تَـرَى أَرمـاحَــهُـــمْ فِـــيَّ شُـــرَّعـــاً
و أَنْـتَ حِـصَـانٌ مـاجِـدُ الـعِــرْقِ فـــاصْــبِـرِ

أَرَدْتُ لِـكـيْ لا يَعْـــلـــمَ الـــلـــهُ أَنَّـــنِـــي
صَبَـرْتُ و أَخْـشَـى مِـثْـلَ يومِ الــمُــشَـقَّــرِ

لَعَـمْـرِي، و مـا عَـمْــرِي عـــلـــيَّ بِـــهَـــيِّنٍ،
لقَـدْ شَـانَ حُـرَّ الـوَجْـهِ طـعْــنَةً مُــسْـهِــرِ

فَبِـئْسَ الـفَـتَـى إِن كُــنْـــتُ أَعْـــوَرَ عـــاقِـــراً
جَبـانـاً ، فَـمـا عُـذْرِي لـدى كُـلِّ مَـحْـضَـرِ

و قـد عَـلِـمُـــوا أَنِّـــي أَكُـــرُّ عـــلـــيهـــمُ
عَشِـــيَّةَ فَـــيْف الـــرِّيح كَـــرَّ الـــمُــــدَوِّرِ

و مـا رِمْـتُ حـتــي بَـــلَّ نَـــحْـــري و صَـــدْرَهُ
نَجـيعٌ كَـهُـدَّابِ الـدِّمَـقْــسِ الــمُــســيَّرِ

أَقُـولُ لِـنَـفْـسِ لا يُجــادُ بِـــمِـــثْـــلِـــهـــا
أَقِـلِّـي الـمِـراحَ إِنَّـنِـي غـــيرُ مُـــقْـــصِـــرِ

فلـو كـانَ جَـمْـعٌ مـثـلُـنـا لـم نُــبــالِـهِــمْ
و لـكِـنْ أَتَـتْــنــا أُسْـــرَةٌ ذاتُ مَـــفْـــخَـــرِ

فَجَـاؤُوا بِـشهرانِ الــعَـرِيضَةِ كُـلِّـهـا
و أَكْـلُـبَ طُـرًّا فـي لــبـاسِ الــسَّـنَـوَّرِ

و هنا يصور عامر بن الطفيل اقتحامه للحروب و كيف أنه لا يتخلى عن بسالته الحربية حتى يحمي عشيرته و هو لا يزال يدفع بفرسه إلى الحرب دفعاً , أما الفرار و عاره فدونه الموت! و هو يدعو حصانه لتأسي به و الصبر معه حتى ينالا شرف النصر معاً و امتنّت بنو نُمير على بني كلاب بصَبرهم يوم فَيف الريح، فقال عامر بن الطفيل :

تَمُنُّون بالنُّعمى و لولا مَكَرُنـا
بمُنعرجِ الفَيفا لكنتُم موالـيَا

و نحن تداركْنا فوارسَ وَحْوحٍ
عشيّة لاقينَ الحُصين اليَمانيا

وحوح ، من بني نُمير ، و كان عامر أستنقذهم !

و قال عامر بن الطفيل أيضاً :

و يا لفيفاً من اليمن استثارت
قبائل كان ألبهم فخـاروا
قال أبو عُبيدة : كانت وقعة فيف الريح و قد بُعث النبيّ صلى الله عليه وسلم بمكة و أَدرك مُسهِرُ بن يزيد الإسلام فأسلم.

يتبع ......